أعذر .. من أنذر ؟!

 سامر نايف عبد الدايم

 

هل سألنا أنفسنا يوماً، لماذا قد يتحول الموظف الحكومي من موظف مجتهد ومنتج إلى موظف كسول وغير مبال يلجأ إلى كثرة الغياب وترك العمل ؟ لماذا هو مشغول بأوراق اللعب في الكمبيوتر أو بجهاز الهاتف الجوال ؟ لماذا أصبحت بعض المكاتب الحكومية في الصباح طاولة للحمص والفول والفلافل ، وفي فترة الظهر تتحول إلى مقاهي وصالونات كلامية ؟!

إن الإجابة على الأسئلة السابقة تتمثل في المناخ والمحيط التنظيمي للجهة الحكومية والتي تعد سبباً جوهرياً لتدني إنتاجية الموظف الحكومي، فعندما تكون الإدارة في الجهة ضعيفة وغير آمنة أو متسلطة ومتشددة، وتعامل الموظفين معاملة سيئة، أو أنها تقيم الأداء على أساس النتائج قصيرة المدى ودون اعتبار للعوائق التشغيلية ، عندئذ لا نستغرب تدني الإنتاجية وشيوع الفساد في الجهة.

برنامج الروتين اليومي في أغلب القطاعات الحكومية للموظفين من الساعة الثامنة صباحاً، يأتي على النحو التالي: يحتاج الموظف إلى أكثر من 30 دقيقة لتهيئة نفسه للعمل والتي يتخللها تناول وجبة الفطور وكوباً من الشاي، ومن ثم يبدأ عمله ولكن بشكل بطيء أحياناً, بسبب تدني مهارات التعامل مع الحاسب الآلي، يتخلل ذلك الوقت الرد على الهاتف، مكالمة زميله في العمل، ويستمر إلى تمام الساعة 11.30 بعدها تبدأ فترات الخروج ما بين أداء صلاة الظهر والتي تستغرق الكثير من الوقت، يتلو ذلك الذهاب لتوصيل أبنائه من المدارس، ومع فترة الزحام التي تخنق شوارعنا في ذلك الوقت، يصل الموظف لمكتبه في تمام الساعة 2.00 ظهراً، فالوقت أزف وانتهت فترة الدوام والانتاجية لم تصل إلى 50% مقارنة بالمطلوب منه يومياً.

في الغالب يعزو بعض المسؤولين سبب ضعف الإنتاجية وسوء وتدني الأداء إلى تقصير الموظفين وعدم كفاءتهم ، ويدعون إلى تكثيف الرقابة عليهم ومحاسبتهم ، ويبدو أن هناك من أبتلع هذا الطعم ووقع في فخ البيروقراطية، فعندما نتحدث عن قلة الإنتاجية فإننا نتحدث في الواقع عن انتشار الفساد ، والبعض لا يشعر بذلك !!

mediacoverage2013@gmail.com