الحوار لا يتم الا بين مختلفين !!!
نايل هاشم المجالي
إن تجسير الهوة بين مختلف الاتجاهات السياسية والثقافية في الوطن من احزاب ونقابات وهيئات ومراكز سياسية وثقافية واجتماعية لن يتم الا بالحوار البناء .
حتى نتمكن من تطوير المفاهيم وتوحيد الاتجاهات وانجاز التحول وتحقيق المكاسب واختصار المسافات وتوفير الوقت والجهد لبناء المستقبل وتحقيق النهضة والاصلاح المنشود .
حيث انه بالحوار البناء يتم الاقناع ، أما الاختلاف فهو ظاهرة صحية وطبيعية ، وان الاختلاف ليس معطلاً او سلبياً في تطوير المجتمعات والنظم السياسية بل هو مدخل رئيسي لبناء العلاقات على اساس مفهوم السلمية والقبول بالآخر وتقاسم الادوار بالتعاون المشترك مع الجهات المعنية وتدبير العلاقة في المجال التوافقي الجامع بين كل هذه الافكار ، وتضييق رقعة الاختلاف بينها ، وذلك بسبب ظاهرة الالتباس التي نعيشها بسبب الازمات والمتغيرات والظروف الصعبة التي يمر بها الوطن .
وعلينا ان لا نعطي لاي كان ان يطلق لغة التخوين والتعصب والانفعال على ما نصبو اليه من نقاشات سياسية هادفة فهي لغة التخاطب السياسية الفكرية في حوار محصور بالمكاسب السياسية الانية .
حوار يجيب على العديد من الاسئلة بدل السطحية على مواقع التواصل الاجتماعي غير المسنودة في حوار ، سياسي ومجتمعي حقيقي حيث اننا نعيش حالة اهدار للزمن السياسي والثقافي عبر افتعال نقاشات هامشية على ضوء تغريدات تسبب نتائجها احباطات متعددة ، منها ما يسعى لاستدامة الحالة الراهنة والاكتفاء بالواجهات من النخب السياسية التي قياسها مقاس السلطة التنفيذية ، ومنها من يسعى عمدا ًلتوسيع الهوة بين هذه القوى السياسية لينتج الفشل والاحباط واليأس ومزيداً من التعقيد .
ليزيح بها الى الهامش حتى لا تكشف مستوى فكره السياسي والثقافي ، بل علينا ان نعطي فرصة اكبر لشخصيات سياسية جديدة صاحبة فكر نير تخرج من رحم هذه القوى السياسية والدفع باتجاه التحول والتغيير العميق وتحقيق الاصلاحات ، وليس بانتاج قوى مفبركة ولا مصطنعة من خلال مجالس سياسية محصورة بمنافع ومكتسبات شخصية ، وهذا يمهد الى فهم اشمل واوسع لمفهوم الديمقراطية التوافقية والتشاركية انعكاساتها ايجابية .
وتقارب بالبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفق تفاهمات وبرامج عملية ميدانية توعوية وتثقيفية ، بقاعدة عمل مشتركة توحد الجهود ومعنية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في كل محافظة .
فالحوار لا يتم الا بين مختلفين وبين المعنيين بالمستقبل في ظل عالم متغير تسوده الازمات والافكار المنحرفة والمتطرفة وفق متغيرات مجتمعية غير مستقرة على حال واحد ، فتعزيز الجبهة الداخلية واجب وطني وعامل حاسم لتعزيز الولاء والانتماء وتوحيد القرار لمواجهة الاجندات الخارجية .
واستقطاب الشباب للمشاركة وقتل فراغهم وهم العامل المهم في معادلة التنمية وهم عماد التغيير وروحه ووقوده نحو مجتمع متقدم ، ولا ننسى ان غالبية الشباب كانوا مستهدفين من مخططات الفساد والافساد بالاغراء والترويض والاغواء والتهجير والتغريب ومنهم التائه والمهمش .
فالمجتمع بحاجة لفكرهم وسواعدهم ولا بد من اعطاء حقهم في الوجود وحركة افكارهم وحركة عواطفهم في تناسق وانسجام مما يجعل منهم عامل ايجابي في البناء والنشاط فمعشر الشباب هم ملح البلاد ولا يصلح الطعام اذا كان الملح فاسداً .
Nayelmajali11@hotmail.com