سحر الرزاز وبطء الإنجاز

 حسين الجغبير

كعادته، يبدو في أحسن أحواله عند الحديث، وتبدو ابتسامته آسرة. رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وكأن كل ما يجري حوله أمر طبيعي، رغم التحديات الاقتصادية أو السياسية التي تعصف بحكومته منذ أن تسلم دفتها قبل أكثر من عام بقليل.

تحتار بين أن تصدق كلامه وهو يتحدث، أو أن تقارنه بالواقع الملموس ، ففي الأمر تناقض كبير، وحتى لا تقع في شرك هذا الأمر عليك أن تقرأ المشهد من زاوية أخرى، وهي أن هذا الرجل يدفع ضريبة سياسة حكومات سبقته، وتركت ندبا كبيرا على وجهه لا يقوى على تجميله مهما حاول.

وهذا لا يعني تبرئته من مسؤولية حتمية إيجاد حلول جذرية وسريعة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ، التي يعيشها الوطن والمواطن، فهو مطالب بحكم موقعه الرسمي القيادي بأن لا يزيد العبء عبئا ، وأن لا يلين أمام الأزمات.

في لقاء جمع الرزاز برؤساء تحرير وكتاب وإعلاميين أمس الأول، كان حديث الرئيس يشير إلى أنه يريد أن يستوعب الإعلام و الناس أن حجم التحديات كبير، ورغم ذلك فإن القادم أفضل في ضوء ما تحدث به من مؤشرات اقتصادية جيدة، مع تأكيده بأن حكومته لا تزال مصرة على تطبيق نهج مختلف لترجمة السياسات إلى واقع ملموس.

وأرسل عددا من الرسائل باتجاه ذلك، بقوله أن هناك زيادة في كمية الصادرات (تتضاعف)، وان الأردن، بحسب البنك الدولي، في مقدمة الدول العربية بخصوص الشركات الناشئة، وأن قيمة الواردات خفضت، مع تحسن حوالات المغتربين، مع نمو مؤشرات السياحة.

الرزاز، تحدث أيضا عن المستقبل، وما في جعبة حكومته من اجراءات تساهم في التخفيف عن الناس، من بينها تطوير برنامج خدمة وطن، والزامية رياض الأطفال، والتركيز على مخرجات التعليم، عبر تعديل القانون خصوصا فيما يتعلق بمجالس الأمناء، وتعزيز نوعية التعليم، مع وجود خطة تفصيلية للتأمين الصحي تستهدف الفئات الأقل قدرة، حيث أن حجم الانفاق على الرعاية الصحية كبير جدا.

غير منصف من يقول بأن الرئيس لا يعمل، أو لا يرغب بأن يعمل، كما أنه غير منصف من يعتقد أن الرزاز لا يدرك حجم التحديات التي تواجهه، ولما لها من أثر سلبي على مسيرة عمل الحكومة بأكملها، وبالتالي لا يظهر الإنجاز جليا، كون عجلة التقدم بطيئة جدا.

ربما هناك ملاحظات عديدة على أداء الحكومة، وتحديدا عددا من الوزراء الذين لم يكونوا على مستوى التحدي، لكن لا بد من النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس وليس الفارغ فقط ، إذا ما أردنا أن نمنح الرزاز فرصة للعمل من أجل تحسين الحياة العامة في هذا الوطن الذي يعاني من تحديات داخلية وأخرى خارجية نتيجة وقوعها في قلب عواصف أزمات المنطقة بأكملها.