مؤتمر البحرين.. ماذا سنكتشف؟

 بلال العبويني

ثمة من يدفع باتجاه ضرورة المشاركة في المؤتمر الأمريكي "السلام من أجل الازدهار" المقرر عقده في البحرين الشهر المقبل، تحت مبررين الأول "الاستكشاف"، والثاني أن فيه فائدة لنا، ويقصدون المالية هنا.

في الواقع أصحاب رأي المشاركة من أجل الاستكشاف، خاب ظنهم بما ذهبوا إليه، لأنه ليس المطلوب في المؤتمر من الأردن أو غيرها الموافقة على ما سيعرض من قرارات، ذلك أن الإدارة الأمريكية هي من قررت وحددت مكان وزمان انعقاد المؤتمر، وهي من وضعت أجندته والهدف منه.

في حين أن أصحاب رأي المشاركة من أجل الفائدة، سيخيب ظنهم سريعا أيضا، فالذاكرة ما زالت حاضرة، ألم يُقَلْ أن اتفاقية وادي عربة ستجلب معها النعيم، فأين النعيم الذي أتت به، فنحن إلى اليوم مازلنا نعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة ومتشابكة، كما أنها لم تساهم حتى في تنفيذ أهم مشاريعنا الملحة مثل قناة البحرين ولم تجلب لنا الأمن حتى بما شهدناه من عملية محاولة اغتيال خالد مشعل على أراضينا وما شهدناه من جريمة قتل تعرّض إليه أردنيان قرب سفارة الصهاينة في عمان.

قبل وادي عربة، قيل إن أوسلو ستساهم في تحويل غزة إلى سنغافورة العرب، غير أن الواقع إن غزة اليوم ما هي إلا "تورا بورا" العرب، فيما تحولت الضفة بأجهزتها الأمنية بفضل "دايتون" إلى مجرد أداة تنفيذية لسلطات الاحتلال تعتقل وتسلم المناضلين عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني الذي لا يسير إلا باتجاه واحد فقط.

الأردن، سيعلم بالنهاية بماذا تفكر الإدارة الأمريكية، وسيعلم بمجريات مؤتمر البحرين وكولساته، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى المشاركة للاستكشاف، هذا من جانب، ومن آخر، فإن أحدا لن يسدد ديون الأردن او ينهي مشاكله الاقتصادية عن بكرة أبيها، فإن كان ثمة توجه بزيادة المساعدات أو المنح فإنها لن تكون بالشكل الذي يفكر به دعاة "استغلال الفرصة" للحصول على المكتسبات.

وعليه، سنكون نحن الخاسرون، أردنيون وفلسطينيون، عندما يتم تصفية القضية الفلسطينية، وعندما يكون ذلك على حساب الأردن الذي من دون شك سيكون أمام استحقاقات جديدة مرتبطة باللاجئين وبوصاية الهاشميين على المقدسات في القدس.

الخلاصة، المشاركة بمؤتمر البحرين وبالتالي القبول بصفقة القرن لن يحول الضفة وغزة إلى سنغافورة العرب ولن يجلب لهما السلام والاستقرار، كما لن يجلب لنا في الأردن الشهد والعسل، ولنا في أوسلو ووادي عربة خير شاهد، لذلك على الحكومة وانسجاما مع موقف الدولة الثابت أن تعلن عن عدم مشاركتها بمؤتمر البحرين ولا تحت أي تمثيل، وعليها أن تزيد التنسيق مع الفلسطينيين حيال ذلك.