قد نعاني كثيراً من تورُّم الأصابع.. لكن ما هي الأسباب، ومتى علينا مراجعة الطبيب؟
هل عانيت من تورّم أصابع يديك أو قدميك في فصل الصيف أو ربما الشتاء؟ عادة ما يحدث تورم الأصابع بسبب الإصابة بالتهابات في الجسم أو تراكم السوائل، ويمكن أن يؤشر هذا بالإصابة بمشكلات صحية مختلفة أو نتيجة العادات الغذائية الخاطئة.
في هذا التقرير، سنوضح ما هي أسباب تورم الأصابع، وما علاجه، وفي أي حالات علينا مراجعة الطبيب.
أسباب تورم الأصابع
يحدث تورُّم الأصابع لأسباب عِدّة قد تساعدنا على تحديد المشكلة لعلاجها.
1- احتباس السوائل:
يحدث التورم عندما تتجمع سوائل الجسم في الأنسجة أو المفاصل، ويمكن أن يكون السبب هو الإكثار من تناول الأطعمة المالحة.
ولعلاج تورم الأصابع الناتج عن احتباس السوائل، ينصح بعدم الإكثار من تناول القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين، واستبدالها بالعصائر الطازجة دون إضافة السكر. كما يجب التوقف عن الأطعمة الغنية بالأملاح، مثل المخللات وغيرها.
كما أن ممارسة الرياضة تساعد في تعزيز الدورة الدموية بالجسم، وتقليل التورم.
2- العدوى:
هناك عدة أنواع من العدوى التي تؤثر على الإصبع وتؤدي إلى تورمه، وأبرزها:
عدوى الهربس: التي تسبب تقرحات دموية صغيرة ومنتفخة. الداحس: وهو التهاب في قاعدة الظفر وينجم عن البكتيريا والفطريات. الجليل: وهي إصابة مؤلمة ومليئة بالقيح تصيب الإصبع.وتحتاج العدوى التي تؤدي إلى تقرحات والتهابات إلى مضاد حيوي للقضاء عليها، بالإضافة إلى العلاجات الموضعية. ويجب عدم تعريض هذه العدوى للتلوث حتى لا تتفاقم وتستمر لفترة طويلة.
3- الإجهاد مع ارتفاع درجة الحرارة:
يؤدي الإجهاد الشديد سواء في العمل أو ممارسة الرياضة إلى تورم الأصابع، ويزداد هذا مع ارتفاع درجة حرارة الجو.
ويتسبب هذا في تدفق المزيد من الدم إلى القلب والرئتين والعضلات، ليصبح تدفقه منخفضاً في الأصابع.
تتفاعل الأوعية الدموية الصغيرة مع هذا التغيير في الجسم وتتمدد، وحينها تتضخم الأصابع. وتزداد فرص حدوث التورم عند ارتفاع درجة الحرارة، حيث تتوسع الأوعية الدموية الموجودة أسفل الجلد لتسمح للحرارة بمغادرة سطح الجلد.
ولتفادي هذه المشكلة وعلاجها، ينصح بعدم القيام بمجهود شديد والحصول على الراحة، وخاصةً عند ارتفاع درجة الحرارة.
4- التهاب مفصل اليد:
يؤثر التهاب المفصل الروماتويدي على بطانة المفصل ويسبب آلام وتورم الأصابع. يمكن أن يؤدي التهاب المفصل الصدفي على الأشخاص المصابين بمرض الصدفية الجلدي، إلى تورم أصابع القدم أو اليد.
وفي حالة الإصابة بالصدفية التي تؤثر على المفاصل وتسبب تورم الأصابع، يجب الذهاب إلى الطبيب والحصول على العلاج المناسب، حيث أنها مشكلة صحية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تلف المفاصل ومشاكل أخرى بالجسم.
5- الإصابات والصدمات:
إن الإصابة بتمزق في أربطة الأصابع أو التواء الإصبع وحدوث الخلع أو الكسر يمكن أن يؤدي إلى تورم الأصابع.
وتختلف درجات الإصابة وفقاً لنوعها، فهناك إصابات خفيفة تؤدي إلى تورم بسيط ومؤقت، وإصابات أخرى شديدة تحتاج إلى علاج طبي أو تدخل جراحي.
ولذلك يجب الذهاب إلى الطبيب في حالة وجود أي إصابة شديدة بالإصبع تؤدي للتورم والشعور بالآلام.
6- النقرس:
تحدث الإصابة بالنقرس عند تناول كثير من اللحوم والمأكولات البحرية، ويؤدي إلى آلام شديدة في أصابع القدم بالإضافة إلى تورمها.
وتفسير هذا المرض هو ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، ويقوم بتشكيل بلورات في المفصل. ويكون العلاج عن طريق أدوية يصفها الطبيب، بالإضافة إلى عدم الإكثار من تناول اللحوم.
7- تناول بعض الأدوية:
يقوم بعض الأشخاص بتناول أدوية لعلاج المشكلات الصحية التي تصيبهم دون استشارة الطبيب، دون معرفة تأثيرات هذه الأدوية على الجسم في حالة عدم الالتزام بالجرعات المحددة.
فهناك أدوية يمكن أن تؤدي إلى تورم الأصابع، مثل المسكنات وأدوية الضغط والسكري والأدوية المتعلقة بالأعصاب. كما أن العلاجات الهرمونية لها اثار جانبية وتسبب حدوث التورم مثل هرمون الإستروجين أو التستوستيرون.
يجب التوقف عن تناول أي دواء في حالة تورم الأصابع، ولا ينصح بأخذ أي دواء دون الرجوع إلى الطبيب.
8- متلازمة النفق الرسغي:
من الأسباب الشائعة لتورم الأصابع هي الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي أو العصب المقروص التي تسبب ضغطاً على العصب المتوسط في النفق الرسغي.
وتتمثل أعراض هذه المشكلة في الشعور بتنميل وخدر الأصابع، بالإضافة إلى تورمها. ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق الأدوية التي يحددها الطبيب، وقد يستدعي الأمر تدخلاً جراحياً.
9- أمراض الكلى:
تقوم الكليتان بالتخلص من النفايات والسوائل الزائدة بالجسم، وعندما لا تقوم الكلى بوظائفها بصورة طبيعية، يمكن ملاحظة تورم في أكثر من منطقة بالجسم، ومنها الأصابع.
وتزداد فرص الإصابة بأمراض الكلى لدى الشخص المصاب بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. ويستطيع الطبيب تحديد مشكلة الكلى التي تؤثر على وظائفها، سواء من خلال غسل الكلى أو تناول بعض العلاجات واتباع عادات غذائية صحيحة.
10- الإصبع الزنادي:
هي حالة يثبت فيها الإصبع في وضع الثني، مع إصدار صوت طقطقة عند محاولة تحريكه يشبه صوت الضغط على الزناد وسحبه.
يحدث إصبع الزناد عندما يكون هناك تورم حول وتر، وأحياناً بعد جراحة متلازمة النفق الرسغي.
ويعد إصبع الزناد من المشكلات الصحية الشائعة عند المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو مرض السكري. وفي بعض الأحيان، تتحسن الحالة دون علاج، ولكن في حالة استمرارها، يصف الطبيب بعض العلاجات المناسبة.
11- مرض فقر الدم المنجلي:
تتسم خلايا الدم الحمراء بمرونتها وشكلها الدائري، ولكن عند الإصابة بفقر الدم المنجلي، تكون الخلايا قاسية وهلالية الشكل، وحينها تتعثر في المرور بالأوعية الدموية، ويصعب تدفق الدم بصورة طبيعية.
وينتج عن هذا تورم في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى الشعور بآلام. ويحتاج هذا المرض إلى نظام غذائي متكامل بالإضافة إلى الحصول على العلاجات.
12- الحمل:
من أعراض الحمل الشائعة هي تورم اليدين والقدمين، وكذلك تورم الأصابع، ويسمى هذا بتورم الوذمة الناتج عن تراكم السوائل، وهو أمر طبيعي لا يستدعي القلق.
لكن التورم المفاجئ، وخاصةً في اليدين والوجه يمكن أن يكون من علامات تسمم الحمل، لذلك يجب التوجه إلى الطبيب على الفور.
13- تصلب الجلد:
هو مرض يصيب الجهاز المناعي يسبب تصلب البشرة ويمكن أن يؤثر على مختلف أجزاء الجسم.
حيث يصبح الجلد أكثر سماكة وصلابة، ويتسبب هذا المرض في حدوث تغيرات بالأوعية الدموية وتورم الأصابع. ويكون العلاج من خلال أدوية تزيد من تدفق الدم عن طريق الأوعية الدموية بالإضافة إلى الأدوية المثبطة للمناعة.
وكيف يمكن علاج تورم الأصابع..
يعتمد علاج تورم الأصابع على مُسبّب المُشكلة، ومن الخيارات العلاجيّة المطروحة في هذه الحالة ما يأتي:
تناول مضادّات الالتهاب اللّاستيرويديّة مثل؛ الإيبوبروفين. استخدام الأدوية الستيرويديّة لعلاج التورُّم الناجم عن أمراض اضطراب المناعة الذاتيّة. العلاج الجراحي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الاشعاعي، الذي يتم اللّجوء إليه في حالات الإصابة بالسرطان. المضادّات الحيوية لعلاج العدوى. العلاج الطبي للإصابات والكسور في الأصابع، مثل؛ تركيب الجبيرة، أو اللّجوء للعلاج الجراحي. علاج التورُّم الناجم عن احتباس السوائل، ومن الطُّرُق التي قد تُسهم في التخفيف من الانتفاخ في هذه الحالة: تناوُل مدرات البول التي يصِفها الطبيب للتخلُّص من السوائل المُتجمِّعه في الجسم. مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام. التقليل من كمية الأملاح التي يتم استهلاكها. تجنُّب الجلوس، أو الوقوف لفترات طويلة. تخفيف وزن الجسم. الحرص على ارتداء الملابس الدافئة في الأيام الباردة. تجنُّب التعرُّض لدرجات الحرارة المرتفعه جدّاً.متى علينا مراجعة الطبيب لعلاج تورم الأصابع؟
يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات مُعيّنة من انتفاخ الأصابع، منها:
ظهور قيح بالترافق مع انتفاخ الأصابع. الشعور بالألم في الجزء المُتورّم. استمرار الألم لأكثر من ثلاثة أيام، أو تكرار حدوثه أكثر من ثلاثة مرّات في الشهر الواحد. حدوث انتفاخ الأصابع بعد التعرُّض لجرح وخزي. انتفاخ اليدين بشكل مفاجئ خلال الحمل. انتفاخ الأصابع بعد التعرُّض لإصابة مُعيّنة، أو حدوث كسر. عدم تحسّن حالة التورم باستخدام العلاج المنزلي.