فريق ترامب يدعو شركات أمريكية لورشة البحرين لسد نقص المشاركين

 واشنطن- وكالات

اكدت مصادر أن فريق ترامب لـ "صفقة القرن" المكون من صهر الرئيس جاريد كوشنر، الذي يشرف على ملف تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، وسفير ترامب في إسرائيل ديفيد فريدمان "قدم توصيات للرئيس ترامب بالمضي قدما في عقد مؤتمر البحرين الاقتصادي لتحسين ظروف حياة الفلسطينيين، في موعده المزمع يومي 25 و 26 حزيران المقبل، وذلك حرصا على المصداقية الأميركية وسط ظروف المنطقة الحرجة، وتصاعد الخطر الإقليمي الإيراني، رغم تضاؤل فرص نجاح المؤتمر باضطراد.

وبحسب المصدر الذي يتابع التطورات السياسية الإسرائيلية عن كثب منذ زمن طويل فان الإدارة الاميركية " ستوجه دعوات لشركات الاستثمار الأميركية للمشاركة في الورشة، بعد أن تراجع العدد المحتمل للمشاركين الدوليين، خاصة الأوروبيين والعرب، ربما لسد ثغرة النقص التي سببها هذا التراجع، وإعطاء المؤتمر زخما يُنقذه من احتمال الإلغاء، في أعقاب انفلات الأزمة السياسية الإسرائيلية بعد حل الكنيست والإعلان عن انتخابات إسرائيلية جديدة في أيلول المقبل، وغموض مصير مستقبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي راهنت عليه الإدارة منذ قدومها وفعلوا - ترامب وفريقه - كل ما باستطاعتهم لدعم حظوظه (نتنياهو) ليكون الأطول حكما في تاريخ إسرائيل".

وعقد صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر وأعضاء فريقه الآخرين محادثات مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الخميس لمناقشة الخطة الأميركية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث وصف (كوشنر) في تصريحات مشتركة مقتضبة التعاون الأميركي الإسرائيلي بأنه "لم يكن أبدا أقوى" مما عليه الآن، فيما قلل نتنياهو من المخاوف من أن يؤدي حل البرلمان الإسرائيلي إلى تأجيل تنفيذ خطة السلام الأميركية.

بدورها قالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتيغس الخميس، 30 أيار 2019 في معرض ردها على سؤال وجهته لها "القدس" عما إذا كانت تتوقع المضي قدما في المؤتمر بموعده المحدد أن "نحن لا نتوقع أي تغييرات في جدول المؤتمر كما ناقشنا البارحة ، تم تحديد موعد يومي 25 و 26 حزيران ونتوقع أنه (المؤتمر) ما زال مستمراً".

ويعتقد العديد من الخبراء أن توقيت المؤتمر بات غير مناسب، حيث وصل صهر كوشنر إلى إسرائيل يوم الخميس في مهمة لكسب التأييد لخطة الإدارة التي طال انتظارها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أن وصوله تزامن مع انهيار البرلمان الكنيست الإسرائيلي وسط أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث فشل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، حليف ترامب وصديق عائلة كوشنر المقرب، في بناء ائتلاف حاكم، واضطر إلى حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة في أيلول المقبل.

وكان نتنياهو أحرز في نيسان الماضي ما اعتقد أنه انتصار كبير على منافسيه، ولكنه أُحبط بعد ذلك من قبل منافسين داخل اليمين الإسرائيلي، كما تلقت آماله في تمرير قانون لحماية نفسه من قضايا الفساد التي تلوح في الأفق ضربة قاتلة أيضاً على الأرجح.

وبحسب كثير من المراقبين فإن الوضع يبدو بائساً بالنسبة لكوشنر، الذي دخل هذه الدوامة بصحبة مبعوث ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات ومسؤول ملف الأزمة مع إيران في الإدارة الأميركية، براين هوك.

ونشر مارتن إنديك، (الدبلوماسي الأميركي السابق والوسيط القديم في محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل) تغريدة قال فيها إن "هذا خطأ يرتكبه شخص مبتدئ (كوشنر)... فالجميع في إسرائيل والعالم العربي سيتفهمون لو اختاروا تخطي إسرائيل في هذه الزيارة.. فلا أحد (وخاصة نتنياهو) لديه وقت للحديث عن السلام في هذا الوضع الفوضوي".

بدورها نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة تقريرا تقول فيه أنه "على اي حال فان كثيرين لم يؤمنوا بقدرة كوشنر على إحياء عملية السلام المحتضرة، فقد أشارت سلسلة التحركات التي اتخذتها إدارة ترامب لمنح تنازلات إلى إسرائيل وتعزيز مكانة نتنياهو سياسياً إلى أن مبادراتها ستُقابل ببرودة من قبل الفلسطينيين. ويحاول كوشنر وغرينبلات حالياً حشد الدعم لـ/ورشة عمل اقتصادية/ ستُعقد في دولة البحرين في الأسبوع الأخير من حزيران المقبل، حيث يأملان في جمع مليارات الدولارات لتمويل مشاريع التنمية الفلسطينية".

وتضيف الصحيفة " لكن هذا المؤتمر (مؤتمر البحرين) قد رُفض بالفعل من قبل مجموعة من الجهات الإقليمية الفاعلة والقوى العالمية، ورفضه كبار السياسيين ورجال الأعمال الفلسطينيين الذين يرغبون في حل سياسي لمشكلة احتلال أراضيهم، وليس ما يرونه كمعونات مالية لشراء قبولهم" مستشهدة بقول إيلان غولدنبرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن، بأن "الاضطراب السياسي في إسرائيل سيحول الآن مبادرة ضعيفة بالفعل إلى مسرحية هزلية".