بعد عسقلان و"السبع".. المقاومة: "تل ابيب" في مرمى صواريخنا

 مقتل 3 وإصابة عشرات الإسرائيليين ومئات الصواريخ تضرب مدن الاحتلال

 الانباط - وكالات

مجددا، يعود قطاع غزة الى دائرة المواجهة ليشهد موجةً من التصعيد مستمرة منذ 5 أيام، وسَّع فيها الاحتلال استهدافه للقطاع، ليشمل القصف أبراجاً سكنية، على خلاف ما كان متَّبعاً بجولات التصعيد الأخيرة، ما يجعل هذه الجولة مختلفة عن سابقاتها.

هذا التطور كان متوقعاً في ظلّ المماطلة الإسرائيلية الممتدة منذ أكثر من سنة في تنفيذ المطالب التي تتوسط القاهرة في شأنها. حيث مضى نحو شهر، منذ التفاهمات الأخيرة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية، ولم يحدث إلا القليل مما تطالب به فصائل المقاومة.

وطوال الأسبوع الماضي، بدا جلياً أن العدو عاد إلى التملص من التفاهمات وهو ما دفع الفصائل إلى البعث برسائل تفيد باستعدادها للعودة إلى التصعيد، مهددة بقصف المدن الكبرى في فلسطين المحتلة. ووصف تلفزيون "كان" الوضع بأنه خطير جداً، مشيراً إلى أن "لدى الفصائل مصلحة في تصعيد الوضع مع اقتراب إعلان الخطة الأميركية (صفقة القرن).

وبالامس وفي تطور لافت، هددت المقاومة بقصف "تل ابيب" ردا على قرار الاحتلال باستهداف قياداتها بالاغتيال. وكشفت وسائل إعلام اسرائيلية، عن نقل فصائل المقاومة رسالة إلى المخابرات المصرية، حيث ابلغتها الفصائل بمطالبتها ايقاف الاحتلال تنفيذها قرار الاغتيالات، والا ستكون "تل أبيب" في مرمى النيران.

حجم التصعيد وخطورته كان واضحا ايضا في الخسائر البشرية، وقال مسئول في سلاح الجو الإسرائيلي إن مناطق مستوطنات غلاف غزة والجنوب تعرضت لهجوم غير مسبوق بالصواريخ، وجرى إحصاء سقوط أكثر من 600 صاروخ في مناطق مختلفة، مشيرا إلى أن 200 منها سقطت داخل مناطق مأهولة.

وذكرت مصادر طبية إسرائيلية أن الجولة الحالية حصدت حتى الآن حياة 3 إسرائيليين، اثنان منهما في عسقلان، وثالث في استهداف مركبته بصاروخ موجه شمالي شرق القطاع، فيما أصيب 131 إسرائيليا بجراح، وتضررت عشرات المباني جراء وابل من الصواريخ وخاصة في مدينة عسقلان. وتعرضت بئر السبع هي الأخرى لعدد من الصواريخ ما تسبب بعدة إصابات ودمار كبير.

كما شهد امس استهداف مركبة إسرائيلية شمالي شرق القطاع بصاروخ موجه ما تسبب بمقتل سائقها.

وفي السياق، قال مسئول شعبة التخطيط الأسبق بالجيش عاموس جلعاد، إن القتال قد يتطور بشكل يورط الجيش في العودة لحكم القطاع، معتبرا أن هذا هو من أكبر الكوابيس حالياً، حيث يكلف الأمر المليارات من الدولارات، كما انه مرتبط بالكثير الكثير من الدماء.

وتحدث غلعاد عن التوقيت السيئ لـ"إسرائيل" مع اقتراب عيد "الاستقلال" واقتراب استضافتها لحفل الايروفيزيون.

واستشهد 18 فلسطينيا وأصيب 110 اخرين، ودُمّرت عدد من المنازل والمنشآت التجارية، منذ بدء العدوان صباح السبت.

الواضح من هذه المواجهة، أن "إسرائيل" وسَّعت دائرة الاستهداف بشكل كبير، فقامت باستهداف المناطق السكنية، ودمَّرت أبراجاً في القطاع، في حين ردَّت المقاومة بإطلاق أكثر من 600 صاروخ على مستوطنات غلاف غزة ومدن الإحتلال.

وتشير التطورات الأخيرة على الأرض إلى أن نتنياهو قد يتجه إلى توسيع الهجوم، على شكل عملية محدودة، أو قد تصل إلى معركة شاملة، لاسيما أنه اعطى أوامر بتحريك قوات المدفعية والمشاة إلى القطاع.

وما قد يغري نتيناهو أكثر، أنه تمكن من الفوز بالانتخابات، والتشجيع الأمريكي الذي وصله عبر وزارة الخارجية، التي أكدت على تأييدها "بصورة تامة حقَّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

لكن بالمقابل هناك ما يقلقها، فالمقاومة تدرك جيداً أن توقيت التصعيد الحالي هو أمر مزعج "لإسرائيل"، ولن تستطيع شنّ حرب شاملة لسببين، الأول: ما يسمى بذكرى "الاستقلال"، والثاني، أن تل أبيب تستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية التي تعتبر حدثاً كبيراً، ينظمه اتحاد البث الأوروبي منذ 1956.

وفي إطار هذين السببين، ليس من مصلحة "إسرائيل" الذهاب إلى حرب مفتوحة رغم شدة الضربات التي تشنها، وبالتالي من المتوقع أن تسعى للتوصل إلى تفاهم جديد مع فصائل المقاومة، وقد تضطر إلى تقديم تنازلات للفلسطينيين.