"المال مقابل الأرض".. المعادلة "السّامة" لمؤتمر المنامة

“ تحليل رقمي: "صفقة القرن" تجاهلت ذكر فلسطين

  الانباط - وكالات

ساعات قليلة تفصل الشرق الأوسط والعالم عن انطلاق مؤتمر المنامة الاقتصادي في العاصمة البحرينية، اليوم، ليكون أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

عشية عقد المؤتمر، أظهر تحليل رقمي للشق الاقتصادي من "الصفقة"، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أنها تجاهلت بشكل تام ذكر فلسطين.

وكشف مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر اول من أمس عن التفاصيل الاقتصادية لـ"صفقة القرن" التي سيناقشها مؤتمر المنامة.

وأشار إلى أن الدول المانحة والمستثمرين سيسهمون بنحو 50 مليارا من بينها 28 مليارا تذهب للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة و7.5 مليار للأردن وتسعة لمصر وستة للبنان.

وأوضح كاتب فلسطيني أعد التحليل أنه تم ذكر "الاستثمار" في الخطة 61 مرة، والتمويل 20، وفك القيود 14، وتمكين 14، وبلايين 6 مرات.

كما ذكرت مصر 13 مرة، والأردن 12، ولبنان 9، و"إسرائيل" 8، و"حدود" مرتان، فيما أغفلت كلمات: حرية، استقلال، فلسطين، واحتلال.

وتروج الولايات المتحدة أن المؤتمر يهدف لتحقيق الازدهار الاقتصادي وتقديم مشاريع تنموية للفلسطينيين كمقدمة لتحقيق سلام شامل مع إسرائيل، إلا أن المساعي الحقيقية للمؤتمر، من وجهة نظر خبراء، تتمثل بالقضاء على حلم الفلسطينيين بدولة مستقلة مقابل منحهم الأموال وتحسين ظروفهم المعيشية.

ولكن معادلة "السلام الاقتصادي" أو "المال مقابل الأرض" التي تسعى واشنطن بكل قوتها ونفوذها السياسي لتطبيقها لن يكون أمرا سهلا أو واقعيا، لأن الفلسطينيين بجميع أطيافهم رغم ما بينهم من انقسام سياسي عميق، يجتمعون على رفضها ومحاربتها، كما يرى الخبراء.

الخبير السياسي الفلسطيني حسن لافي، قال "الولايات المتحدة تهدف من خلال مؤتمر المنامة وصفقة القرن أن تجبر الفلسطينيين على التنازل عن حلمهم وحقهم بدولة مستقلة عاصمتها القدس وبعودة اللاجئين مقابل توفير حياة هادئة لهم يتمتعون فيها بأوضاع اقتصادية جيدة".

وأضاف: "واشنطن تهدف لتحويل الشعب الفلسطيني لمجموعة يفكرون فقط بتوفير احتياجاتهم الأساسية بعيدا عن حقهم بتقرير المصير والتخلص من الاحتلال وعودة اللاجئين".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد منح أرض فلسطين للإسرائيليين ودفع أموال للشعب الفلسطيني على هيئة مشاريع وبنى تحتية وفرص عمل معتقدة بذلك أنها ستنسيهم حقوقهم المشروعة.

إلا أن لافي يرى أن المساعي الأمريكية سيكون مصيرها الفشل ما دام الجانب الفلسطيني يرفضها بشكل مطلق.

 

وقال: "لا يمكن لأحد أن يوقع على الصفقة نيابة عن الفلسطينيين وموقفهم هو الذي سيحسم المعادلة وما داموا يرفضونها عبر المقاومة فإن خطة السلام الأمريكية سيكون مصيرها الفشل".

ولا يختلف الكاتب فايز أبو شمالة، عن سابقه، فهو يعتقد أن مؤتمر المنامة يسعى لمنح أرض فلسطين لإسرائيل مقابل إغراق الفلسطينيين بالأموال والمشاريع الاستثمارية.

وقال "الولايات المتحدة تريد خلق مشاريع اقتصادية للشعب الفلسطيني مقابل تنازلهم عن حقهم بدولة عاصمتها القدس وبعودة اللاجئين".

ورأى أنه إذا جرى توافق وطني فلسطيني على خطوات مشتركة لرفض المؤتمر وصفقة القرن وإرباك الاحتلال فإن المشهد سينقلب على الولايات المتحدة.

وذكر أن واشنطن تبنت فكرة السلام الاقتصادي لإدراكها أن حليفتها إسرائيل لن تقبل بأي حلول سياسية تمنح الفلسطينيين حقهم بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس وتضمن عودة اللاجئين.

وفي الإطار ذاته، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بقطاع غزة، تيسير محيسن، أن مؤتمر البحرين يحمل مخاطر استراتيجية تهدد جذور المشروع الوطني الفلسطيني، فهو ينفي إمكانية أن يكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ويهدف لتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين.

ويستبعد أن تنجح إدارة الرئيس الأمريكي في تحقيق أهدافها وذلك بسبب الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن ومؤتمر المنامة.