الفيصلي والوحدات .. يد واحدة لا تصفق

 الانباط- عمر الزعبي

 

يدرك الجميع ان فريقي الفيصلي والوحدات من الأندية التي تحمل وزناً كبيراً في الكرة الاردنية، سواء على الصعيد الفني والجماهيري، لكن ما يحدث اليوم في المدرجات، من هتافات مسيئة للطرف الاخير، امر لا يعقل، ولا يمكن ان تتقبله أُذن تنام على حُلم يشرق ، بإن نرى دورينا ينافس الدوريات العالمية، او القارية على صعيد أقل، ونحن ما زلنا نجرح ببعضنا البعض، من كلام على المدرجات وعلى منصات التواصل الإجتماعي. أصبحنا لا نفرق بين الثقافة والرياضة، وأمسينا لا نعرف إن هناك شيء يسمى "الثقافة الرياضية"، التصرفات السلبية والمسيئة لا تمثل جمهور، بقدر ما تمثل ثقافة الشعب، ونحن شعب عُرف عنه التماسك والإنتماء عند المحن.

الاصوات المسيئة من بعض الجماهير على المدرجات، باتت تهدد الكرة الاردنية من التطور والتقدم، والكلام الموجود على بعض صفحات الغير رسمية للأندية على مواقع التواصل الاجتماعي باتت تعمل على التفرقة والتمييز، وشحن اللاعبين والجماهير من اجل تصعيد الموقف ضد الاخر، تلك الامور تجعل عدة عوامل تهدد بالرحيل عن كرتنا، ابرزها الحضور الجماهيري وخصوصاً عنصر النساء، والإعلام العربي ، وغيرهما من الشركات الراعية والداعمة للكرة.

وصل بنا المطاف، الى ان هناك بعض الاهالي يمنعون اطفالهم وابناءهم من الذهاب الى الملعب، خوفاً ان تعصفهم ريح التعصب، ويصبحوا من حملة تلك الشعارات، التي لا تدعو سوى للتفرقه والتمييز.

انتشرت في الاونة الاخيرة، ويدرك ذلك كل من يجلس على المدرجات، وجود هتافات مسيئة من طرف على اخر، والعكس، رغم ان المواجهة لا تجمع الطرفان مع بعضهما البعض، بل مع طرف ليس له ناقة ولا جمل من الفريقان، الامر الذي يزيد المتاعب، وتصبح الامور اكثر إنفلاتاً، في حال لم يعمل الجميع على وضع حد لمثل هذه التصرفات، التي بالتأكيد لا تمثل جمهور الفريقان العريقان، بقدر ما تمثل فئة تدعو للتفرقه ودمار الكرة الاردنية.

 

على إتحاد الكرة والأندية وروابط المشجعين والإعلام، ان يقفوا صفاً واحداً، في مكافحة هذه الازمة التي تنتشر على المدرجات والانترنت، وان تكون هنالك جلسة تجمعهم جميعاً على طاولة واحدة، من اجل الوصول الى حل، يضمن السلامة لمباريات دورينا، قبل ان نقع في مصيبة كبيرة، ننطلق بعدها بالمبادرات والمناشدات لتهدئة الامور.كل ما يقال ويُسمع الان، من كلام مسيء وجارح بحق الناديين العريقين ولاعبيهما، لا ينشئ سوى جيل قادم، لا يعرف معنى الروح الرياضية، ويكون عنوانه العنصرية وحب الذات وكره الطرف الاخر.ولا نعفي بعض جماهير الأندية من تلك التهم، لكن كما تحدثنا في البداية، ان الفيصلي والوحدات لهما وزن ثقيل في الكرة الاردنية، يجب ان نوقف الشعارات التي تدعو للعنصرية وان نتصدى للشائعات التي تهدف للفتنه، خوفاً ايضا من ان تصبح انديتنا في قادم الايام، عبارة عن تحالفات وكتل مع بعضها ضد بعضها.