جزيرة الاردن تزهو على سطح الكرة الاسيوية

 الانباط- عمر الزعبي

 

 

يدرك الجميع ان نادي الجزيرة من اعرق الاندية الاردنية واكثرها تقدماً وازدهاراً يوماً بعد يوم، ويدرك ايضاً، ان هذا الفريق لطالما كان رقم 1 بين الاندية ، لكن الظروف والتغيرات حرمته من معانقة الالقاب بشكل مستمر في الفترة الاخيرة، مما جعله يكتفي بالمنافسة، دون ان تكون نهاية جميلة، يخلدها التاريخ بالكؤوس والميداليات الذهبية. ما قدمه الجزيرة من مباراة تاريخية وريمونتادا كبيرة، عندما عاد بالنتيجة اياباً امام الجيش السوري برباعية، بعد ان خسر ذهاباً بثلاثية، وضعته في نهائي كأس الاتحاد الاسيوي عن غرب القارة، جعل الجميع يربط هذا الإنجاز ، بما فعله فريق ليفربول الانجليزي امام برشلونة الاسباني، لا سيما وان رئيس النادي قال ان المدرب التونسي شهاب الليلي دعا لاعبيه لحضور المباراة الاوروبية، لما تزرع من قوة وعزيمة داخل اللاعبين، قبل دخول المباراة.

 

الكثير من المتابعين كان ينظر لمواجهة الجزيرة بالمستحيله، خصوصاً وان خصمه اظهر مستوى مميز في لقاء الذهاب، مما يصعب المهمة اياباً، لكن تلك الكلمة لم تكن في قاموس اللاعبين، الذين عهدوا وصدقوا العهد، على العودة بالنتيجة وضرب موعداً مع العهد اللبناني ، في نهائي مرتقب ومثير.

 

93 دقيقة فقط، إحتاجها الجزيرة حتى يربح بطاقة التأهل، ليجعل اسمه ينزل على معظم العناوين الصحفية، مربوطة بريمونتادا تاريخية، سيخلدها التاريخ، ويحكي بها الكبار للصغار في المستقبل، كيف لا وهذا الشيء ليس غريب عن هذا الفريق، الذي يتسلح بروح شبابية ، برئاسة محمد اليحيا المحارمة، ولاعبيه الشباب ، ومدربه المختص في فنون كرة القدم شهاب الليلي، مما جعل المستحيل ممكن ومحقق..!

فوز الجزيرة و وصوله الى هذه المرحلة ليس بالإنجاز، لكنه بنفس الوقت يصف بالفخر وإعادة الهيبة للأندية الاردنية، التي اصبحت في السنوات الاخيرة تكتفي عند الادوار الاولى، بعدما كان النهائي اردني خالص، اليوم يملك الجزيرة فرصة للمسير قدماً نحو لقب طال انتظاره ليس فقط لجماهير الجزيرة، انما لجماهير الكرة الاردنية، التي تملك حق مشروع، بإن ترى فرقها تعتلي منصات التتويج لهذه البطولة، في وقت جماهير عربية تعتلي منصات التتويج للبطولة الاكبر "دوري ابطال اسيا"

الجزيرة في النهائي، متسلحا بمعنويات كبيرة بعد المباراة المثيرة، ومدعوماً بعدد كبير من الجماهير الاردنية، حيث يتميز الشياطين الحمر، بإنه الفريق المحبوب، من اغلب الجماهير، وذلك بعدما فرض احترامه بين الاندية، من خلال اللعب المميز والمنافسة على البطولات. الجزيرة اليوم ممثل للوطن، وليس فقط للجماهير الحمراء، المسؤولية اكبر، لكنها بالتأكيد ستكون مؤشر ايجابي وليس سلبي، كيف لا وان هذا الفريق يحظى بدعم جميع المتابعين، وعليه سيكون القادم افضل.