الطاقة: تحديث استراتيجية القطاع لمواكبة المستجدات حتى عام 2030

تسعى وزارة الطاقة والثروة المعدنية الى استغلال الموارد الطبيعية وتوفير الطاقة اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تطوير وتنفيذ السياسات والتشريعات والبرامج المناسبة وتنويع مصادر وأشكال الطاقة المستوردة وتطوير مصادر الطاقة المحلية والمتجددة ورفع كفاءتها. 

ولتحقيق هذه الغاية بدأت الوزارة بتحديث الاستراتيجية الوطنية الشاملة لقطاع الطاقة في المملكة للفترة 2019 – 2030 لمواكبة المستجدات والتحديات المحلية والإقليمية التي تواجه القطاع.

وبمناسبة العيد الثالث والسبعين لاستقلال المملكة اعدت الوزارة تقريرا يتضمن الإنجازات التي حققتها الوزارة في قطاع الطاقة الذي يعد محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني.

الطاقة المتجددة

شكل قطاع الطاقة المتجددة قصة نجاح اردنية تضاهي العالمية بالوصول الى استطاعة توليدية مركبة لمشاريع الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بلغت حتى نهاية عام 2018 حوالي 1130 ميغاواط ومن المتوقع ان ترتفع الى 2400 ميغاواط بحلول عام 2021.ما يعادل 11 بالمئة من الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة مقارنة مع 1 بالمئة عام 2014.
وتبلغ الاستطاعة التوليدية لمشاريع الطاقة المتجددة قيد البناء والتطوير والتنفيذ المرتقبة عام 2021 فتبلغ حوالي 1270 ميغاواط ما يرفع إلاستطاعة المركبة لمحطات الطاقة المتجددة الى 2400 م.و تشكل ما نسبته 20 بالمئة من اجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في نفس العام، ويحقق الهدف المنشود في استراتيجية الطاقة قبل الوقت المحدد وهو عام 2025.
وحول أنظمة الطاقة الشمسية التي تم تركيبها وربطها على شبكات توزيع الكهرباء حتى نهاية عام 2018 في مختلف القطاعات(منازل وجامعات ودور عبادة ومؤسسات مختلفة في القطاعين العام والخاص) فقد بلغت حوالي 360 ميغاواط باستخدام عدادات صافي القياس والنقل بالعبور ومشاريع تغطية الاستهلاك، وتعادل تغطية حوالي 4500 دونم بالالواح الشمسية.
وكانت الوزارة قد نفذت للان مشاريع الطاقة الشمسية – المرحلة الأولى التي تشمل 12 مشروعا منفصلا، 10 منها في منطقة معان وواحد في منطقة إربد وواحد في العقبة، بقدرة إجمالية تبلغ 204 ميغاواط وتم تشغيل جميع هذه المشاريع عام 2016.
كما نفذت الوزارة مشاريع الطاقة الشمسية -المرحلة الثانية بإستطاعة تبلغ حوالي 200 ميغاواط بواقع 50 ميغاواط لكل مشروع كلها دخلت مرحلة التشغيل التجاري ثلاثة منها في منطقة المفرق التنموية وواحد في الصفاوي، فيما تشمل مشاريع الطاقة الشمسية -المرحلة الثالثة: تطوير مشاريع طاقة شمسية بمنطقة معان بقدرة 150 ميغاواط ومن المتوقع ان تدخل مرحلة التشغيل عام 2020. وكذلك مشروع شركة مصدر/ بينونة باستطاعة 200 ميغاواط في الموقر، ومشاريع شركات التوليد في الريشة وشرق عمان باستطاعة 90 ميغاواط وشركة فيلادلفيا/ الحسينية باستطاعة 50 ميغاواط.
بالإضافة لمشاريع الطاقة الشمسية المنفذة من خلال المنح المختلفة في كل من القويرة باستطاعة 103 ميغاواط والأزرق 5 ميغاواط والزعتري 11 ميغاواط و المشاريع الجاري العمل على تنفيذها في جنوب عمان 40 ميغاواط والأزرق 6 ميغاواط.
أما مشاريع طاقة الرياح فكانت جميعها في مناطق جنوب المملكة ومن أبرزها مشروع شركة رياح الأردن في الطفيلة باستطاعة 117 ميغاواط ومشاريع المرحلة الأولى للعروض المباشرة وعددها 6 مشاريع باستطاعة إجمالية 420 ميغاواط ثلاثة منها في الطفيلة وثلاثة في معان (الفجيج/ الشوبك والراجف). وكذلك مشروع ضمن المرحلة الثالثة باستطاعة 50 ميغاواط في جنوب المملكة والذي ما زال تحت إجراءات العطاء. بالإضافة لمشروع طاقة الرياح في معان باستطاعة 80 ميغاواط والمنفذ من خلال المنحة الخليجية.
وبهدف معالجة مشكلات محدودية الشبكات الناجم عن حجم الموافقات التي يتم منحها للقطاع الخاص للاستفادة من مشاريع الطاقة المتجددة فقد تم استصدار قرار من مجلس الوزراء يسمح لكبار المستهلكين بحجز استطاعات من مشاريع المرحلة الأولى من الطاقة الشمسية لتغطية استهلاكاتهم، كما قامت الوزارة وادراكا منها بأهمية القطاع الصناعي، بتخصيص استطاعة مقدارها 100 م.و على الشبكة الكهربائية لصالح الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتخفيض الاستهلاك من خلال تعليمات عبور الطاقة الكهربائية، وتم تخصيص ارض حكومية بأجرة مخفضة لغايات انشاء هذا المشروع. كما تم استلام 10 عروض لمشروع تخزين الطاقة الكهربائية باستخدام البطاريات باستطاعة 30 ميجاواط لمدة ساعتين (60 ميجاواط. ساعة) وفقاً لنظام العرض المباشر ويعتبر هذا المشروع أحد المشاريع الريادية وهو الأول من نوعه في المنطقة.
وفي ذات السياق يتواصل العمل بمشروع الممر الأخضر الذي تنفذه شركة الكهرباء الوطنية جنوب المملكة للمساعدة في نقل طاقة كھربائیة تتراوح بین 800 و1000 میغاواط من الطاقة المتجددة من جنوب المملكة إلى مراكز الأحمال، المنتجة من مشاريع شركات الطاقة المتجددة الملتزم بھا والمتعاقد علیھا والاستطاعات المخصصة مسبقا على ھذا المشروع بالإضافة الى 100 میغاواط تم تخصیصھا للقطاع الصناعي الصغير والمتوسط.
كما يجري العمل على دراسة انشاء الممر الشرقي لتعزيز شبكة النقل في المنطقة الشرقية من المملكة لزيادة قدرتها على استيعاب مشاريع الطاقة المتجددة وتهيئتها للربط مع الدول المجاورة.
وفي سعي الوزارة لتعظيم الاستفادة من فلس الريف في خدمة الشرائح المتدنية الدخل،اطلقت الوزارة خلال العام الماضي مبادره من خلال فلس الريف لتركيب أنظمة طاقة شمسية مرتبطة مع الشبكة للاسر المستفيدة من صندوق المعونة الوطنية والاسر العفيفة حيث سيتم تركيب انظمة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لهم باستطاعة 2 كيلو واط وسيغطي المشروع 7 الاف منزل سنويا

واستمر صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة بتنفيذ برامجه في كافة القطاعات المستهدفة، حيث تم تركيب نظام للخلايا الشمسية في المنازل ودور العبادة وفي المدارس كما تم تركيب حوالي 20 الف سخان شمسي في المنازل.

وتؤكد وزارة الطاقة مضيها في تنويع مصادر الطاقة لزيادة مساهمة المصادر المحلية في خليط الطاقة الكلي كما يجري العمل حاليا على مشاريع تخزين الطاقة وتعزيز الشبكة الكهربائية وتخفيض الفاقد وتعزيز امن الطاقة وزيادة الاعتماد على الذات.

الطاقة الكهربائية

خلال عام 2018 تم تشغيل المرحلة الرابعة من محطة السمرا بشكل تجاري وبقدرة اجمالية بلغت 213 ميجاواط، كما تم تشغيل محطة الزرقاء لتوليد الطاقة الكهربائية بتكنولوجيا الدورة المركبة بشكل تجاري وبقدرة 485 ميجاواط وبكلفة تقديرية بلغت 325 مليون دينار.
كما تم توقيع عقد تبادل الطاقة بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة كهرباء محافظة القدس لغايات تزويد محافظة اريحا بالطاقة الكهربائية وبكمية تقديرية حوالي 150 ج.و.س سنويا.
كما وافق مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية.
وتوافق الأردن والعراق مؤخرا على ان تزود المملكة العراق بالكهرباء من خلال الربط الكهربائي. على أن يتم المباشرة في الدراسات الفنية وتأمين التمويل اللازم ليبدأ تنفيذ المشروع خلال ثلاثة اشهر، ومن المتوقع ان يبدأ الاردن بتصدير الكهرباء الى العراق خلال أقل من عامين.
وتواصل الوزارة جهود إيصال الطاقة الكهربائية للقرى النائية والتجمعات السكانية الريفية والاسر الفقير من خلال فلس الريف حيث بلغ عدد المنازل التي تم كهربتها 2316 منزلا موزعة على مختلف مناطق المملكة.
كما قامت الوزارة باستغلال مصادر الطاقة البديلة في إنتاج الطاقة الكهربائية وايصالها للتجمعات السكانية في مناطق الريف والبادية الأردنية 
واثمرت الجهود الاردنيه بأن يتبوأ الاردن المرتبه الاولى عالميا في وصول الكهرباء الى المواطنين حيث تصل الى اكثر من 99% من المواطنين في كافة ارجاء المملكة.

النفط الخام والمشتقات النفطية

وفي سعي الوزارة نحو تحرير سوق المشتقات النفطية بشكل كامل، قامت الحكومة بفتح السوق امام شركات تسويق المشتقات النفطية لاستيراد احتياجاتها من المشتقات النفطية من الخارج او تغطيتها من خلال مصفاة البترول الأردنية.
وايمانا من وزارة الطاقة والثروة المعدنية بأهمية تعزيز امن التزود بالطاقة، قامت الوزارة ومن خلال الشركة اللوجستية للمرافقة النفطية بإنجاز مشروع خزانات المشتقات النفطية في منطقة الماضونة وسط المملكة والعقبة جنوب البلاد ما يرفع السعة الاحتياطية للمشتقات النفطية في المملكة الى ما يقارب 60 يوما.
كما قامت الوزارة مؤخرا بالاتفاق مع الجانب العراقي لبدء استيراد 10 الاف برميل يوميا من النفط الخام العراقي من مصفاة بيجي في العراق ليتم تكريرها في مصفاة البترول الأردنية في الزرقاء.
كما تقوم الوزارة بالمتابعة مع الجانب العراقي للمباشرة في تنفيذ أنبوب النفط الذي سينقل النفط من البصرة في العراق الى ميناء العقبة على البحر الأحمر حيث كانت الحكومة الأردنية قد وافقت على اتفاقية الاطار النهائي بين الحكومتين بالخصوص، وبانتظار استكمال الجانب العراقي الدراسات اللازمة للمشروع.

استغلال مصادر الطاقة المحلية من النفط والغاز


استمرت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في اعمالها بالترويج وتسويق المناطق الاستكشافية للبترول والغاز في المملكة وأعلنت الوزارة عن ست مناطق مفتوحة للتنقيب عن النفط والغاز في الأردن حيث تأهلت احدى الشرات العالمية للاستثمار في منطقتي الأزرق والسرحان وسيتم المباشرة في التفاوض مع الشركة لتوقيع اتفاقيتي امتياز.
كما تجري حاليا عملية تقييم للبئر 48 في حقل الريشة الغازي بعد ظهور نتائج أولية تتيح رفع إنتاجية الحقل المقدرة حاليا بحوالي 9 ملايين قدم مكعب يوميا، وهناك خطة طموحة لدى شركة البترول الوطنية لرفع كميات الإنتاج خلال الأعوام المقبلة.
الصخر الزيتي
استمرت شركة عطارات للطاقة (ائتلاف شركات صينية ماليزية استونية) بتنفيذ المشروع الذي وقعت اتفاقياته عام 2014 بقدرة 470 ميجاوات من الكهرباء خلال العام 2020 والذي يعتبر المشروع الأول للصخر الزيتي في الأردن والمنطقة.
وهناك أيضا اربع شركات تعمل على استغلال الصخر الزيتي، أحداها الآن في مرحلة التمويل، وتهدف الى انتاج 25 الف برميل يومياً من المنتجات المكررة (البنزين والديزل).

الغاز الطبيعي

استمرت الوزارة بالتعاون مع شركة الكهرباء الوطنية بتلبية معظم احتياجات محطات توليد الكهرباء والصناعات من الغاز الطبيعي من خلال ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المسال في العقبة. 
وتم اعتبارا من مطلع العام استئناف ضخ الغاز الطبيعي من مصر وسيستمر سعي الوزارة لتنويع وتخفيض كلف الغاز والذي بدوره سيؤثر على تخفيض اسعار الكهرباء في الأردن.

الجيولوجيا والتعدين

استمرت الوزارة وبالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية بالعمل على مشاريع التنقيب عن عنصر الليثيوم والعناصر النادرة والنفيسة والمشعة، وفي اجراء الدراسات الجيوفيزيائية في مشروع إدارة مصادر المياه الجوفية. كما واصلت الوزارة عملها على تسويق المعادن الثمينة والاستراتيجية، حيث قامت الوزارة بطرح فرصة استثمارية للتنقيب عن الذهب في منطقة وادي عربة كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتنقيب عن النحاس.
ويواصل مرصد الزلازل الأردني التابع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية دوره في مراقبة وتسجيل الزلازل، حيث سجلت محطات المرصد خلال العام الماضي 1432 حدثا زلزاليا منها 404 هزات أرضية محلية معظمها في حفرة انهدام البحر الميت.