محاضرة حول "الخلدونية الجديدة..علي الوردي نموذجا" بـ"الفلسفية"

 ألقى الباحث في الفلسفة الدكتور أحمد العجارمة محاضرة بعنوان "الخلدونية الجديدة، علي الوردي نموذجاً" مساء أمس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.
وقال العجارمة إن الخلدونية هي فكر ابن خلدون كما احتفظت لنا به مؤلفاته وبالأخص منها مقدمته الشهيرة لكتابه "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر".
أما الخلدونية الجديدة بحسب العجارمة فهي مجمل الدراسات الحديثة والمعاصرة التي تناولت فكر ابن خلدون ككل او كأجزاء، مشيراً إلى أن المفكر محمد عابد الجابري يصفها بأنها لا زالت تتكاثر كل يوم، وهي متباينة أي تباين وشديدة التنوع حتى لا يكاد يجمع بينها جامع سوى حدة موضوعها وهو "مقدمة ابن خلدون"، ومن تكمن صعوبة اعتبارها تيارا فكريا منسجما ومتميزا ضمن التيارات السائدة في الفكر العربي المعاصر.
وأوضح أن هذا التباين يعود، بحسب علي مبروك، إلى أن نصها المؤسس شأنه شأن كل النصوص المؤسسة ينطوي لا على صعيد بنية مفاهيمه وحسب بل وبنيته اللغوية ايضا على ما جعل منه إطارا لضروب من القراءة والتأويل.
واستعرض مفاهيم علم العمران والدولة والعصبية وجدل الحضارة والاخلاق ونظرية التعاقب الدوري وحالات الدولة واطوارها عند ابن خلدون.
وتحدث عن الدكتور علي الوردي ونشأته وسيرته الحياتية والاكاديمية والبحثية ودوره في نقد المنطق الارسطي ودعوته الى علم اجتماع عربي خلدوني.
واستعرض العجارمة أوجه التأثير الخلدوني في أعمال علي الوردي، مشيراً إلى قول الوردي بأنه اعتمد منهجاً يوفق بين نظرية ابن خلدون والنظريات الحديثة التي هي بدورها تنقسم الى ماركسية ومثالية.
ولفت إلى أن الوردي اتفق مع ابن خلدون في رفضهما للمنطق الارسطي، مبينا ان المتتبع لأعمال الوردي في دراساته للمجتمع العراقي التبني والنفس التحليلي لأفكار ابن خلدون.
وخلص إلى أن الوردي حاول محاكاة ابن خلدون من خلال استخدام مفهوم الطبيعة البشرية مثلا وتحييده سلطة العقل في الكثير من طروحاته وتعامله مع الحضارة على انها حتمية، لافتا الى ان الوردي يقدم منهجا يمزج بين الاصالة الخلدونية والفكر الغربي الحديث.
--(بترا)