تغطيات الصحافة الصينية الرسمية لوصف جماعة "الإخوان المسلمين" فى مصر بالإرهابية

جاء إهتمام الباحثة المصرية منذ فترة بتتبع جميع وسائل الإعلام والصحافة الصينية (الرسمية)، ومعرفة كل ما يصدر منها تجاه حظر جماعة "الإخوان المسلمين" من مصر، ووصفها بالإرهابية. وبحكم قربى الشديد من الصينيين، وحرص الجانب الصينى (الرسمى) على موافاتى (يومياً) بأهم الأخبار والتحليلات بل وأهم إصدرات الكتب العالمية التى يجب أن أقرأها والتى تعكس بالأساس وجهة نظر الصين (الرسمية) تجاه مصر ودول المنطقة والعالم كى أنقلها للجانب المصرى والعربى.


 

 لذا، جاءت تغطية صحيفة "الصين اليومية" China Daily الرسمية الصينية يوم الخميس الموافق 9 مايو 2019، وإفرادها مساحة كاملة لقرار الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس "ترامب" بحظر جماعة الإخوان المسلمين، وإعتبارها "جماعة إرهابية"، مع تركيز الصحيفة الصينية على تحليل تداعيات القرار الأمريكى على "جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية". حيث جاء العنوان الرئيسى لصحيفة "الصين اليوم" بعنوان: "وضع الإخوان المسلمين على القائمة السوداء يثير النقاش" Blacklisting Muslim Brotherhood evokes debates


 

     وجاءت مقدمة التغطية الصينية بأن النية المعلنة مؤخراً للرئيس الأمريكى (دونالد ترامب) فى تسمية جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية قد أثارت جدلاً بين اللاعبين الرئيسيين فى الشرق الأوسط. مع تحليل واف للصحيفة الصينية بأنه بعد حوالى ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس المصرى (عبد الفتاح السيسى) إلى واشنطن ومحادثاته مع ترامب، أعلن البيت الأبيض بعدها بفترة وجيزة إن الرئيس الأمريكى يعمل على وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها (منظمة إرهابية). كما حللت الصحيفة الصينية الرسمية ترحيب مصر وحلفاؤها فى منطقة الخليج بخطة الولايات المتحدة، بما فى ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتى دعمت إلى حد كبير طرد الجيش المصرى لرئيس جماعة الإخوان المسلمين السابق محمد مرسى فى يوليو 2013، وفقاً للتعبير الدقيق للصحيفة الصينية.

 

  كما أبرزت صحيفة China Daily الرسمية الصينية الإحتجاجات الجماهيرية ضد حكم الإخوان المسلمين، وإدراج السلطات المصرية المجموعة على القائمة السوداء نزولاً على رغبة الشارع المصرى.

 

    ولكن النهج الجديد - وفقاً لتحليل الباحثة المصرية - هو ربط الصحيفة الصينية الرسمية بين جماعة "الإخوان الإرهابية" وبين "مواجهة مصر لموجة من الأنشطة الإرهابية بسبب أنشطة جماعة الإخوان المحظورة"، والتى أودت بحياة مئات من رجال الشرطة والجنود والمدنيين، بينما قتلت القوات المصرية مئات الإرهابيين وإعتقلت الآلاف من المشتبه بهم فى حرب البلاد ضد الإرهاب التى أعلنها الرئيس "السيسى".

 

  وأكدت الصحيفة الصينية، أن علاقات القاهرة مع واشنطن قد (تحسنت) فى عهد "ترامب" بعد خلاف خلال فترة الرئيس الأمريكى السابق "باراك أوباما" بسبب دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية.

 

   وجاءت تحليلات الصحيفة الصينية الرسمية، بأن "تلك الخطوة المتوقعة من قبل إدارة "ترامب" فى وصفها لجماعة الإخوان بالإرهابية، هى تغيير كبير فى السياسة الأمريكية تجاه المجموعات التى تعاملت معها الحكومة الأمريكية السابقة ككيانات سياسية كالإخوان"، كما أشارت الصحيفة الصينية إلى حالة من "التفاهم الأوثق" بين الولايات المتحدة والحلفاء العرب مثل: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى تغيير فى موقف الولايات المتحدة لصالحهم.

 

    والأهم لدى الباحثة فى تلك التغطية الرسمية الصينية للموضوع هو تأكيدها بأنه "إذا تم تنفيذ القرار الأمريكى بإدراج واشنطن الإخوان "جماعة إرهابية"، فسيُعتبر ذلك انتصاراً كبيراً للدبلوماسية المصرية". مع تأكيد الصحيفة الصينية الرسمية بأن الأمر إستغرق الكثير من الجهود الدبلوماسية لإقناع الديمقراطيين الأمريكيين الذين إعتادوا على رؤية الإخوان كجزء من الحل فى مكافحة الإرهاب.

 

   والجديد أيضاً لدى الباحثة المصرية - المتابعة بدقة لتغطيات الصحف الرسمية الصينية تجاه مصر ودول المنطقة - هو تغير نهج الصحيفة الصينية تجاه كل من (إيران وتركيا) اللاعبين الإقليميين و (إنتقادها لموقفهما المعلن) تجاه خطة الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية، بحجة أن خطوة ترامب ستقوض إستقرار المنطقة وتعزز التطرف.

 

    ولعل أكثر ما إستوقف الباحثة المصرية فى الموضوع هو تحليل وشرح الصحيفة الصينية لأسباب ذلك النهج الإيرانى، حيث شرحت أنه تم قطع العلاقات بين مصر وإيران منذ عقود، منذ أن وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979. كما أن مصر على خلاف مع (تركيا وقطر) لإستضافتها وإيوائها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الفارين، متهمة البلدين بدعم الإرهاب والتدخل فى الشؤون الداخلية المصرية.


 

  وفى تحليل آخر لصحيفة South China Morning Post   "جنوب الصين الصباحية" الرسمية واسعة الإنتشار، بتاريخ 6 مايو 2014، وإفرادها لتحليل كامل بعنوان: "الإخوان المسلمون "إنتهوا" فى مصر، كما يقول المرشح الرئاسى السيسىMuslim Brotherhood  ‘finished’ in Egypt, says presidential candidate El-Sisi. 总统候选人El-Sisi说,穆斯林兄弟会在埃及结束了


 

     حيث أبرزت صحيف "جنوب الصين" كلمة قائد الجيش المصرى السابق والمرشح الرئاسى البارز وقتها "عبد الفتاح السيسى" بأن "جماعة الإخوان المسلمين "إنتهت" فى مصر وإنها لن تعود إذا تم إنتخابه. كما أبرزت الصحيفة الصينية مقولة "السيسى" فى أول مقابلة تلفزيونية له منذ أن أعلن ترشيحه عندما سئل عما إذا كان "الإخوان" قد "إنتهوا"، فأجاب "لم أنته من ذلك... لقد انتهيت من ذلك يا مصريين".... وفقاً للتعبير الحرفى الصينى الذى أوردته الصحيفة الصينية.

“Wǒ méiyǒu wánchéng tā...... Wǒ wánchéngle tā, āijí rén”

“我没有完成它......我完成了它,埃及人”


 

     والأخطر لدى الباحثة المصرية، هو إبراز صحيفة "جنوب الصين" لكلمة "السيسى" عندما سئل عما إذا كان يقول إن جماعة الإخوان لن تكون موجودة تحت رئاسته، أجاب: "نعم".... وبذلك أكدت الصحيفة الصينية بأن "تصريحات السيسى قد إستبعدت أى فرص لأى نوع من المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين الإسلامية المدرجة فى القائمة السوداء".


 

وفى ربط شديد الأهمية لدى الباحثة التى تابعت صداه حينها فى الصحافة الرسمية ووسائل الإعلام الصينية بتاريخ 19 ديسمبر 2018، وعندما تم بث فيديو لعمل لقاء مع أحد "الأكاديميين الصينيين المنتمين لحركة الإيغور الإسلامية" على أحد قنوات جماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية) الذين تصنفهم الصين "رسمياً" بأنهم حركة "إرهابية" لها إمتدادات مع الجماعات الإسلامية الأخرى فى منطقة الشرق الأوسط، كداعش، والجهاديين، والإخوان المسلمين.... حيث أكد ذلك الباحث الصينى الإيغورى فى مقابلته مع تليفزيون "ميمرى" Memri T.V الممول والمدعوم من قبل الإخوان المسلمين، بأن "الصين أسوأ من أمريكا واليهود" China is worse than America and Jews مع تأكيد ذلك الباحث الصينى حرفياً - خلال مقابلته مع قناة جماعة الإخوان المسلمين - بأن الرئيس الصينى "شى جين بينغ" قد أعلن "صراحةً" أمام قادة الحزب الشيوعى بأن "الإيغوريين" سينتهون من الوجود بحلول عام 2050 “We do not want any Uyghurs alive by 2050…”


 

حيث أفردت الصحافة الرسمية الصينية وقتها مساحات كبيرة لإنتقاد والرد على كلام الباحث الصينى الإيغورى، وصنفته بأنه "إرهابى" وتابع لحركة "الإخوان المسلمين الإرهابية"، مع ترحيب الصحف "الرسمية" الصينية لوصف الرئيس "السيسى" لجماعة الإخوان بــ "الإرهابية" حيث أنها تسبب إضطرابات فى الداخل الصينى، وتدعم هؤلاء الإنفصاليين الإيغور الإسلاميين الذين يسببون إضطراباً ويرتكبون "أعمالاً إرهابية وجرائم" فى الداخل الصينى، على غرار جماعة "الإخوان الإرهابية" فى مصر. والباحثة المصرية شخصياً تعتبر بأن ربط الصين بين "إرهاب الإيغور" و "إرهاب الإخوان المسلمين" يعد نجاحاً كبيراً لحملة الرئيس "السيسى" عالمياً فى إدراج جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها من جميع الأنظمة وبلدان العالم بأنها "جماعة إرهابية".


 

  وفى مقال خطير - ومختلف فى الوقت ذاته - قرأته الباحثة المصرية بالصينية يوم 5 أغسطس 2018، لمدونة باحث صينى يدعى "شى شوان جون" Xi Xuanjun习选军 على موقع التدوين الصينى الشهير "بو شون"  blog.boxun.com بعنوان: من هم جماعة الإخوان المسلمين؟.... من يغسل أدمغة الإخوان المسلمين؟

谁是穆斯林兄弟会?......谁在洗穆斯林兄弟会的大脑?

Shéi shì mùsīlín xiōngdì huì?...... Shéi zài xǐ mùsīlín xiōngdì huì de dànǎo?


 

    حيث أكد الباحث الصينى "شى شوان جون" بأن "الإخوان المسلمين" وفقاً لـ "نظرية غسل دماغ" أسامة بن لادن، فإن "الإخوان المسلمين" هى "جماعة إهاربية متطرفة" تم غسلها فى الواقع بواسطة "القرآن والسنة"  - مع تحفظ الباحثة المصرية على تعبير الباحث الصينى وخلطه وعدم معرفته بأسس الدين الإسلامى السمح ولعبة الإخوان السياسية الإرهابية التى لا علاقة لها بالدين أو بتعاليم الإسلام - إلا أن الباحثة أرادت فعلاً بان يفهم القارئ العربى ما يدور فعلياً فى أذهان الصينيين تجاه جماعة الإخوان المسلمين.

 

    والأهم لدى الباحثة، هو ما أكده الباحث "شى" (حرفياً) - بدون أى تحريف فى الترجمة من قبل الباحثة المصرية - من أنه يجب تضافر جهود الصين مع العالم من أجل القضاء نهائياً على المنظمات الإرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين بسبب نهجها العنيف، والذى يشبه "النهج النازى"... ومضى الباحث الصينى فى تشجيعه على ضرورة "الإبادة الجماعية" فى حق جماعة "الإخوان المسلمين الإرهابية" حتى يمكن للصين أن تنهض ودون تدمير "المسار المختصر لتاريخ الحزب الشيوعى".

 

ولعل أهم ما إستوقف الباحثة المصرية فى التحليل المختلف للباحث الصينى - رغم تحفظها صراحةً على بعض عباراته بشأن القرآن والسنة - هو ربطه بين "نهضة الصين" و "تاريخ الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين" وبين "ضرورة الإبادة لجماعة الإخوان الإرهابية" حتى تحافظ الصين على نهضتها، ويحافظ الحزب الشيوعى على تاريخه وتقدمه. ولعلها كانت وجهة نظر مختلفة من داخل الصين قرأتها الباحثة وأطلعت عليها، وكان لابد من التعرف عليها ونقلها فى مجتمعاتنا العربية.


 

 وفى تحليل حديث لباحث صينى إسمه "زو مى لين" Zou Meilin بالصينية على الموقع الصينى "تساو باو" www.zaobao.com.sg  بتاريخ 5 مايو 2019، بعنوان: (وسائل الإعلام الأمريكية: تعتبر الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية).

 

حيث أورد الباحث الصينى بأن عدد من وسائل الإعلام الأمريكية قد أفادت فى 30 إبريل 2019، بأن الحكومة الأمريكية تدرس إدراج جماعة الإخوان المسلمين المصرية كمنظمة إرهابية. وتساءل الباحث الصينى هل معنى ذلك أن الإخوان المسلمين باتت "رسمياً" محظورة لدى واشنطن؟، وهل إستطاعت إدارة "ترامب" أن تفى بالمتطلبات القانونية لتصنيف الولايات المتحدة للإخوان كمنظمة إرهابية؟

 

    ثم مضى الباحث الصينى "زو مى لين" شارحاً فكرته بشأن معنى أن تدرج واشنطن الإخوان كجماعة "إرهابية"، وهى أنه وفقاً للوائح ذات الصلة فى الولايات المتحدة، ستقوم المؤسسات المالية الأمريكية بتجميد أصول المؤسسات المدرجة للإخوان المسلمين فى قائمة المنظمات الإرهابية فى الولايات المتحدة، وسيُمنع أى فرد فى الولايات المتحدة من تقديم الدعم لهم، كما تحظر الولايات المتحدة دخول موظفى المنظمة المعنيين من جماعة الإخوان المسلمين إلى البلاد.

 

     وأختتم الباحث "زو" تحليله بأن القرار الأمريكى بحظر جماعة الإخوان المسلمين، جاء بعد تقديم الرئيس المصرى "السيسى" طلباً لترامب لإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية عندما زار البيت الأبيض فى وقت سابق.

 

 

وفى تحقيق وتحليل عميق منشور بالصينية للباحث الصينى (تشو دونغيانغ ليو تشن) Zhu Dongyang Liu Chen على موقع وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية Xinhua بتاريخ 1 مايو 2019، بعنوان: لماذا يجب على الولايات المتحدة أن تعطى علامة "حظر" لجماعة الإخوان المسلمين؟ ?美国为什么要给我兄弟一个恐怖标签呢 Měiguó wèishéme yào gěi wǒ xiōngdì yīgè kǒngbù biāoqiān ne?

 

 

 

   حيث أكد الباحث الصينى "تشو" بأن الخطوة الأمريكية فى إدراج الإخوان كجماعة "إرهابية" ربما جاءت متأخرة فى واشنطن نتيجة لنظرية "كتم الصوت" خاصةً فيما يتعلق بأى شئ يتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية داخل البيت الأبيض. وأشار الباحث الصينى لمحاولات أخرى سابقة تمت فى عام 2017، بشأن محاولات إدراج كلاً من جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثورى الإسلامى الإيرانى معاً كمنظمتين إرهابيتين، ولكن نتيجة لسياسات المعارضة داخل البيت الأبيض لهذا القرار فقد تأخر "نسبياً". كما حلل الباحث الصينى تجاهل إدارة ترامب لموقف العديد من الأحزاب وإعلان "إدارة ترامب" أنها ستدرج الحرس الثورى الإسلامى الإيرانى كمنظمة إرهابية. مع تأكيد الباحث الصينى بأنها هذه هى المرة الأولى التى تدرج فيها الولايات المتحدة القوات المسلحة الوطنية لبلد ما كمنظمة إرهابية.

 

ويعتقد الباحث الصينى أن الحكومة الأمريكية قد تعرضت لضغط ترامب الإنتخابى عام 2020، لذا، يحتاج ترامب إلى إتخاذ إجراءات عديدة لتعزيز وتوسيع قاعدة الناخبين المعادين للمسلمين، ومن هنا، جاء قراره بإدراج كلاً من الحرس الثورى الإيرانى وجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية لكسب تأييد قاعدة الناخبين الأمريكيين الكبيرة المعادية للإسلام السياسى.

 

وفى هذا السياق أكد الباحث الصينى "وو يى هونغ" Wu Yihong كبير الباحثين فى "مركز فكر تشاينا تاى خو" China Taihe Think Tank فى تحليل لوكالة أنباء شينخوا فى 1 مايو 2019 بشأن إدراج واشنطن لجماعة الإخوان كإرهابية "بأن الولايات المتحدة حاولت تحقيق الفوز والإنتصار فى منطقة الشرق الأوسط، وعمل تكتل مع مصر، وتشجيع تشكيل "تحالف إستراتيجى فى الشرق الأوسط" لاحتواء إيران فى المنطقة أمنياً وسياسياً وإقتصادياً.  

 

بالإضافة إلى ذلك - وفقاً لتحليل الباحث "وو يى هونغ" - فإن حكومات تركيا ودول أخرى مؤيدة للإخوان المسلمين بمجرد إدراج الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، ستصبح علاقاتها مع دول مثل تركيا أكثر توتراً، وقد تؤثر على الوضع الإقليمى برمته.

 

   وخلص الباحث "وو يى هونغ" بأن منطقة الشرق الأوسط قد تشتعل إذا ما تم بالفعل إدراج الإخوان كجماعة إرهابية، حيث ساق الباحث "وو" الدليل على ذلك بأن تلك المنظمة المتطرفة (داعش) أو ما يسمى بــ "الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا" قد نشرت شريط فيديو يوم 29 أبريل 2019، يشتبه فى أن أكبر قادة المنظمة (أبو بكر البغدادى) ظهر به وهدد بشن مزيد من "إجراءات الانتقام" إذا تم إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة فى هذا الوقت، حيث سيتم إجبارنا على أن نسلك طريق التطرف، كما أن تهديد الإرهاب الإقليمى سوف يزداد حدة. مع تأكيد الباحث الصينى "وو" فى نهاية تحليله بأن هناك العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المنتشرين حول العالم، فضلاً عن العديد من فروع الإخوان لدى دول الشرق الأوسط، لذا، وبالنظر إلى نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، إذا قررت حكومة ترامب أخيراً إدراجها كمنظمة إرهابية وفرض عقوبات عليها، فإن ذلك قد يجلب المزيد من عدم الإستقرار فى المنطقة.

 

 

    ومن هنا، ووفقاً للعرض السابق للباحثة بشأن رؤى الصحافة الصينية الرسمية والأكاديميين لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية - من وجهة نظر صينية بحتة - يتضح إتفاق نهج الصين "رسمياً" بقيادة الرئيس الصينى "شى جين بينغ" مع نهج الرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى" فى إعتبار الجماعة "إرهابية" ولديها تقاطعات وتشابكات دولية عديدة مع بلدان ومناطق أخرى فى العالم، خاصةً مع تقارير الإعلام الصينى الرسمى بوجود أكثر من خمس آلاف مقاتل إيغورى من إقليم "شينغيانغ" الصينى المسلم، تم تجنيدهم للعمل مع تنظيم داعش -  ذات الإمتداد مع جماعة الإخوان المسلمين - وللقيام بعمليات إرهابية لضرب مصالح مصر والصين معاً.... لذا، يتفق النهج الصينى الرسمى مع النهج المصرى الرسمى فى ضرورة إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة "إرهابية" محظورة