غنيمات: الأردن منع توقيف الصحفي نتيجة إبداء رأيه
أكدت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، أنّ التشريعات الإعلامية الأردنيّة تواكب المعايير الدوليّة لحرية الإعلام في مجال المسؤولية القانونيّة عن الأخطاء المهنيّة.
وبينت خلال احتفال اليونسكو باليوم العالمي لحرية الصحافة بالتعاون مع جريدة الرأي وجامعة عمان الاهلية، مساء اليوم الأربعاء، أن التشريعات الأردنيّة ألغت جميع العقوبات السالبة للحريّة ومنعت توقيف الصحفي نتيجة إبداء رأيه بالقول والكتابة وغيرها من وسائل التعبير في التشريعات الإعلاميّة.
وشددت انه لا عقبات أمام حريّة التعبير في الأردن، والإرادة السياسيّة كفلت هذا الحق ودعمت العديد من التوجّهات كتعزيز الحق في الحصول على المعلومات، وتقديم المعلومة للحدّ من الإشاعات والأخبار المغلوطة إذ تم سحب قانون ضمان حقّ الحصول على المعلومات وإنشاء منصّة تعنى بمحاربة الاشاعة "حقّك تعرف".
وأشارت إلى أنّ حرية الإعلام واحدة من أهم أدوات بناء جسور الثقة بين المواطنين والحكومة، إذا أننا نؤمن بأن الإعلام يسهم في تعزيز نهج الحكومة ويقوّم مسارها، مؤكدة العمل على دعم وتطوير المشهد الاعلامي والارتقاء بمستواه، وتحديث منظومة تشريعات تحفز حرية الصحافة وتدعمها.
وأكدت سعي الأردن الجاد للارتقاء بمستوى الإعلام الوطني ضمن مؤشرات حرية الإعلام العالمية، والسعي لتعزيز دور الإعلام ليكون سلطة رقابية على الحكومة يمكنها من اداء دورها.
وأشارت إلى أنّ الحكومة في هذا الصدد عزّزت مساحة التعبير والحريّة للمؤسسات الإعلاميّة الرسميّة والخاصّة، والممارسات العمليّة تؤكّد ذلك، إيماناً من شراكتها في تعزيز المعرفة والوعي في المجتمع.
وقالت إن الإعلام المسؤول عامل من عوامل الأمن الوطني، وهو يعزّز من قوة الدولة وهيبتها وثبات نسيجها الداخلي وتماسك مجتمعها وأن إرساء دعائم المهنيّة بأبعادها المتعددة أخلاقيّاً وقانونيّاً ومجتمعيّاً ضمانة حقيقية لجميع وسائل الإعلام الأردنيّة، لضمان عدم تدخّل أو تأثير أيّ جهة في عملها.
ولفتت إلى أنّ إطلاق مشروع التربية الإعلامية جاء كنهج وطني لغرس القيم المعرفيّة وتعزيز الوعي لمواجهة المحتوى المضلل، وما يستهدف الثوابت لدى النشء على الفضاء الإلكتروني مشددة انه ليس الغاية من التربية الاعلامية الحد من الحريات. وأشادت غنيمات خلال الاحتفالية بالتاريخ العريق لجريدة الرأي التي قدمت الكثير للمشهد الإعلامي الأردني، والتي ضمت على مدى تاريخها العديد من النخب الصحفية، إلى جانب مؤسسات الإعلام الأردنيّة الأخرى وكان لها بصمات ثابتة ومهمة.
وقالت ممثلة اليونسكو في الأردن كوستانزا فارينا انه في إطار محور الإعلام من أجل الديمقراطية: الصحافة والانتخابات في زمن التضليل" عقدنا سلسلة من ورش العمل التي استهدفت مجموعة من الشباب من ثلاث جامعات أردنية ومنحتهم الفرصة للتركيز على حرية التعبير في زمن ينتشر فيه التضليل وجاءت هذه الورش في الوقت المناسب، وسعت إلى تقوية قدرتنا الجماعية على مواجهة التضليل الإعلامي، ورفع الوعي حول اضطراب المعلومات". واكد رئيس القسم السياسي في البعثة الأوروبية ايجيدوس نافيكاس بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي أن الثورة الرقمية تحدت الانظمة الديمقراطية في العالم، والتربية الإعلامية تعتبر واحدة من خطوات الاستجابة للتحديات التي تواجه العالم في ظل الثورة التكنولوجية.
واشار سفير مملكة السويد في الأردن إريك أولنهاغ، إلى العلاقة بين الصحافة والديمقراطية في زمن تنتشر فيه الأخبار الكاذبة والتضليل، مبينا ان أحد أبرز أركان سياسة السويد في المنطقة قائم على دعم حقوق الإنسان والدفع بها إلى الأمام. وبين ان من أبرز الأولويات في هذا المجال تطوير الإعلام المستقل الكفؤ و نحن نؤمن بشدة بأن الوصول إلى المعلومات العامة، والصحافة الاستقصائية وقنوات التعبير عن الرأي والحوار بحرية أمر أساسي من أجل التقدم الديمقراطي وسوف نستمر في دعم حرية التعبير في الأردن والشرق الأوسط.
واكد رئيس مجلس ادارة الرأي ايمن المجالي ان واقع الحريات الصحفية يواجه تحديات عديدة بانتشار الكم الهائل من الاخبار المغلوطة والمفبركة والمضللة والتي وجدت من منصات التواصل الاجتماعي طريقا للوصول الى الجمهور والانتشار متجاوزة الحدود المكانية وباتت منابرا للكراهية ونشر الشائعات.
واشار الى ان الحلقة النقاشية وضع مجموعة من الاطر لخارطة طريق النهوض بالإعلام الاردني ودعم المؤسسات الاعلامية لمواجهة تحديات شبكات التواصل الاجتماعي لتكون منبرا للمصداقية ، وتطرقت الحلقة النقاشية الى مواطن القوة والضعف في بنية الاعلام والتشريعات الناظمة لحرية التعبير واساليب التواصل مع الجمهور .
وتطرقت صانعة الأفلام والمستشارة في مجال الإعلام روان الضامن إلى تحديات التعامل مع التضليل الرقمي، وعبّرت عن المخاوف المتعلقة بانسياق الصحفيين وراء المعلومات المضللة، حيث أكدت "مهارات التحقق والتثبت من الحقائق والمعلومات لم تعد تكميلية أو ثانوية للصحفي وصانع المحتوى هذه الأيام، بل أساسية ولا غنى عنها".
أما رسام الكاريكاتير الأردني عمر العبداللات الذي يسلط الضوء في العادة على حقوق الإنسان وبالأخص حرية الرأي والتعبير، فقد تطرق إلى أن "على الرسام التأني قبل رسم أي عمل، وأخذ بعين الاعتبار تداعيات عمله، لأنه حين ينتشر العمل قد يغير فكر أحدهم أو حياته"