الاستثمار في بناء قدرات وطاقات الشباب
الاستثمار في بناء قدرات وطاقات الشباب
الاستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
الشباب طاقة إنسانية متميزة بالطموح والحماسة والسعي نحو الاستقلال وحب الاستطلاع والمعرفة والتطلع نحو المستقبل بكل ثقة وعزم, وهم أساس التنمية والطاقة الكبيرة التي ينبغي الاستفادة منها في عملية التنمية الوطنية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية وفي مجالات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي.
قد أثبتت معظم الدراسات الاجتماعية والتربوية على إن مستقبل أي مجتمع أو وطن يكون نابعا من طاقات الشباب والتي تساعد على تنمية المجتمعات وتطويرها وتأهيلها نحو الأفضل معتمدا في ذلك على تشجيع الشباب وإبراز قدراتهم في قيادة المواقع والمراكز المتقدمة, لان مرحلة الشباب مهمة وفيها يتم صقل الشخصية المتوازنة للشباب وذلك حسب طبيعتها الديناميكية في كافة المجالات وخاصة لدى الجيل الناشئ.
جلالة القائد الملك الشاب عبدالله الثاني المفدى في أكثر من مناسبة دعاء إلى ماسسة دور الشباب وضرورة بناء شراكة حقيقية مع المؤسسات الوطنية السياسية مثل الحكومة ، البرلمان ، ومؤسسات المجتمع المدني من اجل صقل مهارات الشباب واستثمار طاقاتهم وابدعاتهم وهو هدف يجب أن تسعى لتحقيقه كافة قطاعات الدولة الأردنية من اجل أعداد قيادات فاعلة وقادرة على المبادرة واخذ زمام الأمور نحو التنمية الوطنية ولإيمانه بأهمية ودور العمل التطوعي في حياة الشباب التي تؤدي إلى تنمية المجتمعات ، دعا جلالته في أكثر من لقاء مع الشباب إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى شبابنا من خلال تحديد برامج العمل التطوعي التي تقدم للمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة من اجل ترسيخ روح المبادرة والتطوع بين الشباب وتعزيز علاقتهم بمجتمعهم ووطنهم وتفاعلهم المباشر مع حاجة الوطن ومشكلاته.
وفي الاوراق النقاشية الملكية التي طرحها جلالة الملك دعا جلالتة الى الاسنثمار وبناء طاقات وابداعات الشباب وركزت الورقة السابعة على بناء القدرات الوطنية وتطوير العملية التعليمية باعتبارها جوهر نهضة الامة وتقدمها وعنوان تميزها وركزت الورقة على تطوير قطاع التعليم والتحديات التي تواجها وعلى تعظيم قيمة الابداع لدى الطلبة وماهية المناهج المطلوبة التي تحفز التفكير العلمي والمنطقي للطلبة واهم الوسائل العلمية التي يمكن تطبيقها في العملية التدريسية.
جلالة الملك في هذه الورقة النقاشية طرح افكارا رائدة ليؤسس لنهضة تعليمية أردنية جديدة تبعث وترسل كفاءاتها المتميزة في دول العالم مثلما كان الأردن مشعل للنهضة والتطور في كثير من الدول العربية من خلال خلق جيل واعي مميز يؤسس على عملية تعليمية مميزة نشجع فيها طرق الفهم والتفكير والابتكار والابتعاد عن التلقين والقدرة على التحلل والتفكير ليكون قادرا على المشاركة في الانتاج والعمل والمساهمة في احداث التغيير والتقدم عملا بقولة تعالى"وقل رب زدني علما"
وتناولت الورقة التي تحمل عنوان واضح لمستقبل التعليم الذي يريده جلالة الملك الذي يقوم على الفهم والبحث والبعد عن التلقين والعمل على صقل الشخصية وبناءها وتحفيز الطلبة على مخاطبة العالم بجميع لغاته حتى يكون سمة المجتمع الأردني النهضة والتطور ومواكبة العلم والتكنولوجيا.
تأتي هذه الورقة الملكية متجانسة ومتكاملة مع الأوراق الملكية الست السابقة والتي تسعى لعمل المزيد من التطور والتقدم والانجاز الذي نريده للمسيرة التعليمية في الأردن والتي تشمل المدرسة والجامعة والتركيز على العمل الايجابي وعلى جعل التميز والنجومية في المؤسسات التعليمية هي نجومية التميز العلمي والبحثي والتميز في الاختراع والعلوم والرياضة والفنون بانواعة وتشجيع لغة الحوار وتقبل الرأي الأخر وضرورة وفائدة التنوع الثقافي والبيئي الطلابي والبعد عن التردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم .
دعا جلالته في ورقته النقاشية المؤسسات التعليمية إن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب وبناته من طاقات هائلة وقدرات كبيرة ومواهب متنوعة وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات وتنمية تلك القدرات وصقل تلك المواهب وتحفيزها إلى أقصى حدودها عبر احدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير والبعد عن التلقين وان تجمع بين العلم والعمل والنظرية والتطبيق والتحليل والتخطيط وتفتح لهم أفاق رحبة إمام أبنائها ليتفوقوا في كل مادة وينبغوا في كل في كل فن أو مهنة أو حرفة.
لتحقيق ذلك لابد من تضافر جهود الجميع الحكومة, ومكونات المجتمع الأردني, بالإضافة إلى المدارس والجامعات لتوفير البيئة التعليمية الحاضنة للتميز والتفوق وتامين الاحتياجات اللازمة والضرورية لبناء قدراتنا ومواردنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجحة تعيد للمعلم والأستاذ الجامعي مكانته والقه بين إفراد المجتمع ويقوم بعملة بكل أمانة ورغبة ويستطيع إن يترجم هذه العناوين السامية لنرى مدارسنا منارات للعلم وصقل المواهب ومكان لتنمية القدرات ومكان للتغير والارتقاء المنشود وهذا يتم من خلال منظومة تعليم حديثة توسع مدارك الطلبة وتعمق تفكيرهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم متسلحين بالأيمان القوي والثقة القوية والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الإباء والأجداد المتميز والرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر وان الاستثمار في مستقبل ابنائنا الطلبة عماد نهضتنا هو عنوان مرحلتنا القادمة وعلى المؤسسات التعليمية والجامعات ان تؤمن بما يتمتع به ابنائنا الطلبة من مواهب وطاقات هائلة وقدرات مميزة ان تم التعامل معها بالطرق والاساليب المتطورة وتم اكتشافها وتنميتها وصقلها والاستفادة منها سيكون لهم دور كبير وبارز في بناء القدرات الوطنية الشبابية بصفتهم عماد النهضة الوطنية الشاملة.
الجامعات منارات العلم والمعرفة وموائل صنع القادة ورجال المستقبل ولها الدور الاعظم والاكبر في ابراز القيادات الشبابية وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم واكسابهم المعرفة والمهارات القيادية اللازمة لتنمية التفكير الابداعي والتحليل العلمي المنطقي لمواكبة التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي بالاضافة الى اكسابهم مهارات التواصل والسلوك والعادات الايجابيه مثل التسامح والمحبة والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد واحترام الراي والراي الاخر والتركيز على التقنية والطرق العلمية الحديثة في التدريس والبحث العلمي لتكون مخرجات جامعاتنا ذات كفاءة وتميز وجودة عالية كما كانت على الدوام محط احترام وتقدير دول العالم. والتركيز على ان إن مرحلة الشباب هي أهم مرحلة في حياة الإنسان لذلك ينبغي إن يستثمرها الشباب ايجابيا في العلم والمعرفة وخدمة الوطن وان يسعوا إلى تحقيق طموحهم وأمالهم مع احترام أخلاقهم وهويتهم والانتماء للوطن والقيادة , فإذا كان الكبار هم الخبرة والمعرفة والتجربة الطويلة في الحياة فان الشباب هم أمل المستقبل وطافتة الكامنة في الإبداع والابتكار والانجاز.
إن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل وان إقصاء الشباب وتجاهل دورهم دون تمكينهم سياسيا واقتصاديا يزيد من المعاناة التي يعاني منها الكثير من الشباب المتعلم وغير المتعلم في عدم وجود فرصة عمل مناسبة لهم لذ فان هناك حاجة ماسة وبصورة سريعة لتشغيل الكثير من الشباب وإيجاد فرص العمل المناسبة لهم سواء بالقطاع العام أو الخاص والعمل جميعا على الخروج من الحالة التي يعيشها الشباب الوطني وأهليهم بعد إن تم تعليمهم وبذل الأهالي الغالي والنفيس وبيع مقدراتهم في سبيل تعليمهم وهم ينتظرون اليوم إيجاد فرص عمل مناسبة لأبنائهم. وان تتجه الحكومة إلى التركيز على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من منطلق المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة لأنها الحل الأمثل لتجنب زيادة المديونية والعجز للموازنة العامة وتساعد على تشغيل الأيدي العاملة وتخلف فرص عمل لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وتحقيق النمو الاقتصادي, التحديات الاقتصادية في مجال الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة فاعلة وحقيقية بين القطاعين وذلك لخلق فرص عمل لتشغيل العاطلين عن العمل وزيادة النمو الاقتصادي.