أين هي الخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة ؟؟

 سامر نايف عبد الدايم

 

أصبحت الطبيعة تئن مما يفعله بنو البشر فيها من تدمير وتلوث واستنزاف لمواردها ، ولذا فهي تثأر لنفسها بما تحدثه من كوارث وكأنها تدق ناقوس الخطر من أجل إعادة التوازن معها وإليها.

هناك كتاب بعنوان " الطبيعة ثأرت لنفسها " يخلص مؤلفه (وليام فوجيت) إلى أن النمو المفرط الذي تحقق خلال العقود الماضية ضغط على موارد الطبيعة و أخل بالتوازن بين سكان الأرض وبين ما تزخر به من إمكانيات ، وهو ما جعل العالم وكأنه يسير إلى انتحار جماعي ، ويؤكد صحة التنبؤات بأن الطبيعة في ضوء قوانينها الأزلية تقوم الآن برد فعل مضاد لتصحيح الاختلال بين البشر وبين بيئتهم الطبيعية.

لكن.. من المتسبب في تدمير البيئة وإلحاق الضرر بالحياة على كوكبنا؟، ومن استنزف موارد الطبيعة ولوث هواءها ومياهها وتربتها ؟ الواقع يقول ان المسؤول الأول عن ذلك هو نمط الإنتاج العصري الذي حكمته معايير الأنانية والربحية الضيقة !!

في هذا المقال سوف اتحدث عن الحلول والمبادرات البيئية  في الاردن.. وبالتحديد عن الخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة ( 2017-2019)  والتي كانت تحمل شعار (رؤية عام 2025 واستشراف المستقبل ) والتي ذكر الدكتور ياسين الخياط (الوزير السابق للبيئة) بأن تم إعدادها من خلال العمل الجماعي لفرق الوزارة وبالتعاون مع خبراء في مجال التخطط الاستراتيجي وفقاً لمنهجية متكاملة شملت اشتراك الشركاء الرئيسيين في تنفيذ قانون حماية البيئة وخاصة الإدارة الملكية والجمعية الملكية لحماية الطبيعة في عملية التخطيط بالإضافة لاعتماد فهم تشاركي شمل ادماج احتياجات وتوقعات جميع المتعاملين مع الوزارة في كل القطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني .

السؤال ما هو مصير هذه الخطة الاستراتيجية ؟ وهل ما زال العمل جاريا على تنفيذها ؟ واين وصلت ومتى تنتهي؟ ومن هي اللجان القائمة عليها؟  باعتبارها خطة استراتيجية وطنية .. فنحن كمواطنين المشاكل البيئية تمس حياتنا اليومية ..فعلينا معرفة إلى  اين وصلت الخطة في تحقيق أهدافها ورؤيتها ونحن الان في عام 2019م ؟!

نقدر لوزارة البيئة مؤخراً مبادراتها في إطلاق العديد من حملات النظافة في مختلف محافظات المملكة ، ولا أعلم كم بلغت ميزانية هذه المبادرات؟ ام هي من ميزانية صندوق حماية البيئة ؟ ، ولكن السؤال ما ذا حققت هذه الحملات من نتائج عملية في حل مشاكل البيئة على المستوى المحلي والدولي ؟

علينا ان نعلم أن هناك قصص كثيرة مؤلمة لتدمير الأنسان للبيئة لكننا في الأردن ما زال مطلبنا البيئة الخضراء النظيفة على أرض الواقع بعيداً عن الأضواء الإعلامية والمبادرات الزمنية القصيرة ، نحتاج إلى خطة وطنية يشارك بها الجميع وهو مطلب وطني وانساني هدفه الحفاظ على البيئة ولن يكون ذلك ولن يتم الا بالانتماء لبيئة اردننا الغالي وتحقيقاً لرسالة جلالة الملك المعظم  حفظه الله عندما قال:  " تتعرض البيئة الإنسانية للجور والاعتداء ،وهي بحاجة إلى عناية خاصة تضمن تفعيل التشريعات وتطويرها ، وتوفير الكفاءات المتخصصة القادرة على العمل الميداني الجاد، وتفعيل مشاركة جميع  المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية بهدف حماية التربة والماء والهواء من التلوث وحماية الأرض الزراعية من الاعتداء ومكافحة التصحر وانجراف التربة وصيانة المحميات الطبيعية، والقيام بجهد وطني شامل للتحريج وتطوير الغابات " .

mediacoverage2013@gmail.com