تونس والجزائر والبحث عن الفوز والتأهل التاريخي

 القاهرة - وكالات

رغم كونهما من القوى الكروية الكبيرة في القارة الإفريقية، لم يكن المنتخبان الجزائري والنيجيري ضمن أبرز المرشحين، للمنافسة على لقب (كان 2019). لكن الفريقين يحظيان الآن بترشيحات هائلة للفوز باللقب، بل أن المنتصر منهما مساء اليوم في الدور قبل النهائي، على استاد القاهرة الدولي، قد يكون المرشح الأبرز للتتويج، بغض النظر عن المنافس في المباراة النهائية.وخاض كل من الفريقين البطولة الحالية، بعدما عانى من مشاكل عدة وتراجع في المستوى، على مدار السنوات الماضية.
ومنذ صعوده لدور الستة عشر في كأس العالم 2014، بدأ منحنى المنتخب الجزائري في التراجع، ليودع كأس الأمم الإفريقية من دور الثمانية، في نسخة 2015، ومن دور المجموعات في 2017. لكن الفريق قدم في البطولة الحالية، ما جعله أقوى المرشحين للفوز باللقب.وفي المقابل، خاض المنتخب النيجيري النسخة الحالية من البطولة، بعدما غاب عن النسختين الماضيتين 2015 و2017، رغم فوزه بلقب 2013.
وتشير إحصائيات الفريقين في البطولة حتى الآن، إلى تفوق واضح للمنتخب الجزائري، حيث سجل لاعبوه 10 أهداف، واهتزت شباكهم بهدف واحد فقط، فيما أحرز لاعبو نيجيريا سبعة أهداف، واهتزت شباكهم خمس مرات.
لكن جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري، الذي أعاد صياغة شكل الفريق بعد توليه المسؤولية في أواخر 2018، يحتاج إلى التغلب على أكثر من مشكلة، قبل مواجهة المنتخب النيجيري اليوم . وتأتي في مقدمة هذه المشاكل حالة الإجهاد، التي يعانيها لاعبو الفريق، في ظل العرض القوي أمام كوت ديفوار على مدار 120 دقيقة، قبل الاحتكام لركلات الترجيح. كما يحتاج بلماضي إلى التغلب على غياب نجمه، يوسف عطال، الذي أنهت الإصابة مشواره في البطولة. ويحتاج المنتخب الجزائري أيضًا إلى التغلب على تفوق نيجيريا، في سجل المواجهات الرسمية المباشرة، حيث حقق النسور الفوز في 7 من آخر 9 مباريات أمام الخضر. والتقى المنتخبان 8 مرات سابقة في البطولات الإفريقية، حيث كان الفوز من نصيب كل منهما في ثلاث مباريات، مقابل تعادلين. ويمتلك المنتخب الجزائري حاليَا العديد من النجوم البارزين، الذين يعتمد عليهم بلماضي، وفي مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، والهداف الخطير بغداد بونجاح، والمهاجم إسلام سليماني، إضافة ليوسف بلايلي، وحارس المرمى وهاب رايس مبولحي.
وفي المقابل، يمتلك نسور نيجيريا المهاجم الخطير أوديون إيجالو، والموهوب أحمد موسى، إضافة لصاحب الخبرة العريضة جون أوبي ميكيل، الذي يُنتظر أن يعود لتشكيلة الفريق الأساسية، بعدما غاب عن المباراتين السابقتين بسبب الإصابة.

تونس والسنغال

رغم وصول كليهما إلى الدور قبل النهائي بنجاح، ستكون المباراة بين المنتخبين التونسي والسنغالي، مساء اليوم الأحد بمثابة "البحث عن الحقيقة" حيث تمثل المواجهة بينهما غدا أقوى اختبار لقوة كل منهما والمقياس الحقيقي لقدرتهما على المنافسة. ويلتقي المنتخبان التونسي والسنغالي بإستاد "الدفاع الجوي" في القاهرة وذلك في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية (كان 2019) المقامة حاليا في مصر.
ويتطلع كل فريق إلى خطوة جديدة على طريق البحث عن اللقب في هذه النسخة، حيث يضع الفوز صاحبه على بعد خطوة واحدة من اعتلاء العرش الأفريقي. وواجه كل فريق عدة عقبات في طريقه إلى المربع الذهبي للبطولة، لكنهما شقا طريقهما بجدارة إلى هذه المرحلة من البطولة. واستهل المنتخب التونسي مسيرته في البطولة بـ3 تعادلات متتالية مع منتخبات أنجولا ومالي وموريتانيا وحل ثانيا في مجموعته بالدور الأول، ليلتقي في الدور الثاني مع نظيره الغاني العنيد قبل أن يطيح به عبر ركلات الترجيح، بعدما حقق نسور قرطاج التعادل الرابع لهم على التوالي في هذه النسخة. وفي المباراة الخامسة للفريق، حقق نسور قرطاج الفوز الأول لهم في البطولة الحالية 3 ـ 0 على منتخب مدغشقر مفاجأة الكان.وتشير النتائج إلى أن المنتخب التونسي فشل في تحقيق أي فوز على فريق كبير، حيث كان العملاق الوحيد الذي واجهه في المباريات الـ5 الماضية هو نظيره الغاني والذي أطاح به نسور قرطاج عبر ركلات الترجيح.
وفي المقابل، وعلى الرغم من الترشيحات الهائلة التي سبقت الفريق إلى هذه البطولة والإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها، لم يحقق المنتخب السنغالي حتى الآن الفوز على منتخب كبير، حيث فاز في مجموعته بالدور الأول على منتخبي كينيا وتنزانيا بينما خسر أمام نظيره الجزائري ليحتل أيضا المركز الثاني.
وفي دور الستة عشر، اجتاز المنتخب السنغالي عقبة نظيره الأوغندي بهدف نظيف، وهي النتيجة ذاتها التي فاز بها على بنين في ربع النهائي، لتصبح مباراة الغد هي الاختبار الثاني له فقط أمام فريق كبير.
ويتشابه سجل الفريقين كثيرا على الساحة الأفريقية حيث يمتلك كل منهما تاريخا حافلا لكن رصيدهما من الألقاب لا يتناسب مع مكانتهما على الساحة القارية. ويقتصر رصيد المنتخب التونسي على لقب واحد فقط في البطولة حيث أحرزه في نسخة 2004 عندما استضافت بلاده البطولة.وفي المقابل ، لم يحرز المنتخب السنغالي اللقب من قبل ليظل من أبرز المنتخبات صاحبة التاريخ العريق على الساحة الأفريقية والتي لم تصعد لمنصة التتويج.
وفيما تصب نسبة كبيرة من الترشيحات في صالح المنتخب السنغالي لاجتياز عقبة نسور قرطاج، لن تكون مهمة أسود التيرانجا سهلة على الإطلاق في ظل الصحوة التي أظهرها المنتخب التونسي في الأدوار الإقصائية والتي جاء أداء الفريق فيها خلافا لما كان عليه في الدور الأول.
ويعول نسور قرطاج كثيرا على مساندة الجالية التونسية في مصر، وكذلك الجاليات العربية والمشجعين المصريين من ناحية، وتوافد أعداد كبيرة من مشجعيه إلى أرض الفراعنة مع تقدم الفريق في البطولة.
كما يعتمد المنتخب التونسي على المستوى المتميز الذي ظهر به أكثر من لاعب في البطولة وفي مقدمتهم يوسف المساكني الذي استعاد مستواه الرائع إضافة لفرجاني ساسي الذي يحظى بشعبية كبيرة في مصر حيث يلعب لفريق الزمالك. وفي المقابل، يعتمد المنتخب السنغالي بقيادة مديره الفني الوطني آليو سيسيه على كتيبة من النجوم المحترفين في أندية أوروبية كبيرة مثل ساديو ماني مهاجم ليفربول الإنجليزي وإدريسا جاي نجم إيفرتون الإنجليزي.