هل نجرؤ؟
إيناس أبو شهاب
في مرحلةٍ ما أثناء رحلة بحثنا عن الطريق المؤدي إلى الصمود، سنقطع على أنفسنا العهود، بأن نبقى على يقين، مهما أتعبنا الأنين، بأن الفرج سيأتي ولو بعد حين، وأننا سنبقى على العهد متفائلين.
ولكن قد يحدث ما يكسر عهدنا، و يُزلزل هُدتنا، ويهزُ عرش كياننا ، و يُراقص الوساوس في أفكارنا، فنفقد طاقتنا و سيطرتنا ، و نحاول لملمة أهوالنا ، لنُبعد الأنظار عن أحوالنا.
وقد تخوننا كلماتنا في التعبير، و قد نشعر بالضعف ونبحث قليلاً عن التغيير، ونحاول إيجاد تبرير، لحياةٍ تجردت من الضمير.
فهل نجرؤ من بعد ذلك ونعلن جهاراً عن انتهاء مسرحية حياتنا المزدوجة المعايير، ونغلق الستار ونصرخ بأعلى أصواتنا بأننا تعبنا من التمثيل؟
هل سنعترف من بعد تمرُدنا في لعبة حياتنا بأننا مُرهقين؟ وهل سنتَعرى من وهم القوة ونعلن بأننا هشّين!
ربما اعتدنا أن نكذب عند سؤالنا عن أحوالنا، لنختصر على أنفسنا سماع الأسئلة أو لنتجاوز التفكير في الأجوبة. فقد يصدق البعض إدعاءاتنا، ولكن من سيتمكن من اختراق عالمنا، و يُبحر داخل عيوننا ، سيغرق في أمواجٍ اختبأت تحت ظلال أجفاننا ، ومن سيقترب من قلوبنا ، سيستمع إلى آهات شهيقٍ ما زال ينتظر عدل السماء ليتعافى من الأنين.
فربما اعتدنا على تناول جرعات التخدير، وربما أدمنّا على حُقن التجميل. فنحن نبرع في التمثيل ، و نُبدع في التنظير، وندّعي بأننا نكره الكذب، ونقسم بأننا صادقين، ولكن مع محاولاتنا الدائمة في تجميل قصص حياتنا أصبحنا نكذب باحتراف ، بل أصبحنا كاذبين بامتياز…!