الخليج على فوهة بركان … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
كانت لحظة تاريخية تلك التي شهدتها اجواء الخليج ومياهه عندما اسقطت ايران طائرة استطلاع امريكية فوق مياه الخليج رغم ادعاء ايران بان الطائرة كانت فوق المياه الاقليمية فيما تقول امريكا ان الطائرة لم تكن فوق المياه الاقليمية الايرانية وانها كانت فوق المياه الدولية وذهبت امريكا الى ابعد من ذلك بل قالت ان لديها ما يثبت ان الطائرة كانت فوق المياه الدولية من خلال فيديو استمر اثناء اسقاط الطائرة …
طائرة استطلاع الامريكية تأتي في اطار التشاحن الامريكي الايراني والتصعيد المتداول في منطقة الخليج سواء على صعيد الملاحه البحرية او ناقلات النفط او انابيب النفط في خضم الحصار الغربي الذي تفرضه على ايران في مجال الاقتصاد وحظر تصدير النفط.
الخطة التايخية المشار اليها كانت الساعة الرابعة صباحا بتوقيت طهران حيث دخلت الطائرات الامريكية الاجواء الايرانية قادته من الامارات الساعة الثانية عشرة و١٤ دقيقة وبقيت اربع ساعات في الاجواء الايرانية الى ان اسقطت بصاروخ الساعة الرابعة وخمس دقائق الامر الذي اعاد الى الاذهان الصراع الذي كاد يتسبب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في خليج الخنازير بكوبا عام ١٩٦٨ عندما قام الامريكان بالمبادرة بتفتيش الاسطول السوفييتي الامر الذي اوشك ان يشهد انطلاق حرب عالمية ثالثة بين لقوين الكبريتين في العالم …ورغم ان ايران ليس القوة الثانية في العالم وليست من القوة العظمى الرئيسية في العالم.
في حقيقة الامر فان الخلاف الامريكي الايراني في جوهره يعود الى برنامج ايران النووي وطرحها بامتلاك سلاح نووي تدافع به عن نفسها اثناء تعرضها لعدوان من الدول الراعية لاسرائيل والحامية لها منذ زرعها في خاصرة الوطن العربي عام ١٩٤٨ ينما استغلت اسرائيل البرنامج النووي الايراني ابشع استغلال واستخدمته للتحريض على سياسة ايران النووية والعمل على ضرب منشآتها النووية ومنها من انتشار السلاح النووي…
وما لبثت دول خليجية عربية في الانضمام للتحريض على سياسة ايران المزعزعة لمنطقة الشرق الاوسط والراعية للارهاب بل باعتبار ايران اكبر دولة راعية للارهاب ومشجعة له في العالم خاصة مع الحظر الامريكي لتصدير النفط الايراني وتهديد ايران لمنع تصدير النفط الغربي من مضيق هرمز اذا لم يصدر النفط الايراني ..
مع اشتداد الحرب اليمنية ومشاركة السعودية ودولة الامارات العربية فيها الى جانب الشرعية اليمنية ودعم ايران للحوثيين وتسليحهم ازدادت المخاوف من صدام خليجي ايراني ما يهدد ابار النفط ويهدد الملاحة الدولية خاصة في مضيق هرمز ومضيق باب المندب ما جعل الادارة الامريكية تنصيب نفسها حامية لدول الخليج مهددة بضرب اي محاولة لتصدير النفط العربي وضرب اي محاولة لتصدير النفط الايراني واستمر التسابق في التصدي للمواقف الايرانية والامريكية.
لحظات حاسمة جربها العالم عند اسقاط الطائرة الامريكية فوق مياه الخليج مع زيادة نسبة التوقعات باندلاع حرب مريكية ايرانية الا ان ترامب استوعب الموقف وطلب من العالم الانتظار لمعرفة الموقف الامريكي فيما اذا كانت الولايات المتحدة مباشرة ستضرب ايران ام لا ومع ذلك اجتمع ترامب مع اركانه لبحث الرد المناسب على ايران.
بض النظر عما سيكون عليه الموقف الامريكي فان من غير الممكن استمرار التصعيد الايراني الامريكي في منطقة الخليج خاصة وان الولايات المتحدة توشك ان تخنق ايران التي تكاد تلفظ انفاسها بفعل الحصار المفروض عليها ما يهدد بتدمير الاقتصاد الايراني وعجزها عن مد يد العون للمنظمات الارهابية …