الأسرى المحررون.. ألم ومعاناة بالمعتقل وأمراض خطيرة بعد الافراج

 الانباط - وكالات

تعد قضية الأسرى الفلسطينيين من أهم القضايا الانسانية التي وصلت الى المحافل الدولية والتي تندرج ضمن قضايا الحل النهائي مع الاحتلال.

الوضع داخل السجون الاسرائيلية، يتفاقم كثيرا، خاصة أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني مر بتجربة الاعتقال منذ عام 1967، معظمهم تعرض لعنف جسدي أو نفسي، خصوصا الأطفال، وعدد كبير من الأسرى تفاقم وضعه بعد اطلاق سراحهم.

وحسب شهادات أسرى محررين، فإنهم يحتجزون داخل زنزانة أسفل الأرض، مساحتها لا تتجاوز المتر ونصف، عدد الاسرى يكون فيها نحو 20، وجبة الطعام تقدم يومياً بنفس المعايير والمذاق السيئ، إضافة إلى ارتداء ملابس معينة.

لا يتوقف الأمر عند وضع الزنزانة، بل يمتد إلى أفراد عائلة الأسير، حيث عند مجيء أحد منهم للزيارة يتعرض لأشد حالات الاذلال والخضوع والتفتيش لساعات طويلة.

وقال أحد المحررين والذي اعتقل عام 2010: "جلست في زنزانة صغيرة جداً يكاد جسدي يموت من الحر، عدا عن الشريط الاسود الذي يغطي عينيّ، أجلس مع نفسي ساعات طويلة، يداي مكبلتان، أحاول أن أتماسك، وعندما يقومون بإخراجي من الزنزانة، أشعر بفرح وسعادة، لكني اتفاجأ بعدها بحفلة تحقيق ضرب وشتائم".

وتابع: "حاولت السيطرة على نفسي لأسبوع داخل الزنزانة، بعدها تم نقلي الى غرف السجن، حاولت كثيرا أن أتعايش مع الاسرى ولكن المساحة الضيقة لم تكن تتسع، في كل ليلة هناك هجمة شرسة من قبل الاحتلال داخل غرف للتفتيش، كنا نتعرض لأشد حالات الانتهاك من تكبيل وضرب وتغطية لأعيننا، ليأتي بعدها كلب بوليسي ينهش أجسادنا،  ولا أجد من يعالجني من ألم سيستمر طول حياتي، خرجت من السجن وأنا مريض، حاولت أن أجد الحلول لأسجل بجامعة، فوجدت نفسي أريد الانتحار!!.

وأكد الأسير الذي قضى أكثر من 7 سنوات في سجون الاحتلال، "مرارا وتكرارا فكرت بالانتحار ولكن أصدقائي لم يتركوني وحيدا، حتى بدأت بالعلاج عند طبيب نفسي لنسيان آثار ما عانيته".

بدوره، قال مدير نادي الاسير قدورة فارس: "عملية العنف تبدأ من لحظة الاعتقال واقتحام منزل الأسير، بعدها تتم ممارسة العنف والتعذيب في "البوسطة"، حيث إن أكثر عمليات العنف تمارس فيها، ويتناوب السجانون ممارسة العنف والضرب بوحشية بحقهم، وكثير منهم تعرضوا للكسور عند نقلهم".

وأضاف، "بالنسبة للاعتداءات داخل السجون، فهي تكون جماعية، وإذا احتج أسير يتعرض الكل للعنف، فيقومون بضربهم بالغاز ومسيل الدموع، رغم أن هذه القنابل مكتوب عليها "تستخدم فقط بالأماكن المفتوحة".

وتابع: "عند الاقتحام يتم ربط الاسرى وضربهم بالبنادق عدا عن استخدام الكلاب البوليسية، وآخر الاعتداءات ما جرى في سجن النقب، وتم الاعتداء على جميع الأسرى وعددهم 120".

كما تعرضت عدة أسيرات للعنف خلال اعتقالهن، كما جرى مع الأسيرة اسراء جعابيص (31 عاما)، التي تم اعتقالها بعد حريق نشب في سيارتها وأصيبت على اثره بحروق، وتم الحكم عليها بالسجن 11 عاما.

وهناك أمراض لا يتم كشفها عند الأسرى داخل المعتقلات، بسبب الاهمال الطبي، وبعد الخروج يكتشفون أمراضا مختلفة، مثل ما حصل مع محمد بشارات من طوباس الذي خرج بعد 16 عاما من الاسر، حيث اكتشف انه مصاب بالسرطان.