الخارجية لـ "الأنباط" نرفض الرد على تقارير صحافية حول مشاركة الأردن بـ "ورشة البحرين"

رفض عربي دولي ينبئ بتأجيل ورشة "صفقة القرن" بالمنامة

 

الانباط – عمان – طارق أبو زيد

رفض مصدر رفيع في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الرد على تقرير بثته وكالة "رويترز" يفيد بأن الأردن ومصر والمغرب أبديا موافقتهما لحضور "ورشة المنامة".

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سترد إن كان هناك بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول أمريكي قوله أمس "إن مصر والأردن والمغرب أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتزامها حضور مؤتمر ترعاه واشنطن في البحرين أواخر يونيو حزيران بشأن مقترحات لدعم الاقتصاد الفلسطيني في إطار خطة سلام تستعد الولايات المتحدة لطرحها".

إلى ذلك، كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى عن تفاصيل جديدة متعلقة بمؤتمر المنامة الاقتصادي المثير للجدل، المزمع عقده في 25 و26 من الشهر الجاري، والذي جاء بدعوة أمريكية تمهيداً لطرح ما تسمى إعلامياً بـ"صفقة القرن".

المصادر أكدت، أن البحرين باتت في مأزق حقيقي؛ بعد أن رفض الكثير من الدول العربية وكذلك الأوروبية حضور المؤتمر الذي سيُعقد على أراضيها، رغم الدعوات والضغوطات الأمريكية الصريحة للمشاركة.

وأوضحت أن البحرين لا تحظى بثقل وتأثير قوي على الدول العربية، فلجأت لدول اخرى من أجل إقناع باقي الدول للمشاركة، إلا أن كل الجهود التي بُذلت حتى قبل أسبوعين من انطلاق المؤتمر لم تصل لأي نتائج، والكثير من الدول اعتذر عن المشاركة، وأبرزها كان الموقف الرافض الأمم المتحدة.

المصادر أشارت إلى أن المؤتمر في حال عُقد بالتاريخ المحدد وضمن وقائع الرفض الموجودة فسيكون بمنزلة "صدمة كبيرة" للدول التي تبنت المؤتمر وأعلنت رسمياً المشاركة فيه، وضربة قوية للإدارة الأمريكية التي راهنت على نجاحه.

وتابعت حديثها: "على ضوء الرفض العربي والأوروبي الكبير للمشاركة في مؤتمر المنامة فإن البحرين ستجد نفسها مجبرة على اتخاذ قرار التأجيل لموعد لاحق، قد لا يحدد في الوقت القريب؛ نظراً لحالة التوتر في المنطقة".

وزادت: "من أبرز الدول التي بعثرت أوراق البحرين والدول التي تساندها كان الأردن الرافض بشدة للمشاركة في القمة، إضافة لموقف الفلسطينيين، وخاصة الرئيس محمود عباس، الذي عمم على كافة الفلسطينيين في الداخل والخارج، وعلى وجه خاص رجال الأعمال، بعدم المشاركة في المؤتمر وعدم الاستجابة لأي ضغوط أو ابتزازات مالية تقدَّم لهم للمشاركة بالمؤتمر".

وأكدت كذلك أن الموقف الفلسطيني كان حاداً للغاية بعد رفضه المشاركة منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الورشة، وهذا الأمر على وجه الخصوص تسبب بإضعاف قيمة وأهمية الورشة الاقتصادية؛ لكون الطرف الأساسي فيها -وهم الفلسطينيون- لا يرغبون بالحضور.

ودعت الولايات المتحدة، في 20 ايار مايو الماضي، إلى عقد مؤتمر دولي في البحرين تحت شعار "تشجيع الاستثمار بالأراضي الفلسطينية"، ضمن "صفقة القرن" التي تعد واشنطن عدتها لإعلانها الفترة المقبلة.

ورفضت السلطة الفلسطينية دعوة واشنطن فوراً بعد الإعلان عنها، واعتبرت أن من يحضر من الفلسطينيين إلى المؤتمر متعاون مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، في حين جددت السلطة، على لسان رئيسها، الجمعة 7 يونيو، مقاطعتها لمؤتمر البحرين، معتبرة دونالد ترامب وسيطاً غير نزيه بعد اعترافه بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وسبق أن أعلنت القيادة والفصائل الفلسطينية، ورجال أعمال فلسطينيون، رفضهم للورشة؛ إذ يرون أنها إحدى أدوات واشنطن لتمرير خطتها للسلام، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

ويستعد صهر الرئيس الأمريكي ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، منذ أشهر، لكشف خطة للتسوية بين دولة الاحتلال "الإسرائيلي" والفلسطينيين، التي يقول الفلسطينيون إن هدفها الاستيلاء على حقوقهم.

وبسبب الخلافات القائمة أرجأت الولايات المتحدة دعوة "إسرائيل" رسمياً إلى ورشة المنامة، وقالت القناة "الإسرائيلية 13"، الاثنين، إن كوشنير، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماعهما في القدس المحتلة، في 30 مايو، أن الولايات المتحدة تنتظر تأكيد المزيد من الدول العربية مشاركتها في المؤتمر قبل دعوة إسرائيل.

وتعتبر "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها حالياً، رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.