الاوضاع في ليبيا لا تحتمل … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
بعد ان كانت الأمم المتحدة هي المسؤولة عن السياسة التنفيذية لدول العالم وخاصة في الازمات والنزاعات تراجع دورها لحساب الدول المؤثرة الرئيسية في العالم وفي مقدمتها الادارة الامريكية والدول الاوروبية الغربية وروسيا والصين فيما انحسر دور المنظمة الدولية وتراجع ولا احد يعلم الى اين يصفي والى متى يتراجع.
نقول ذلك في ضوء التراجع الذي تبدو عليه ليبيا والانقسامات على الساحة الليبية والتنافس الاستعماري المحموم على تراب ليبيا … بترولها وموقعها الجغرافي باعتبارها وسيلة لنقل المهاجرين بين القارتين الافريقية والاوروبية.
بعد فشل ثورة ليبيا الشعبية في تحقيق اهدافها وغايات الشعب الليبي الذي خسر الكثير من الارواح والمعدات وسفكت الكثير من دماء شعبه عملت الامم المتحدة ما بوسعها لتخفيف معاناة الشعب الليبي وتضميد جراحه نبحث المسألة الليبية من كافة جوانبها ووضعت خطة لتحقيق الامن والاستقرار في هذه الدولة بعد ان احرقتها النيران وكادت ان تأكل اجزاء منها في ضوء المطامع على ليبيا سواء من قبل الجماعات المحلية المتصارعة او الدول الكبرى التي تتربص بهذه الدولة وخاصة دول اوروبا القريبة كثيرا من الساحل الليبي او التي لا يبعد عنها كثيرا ولا تتعدى سوى كيلومترات في عرض البحر الابيض المتوسط.
الآن في ضوء مطامع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في السيطرة على الاراضي الليبية وما عليها من ممالك ودول وحكومات باتت الامم المتحدة توجس خيفة في ضياع ليبيا في خضم النسيان بعد ان تحركت عدة دول اوروبية لاخذ زمام المبادرة مثل فرنسا وايطاليا وبريطانيا والمانيا واسبانيا فيما دول الشمال الافريقي وتحديدا مصر وتونس والجزائر ترفض اي تدخل اجنبي في شؤون ليبيا وتطالب بعدم التدخل في شؤونها واستقلالها وابعادها عن الصراعات الدولية لا سيما مع ظهور اطراف طامعة في ليبيا وتسعى للسيطرة عليها وعلى بترولها وفي مقدمتها الادارة الامريكية التي فتحت خطوط مع ليبيا من خلال بعض الدول العربية المطلعة على حفتر والمقاومة معه والتي تدعمها على مختلف المحافل الدولية.
فلما لم تعد الامم المتحدة قادرة على الحركة في العالم لحل هذه الازمة الليبية كما كانت سابقا فمباحثات الامم المتحدة الان اضحت مقتصرة على حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج الذي تعترف به الامم المتخدة كسلطة شرعية في ليبيا …
ولم تتسرب انباء عن اجتماعات مبعوث لامم المتحدة غسان سلامه مع حكومة الوفاق خاصة ما يتعلق بما يتعين على الامم المتحدة فعله لتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا خاصة بعد حملة حفتر الفاشلة على طرابلس لتحريرها من الميليشيات التي تحتلها … ولم يعد خافيا انه لم يعد في امكان الامم المتحدة ان تحرك اي دولة او قوة باتجاه الحل الدائم العادل في ليبيا واجراء انتخابات في البلاد لتواضع القوى المسيطرة على الساحة التي تحظى بدعم الجماهير الشعبية ذات الاغلبية الكاسحة..
تدخل الادارة الامريكية في ليبيا والدعم الذي يتلقاه حفتر من الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاقتصادي والسياسي والتنسيقي جعل امكانية حل الازمة الليبية وفقا لرؤى الامم المتحدة املا بعيد المنال بدليل عدم مقدرة الامم المتحدة على التدخل في هذه المهزلة بعد ان اوشك المجتمع الدولي على حل هذه الازمة واصبح قاب قوسين او ادنى من هذا الحل …!!!