أمريكا قد تؤجل اعلان "الجانب السياسي" من صفقة ترامب لما بعد الانتخابات الاسرائيلية

 واشنطن-وكالات

 

كشفت تقارير إعلامية مختلفة، عن احتمالية تأجيل تقديم الجانب السياسي في الخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة ترامب"، وأن تواجه الصفقة إشكاليات في ظل توتر المشهد بإسرائيل، ما يمثل ضربة قوية للخطة الأمريكية قبل مولدها.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن غاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومهندس الصفقة، يبحث تفاصيل مؤتمر البحرين مع رئيس وزراء الإسرائيلي نتنياهو، المجبر على تخطيط ثاني حملة انتخابية منذ بداية العام"، في مسعى للحفاظ على الحكم، في وقت أصبحت فيه الورشة الاقتصادية في البحرين بعيدة عن أي أجندة سياسية.

وكان مسئول أمريكي أكد لوسائل إعلامية التزام بلاده في خطتها، بعقد "ورشة العمل الاقتصادية" في البحرين يومي 25 و26 يونيو الجاري، كأول خطوة ضمن إطار تطبيق "صفقة القرن"، إلا أن الجانب السياسي من الخطة لم يحدد موعد الإعلان عنه بعد.

بينما أشارت صحيفة "الغارديان" إلى أن الإدارة الأمريكية ستؤجل، على الأرجح، الإعلان عن "صفقة القرن" بالكامل مرة أخرى حتى الانتخابات الإسرائيلية الجديدة المقرر إجراؤها في 17 سبتمبر، لكن حتى إذا تمكن نتنياهو من تكرار نجاحه الانتخابي وتشكيل حكومة جديدة فإن هذه الحكومة لن تبدأ العمل حتى أكتوبر على الأقل، وحتى ذلك الحين سيكون ترامب منخرطا في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2020 ولن يكون بوسعه تقديم أي ضمانات طويلة الأمد باسم الولايات المتحدة.

وكشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في مدينة رام الله بالضفة الغربية، للموقع القطري "الخليج أونلاين" كواليس اجتماع عقد قبل أيام مع مسؤولين دوليين وأوروبيين مقربين من إدارة الرئيس ترامب، تم التباحث معهم حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة، وكذلك تداعيات خطة السلام الفلسطينية - الإسرائيلية المعروفة بـ"صفقة ترامب".

وأكدت المصادر، أن المسؤولين أبلغوا الجانب الفلسطيني أن واشنطن قررت بشكل "شبه رسمي" تأجيل طرح "صفقة ترامب"، عن الموعد الذي حدده غاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه والمقرر في شهر يونيو المقبل.

كما أوضحت المصادر، أن الأوروبيين أبلغوا أن بعض الظروف الداخلية والخارجية تسببت في تغيير وجهة نظر إدارة ترامب، حول موعد طرح صفقتهم السياسية، خاصة في ظل الرفض الفلسطيني القاطع للتعامل معها.

لكن "السبب الرئيسي الذي دفع الإدارة الأمريكية لتأجيل طرح الصفقة لموعد لاحق، يتعلق بالهزة السياسية التي أصابت "إسرائيل" بعد فشل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومته، والدعوة الرسمية لحل الكنيست والتجهيز للانتخابات"، تضيف المصادر.

وتتابع حديثها: "عدم نجاح نتنياهو، في تشكيل الحكومة وضم وزير الجيش السابق أفيغدور ليبرمان لها، تسبب ببعثرة أوراق ترامب بملف صفقته السياسية، والأوضاع أصبحت داخل "إسرائيل" في ظل هذا التشويش غير مناسبة للتعامل مع الجهد الأمريكي المبذول في المنطقة".

وذكرت المصادر الفلسطينية ذاتها أن أسباباً أخرى دفعت إدارة ترامب إلى تأجيل الصفقة، بحسب حديث الأوروبيين، وهو موقف بعض الدول العربية التي تعتبر ركناً أساسياً فيها، وعلى وجه الخصوص الأردن الذي يرفض التعامل معها بشكل قاطع في ثبات مع الموقف الفلسطيني.

وكان من المفترض أن تُطرح الصفقة الأمريكية في أواخر العام 2018، لكن جرى تأجيلها لمنح نتنياهو وقتاً لإجراء الانتخابات وتشكيل حكومته، وهذه المرة فشل نتنياهو في مسعاه، الأمر الذي سيعطل طرح الصفقة لما بعد الانتخابات المقبلة المقررة.

من جانب آخر ستواجه الولايات المتحدة، حال التزامها بخطة الإعلان عن "صفقة ترامب" الصيف القادم، خطر خسارة كل ما تم الاتفاق عليه مع نتنياهو، إذا لم يحقق فوزا في الانتخابات المقبلة، لكن هذا السيناريو غير مرجح، خاصة وأن إدارة ترامب سبق أن غيرت خططها بشأن "صفقة القرن" كي تتوافق مع الجدول السياسي لنتنياهو و"حققت رقما قياسيا فيما يتعلق بالتدخل في السياسة الإسرائيلية" من خلال دعمها الثابت لرئيس الوزراء الحالي.

فيما اعتبر السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب، دان شابيرو، أن خطة السلام الأمريكية تم تجميدها، ربما إلى الأبد.