الاكتفاء بالذات
ليس هناك أجمل من أن تنغمس في نفسك. نفسك التي لم ولن يصل أحد لداخلها، لأعماقها، لأن يصل للمسها بشفافيتها التي تسكن ما بين القلب والروح في هذا العمق البعيد بداخلك مهما حاول اخبارك بأنه معك، لن ينفعك ولن يفهمك سوى عقلك واستفتائك لقلبك وطموحك، يسير بك للطريق الذي تستحقه لتصل لهدفك، لأحلامك، وامنياتك.
وهذا سيحدث بالإرادة والإصرار والثقة بالنفس، اي الاكتفاء الذاتي. فكيف لمن لا يثق بنفسه أن يثق بالآخرين؟ وعليك أن لا تنتظرمن يسندك فزمن المساندة منتهي الصلاحية في هذه الأيام، لا تغتر بكثرة الأرقام على هاتفك النقال ففي وقت الضيق ستراه وكأنه فارغ، ستشعر بأنه ثمة شيء ما يكتظ في عقلك، ازدحام من الأفكار تتجمع كلها في آن واحد، كازدحام السيارات المتكومة بالطريق بلا فائدة، وهذا ما يؤكد لك أن الصديق ليس وقت الضيق دائماً، أحياناً يفضل الانسحاب ليكون من الجمهور الذي يشاهد ما سيحدث على خشبة المسرح.
لذلك لا توصل نفسك لهذه المواقف السخيفة. تقدم لنفسك وثق بها، وإذا تعثرت فهذا يعني أنك تتحرك، ولا تعطي الفرصة لأحد أن يراك تسقط ليشمت بك الشماتة الصامتة، وانتصر بهذه الحرب الباردة المُقنّعة بالوجوه الكاذبة الذي قد تظهر لك الحب وهي تراقب سقوطك على أحر من الجمر وتحاول ان تؤذيك، عليك أن تبتسم، تتجلى إلى الله، وتخلص بالدعاء، ولا تفكر بمن اعتابك بما لديه من نعم الله التي لا تملكها انت، فالذي رزق الإنسان بهذه الأخلاق شامت وليس حامد قادر على أن يعطيك اضعافه، فالإنسان ُيقدَّر بما يفعل وليس بما يملك.