تحرير الذات تحقيق للمصالح الوطنية !!!

   المهندس هاشم نايل المجالي

 

لقد تعددت مراكز حقوق الانسان بين كافة القطاعات الحكومية والاهلية والدولية ، وفي الغالب هناك شبه اجماع على المطالبة بتحرير الذات الانسانية وفك القيود الذاتية الفردية ، لتتمكن من تحقيق مصالحها الخاصة وفق ضوابط مقبولة ومتفق عليها ، ومن ثم ايجاد علاقة ولغة تبادل للمصالح مع الاطراف الاخرى لتحقيق مبدأ المصالح والمنافع المشتركة بين كافة افراد المجتمع .

اي ان تطوير الذات وتحقيق المصالح اصبح يعد الضمان لمصالح المجتمع تجنباً لقيم الشر ومنطلقاته ، ولتحقيق علاقات متكافئة بين افراد المجتمع بعد ان طغت وسائل التواصل الاجتماعي على كثير من القيم والمبادىء التي اضرت اكثر من ان تفيد ، واضرت بقيم الخير التي افسدت كثيراً من العلاقات الاجتماعية .

وكلنا يعلم ان احترام الذات يعد بمنزلة انتصار لقيم الخير على قيم الشر بانواعه ، فهناك اصبحت اخلاق حديثة تصنعها وسائل التواصل الاجتماعي تولّد قوى ذاتية متعددة الاتجاهات ، ولم تعد تعطي قيما للعقل ولا للعقلانية ولا لتوافق الانسان مع المعطيات الواقعية والظروف وطبيعة الازمات .

فلقد اصبح هناك تحديات ومنافسات والكشف عن مظاهر القوة بين العديد من الشخصيات التي تعبر عما يجول بخاطرها وذاتها باسلوب سلطوي وعنفوي ، وهناك من يؤيد اتباعه والالتفاف حوله ، وهو خروج عما هو متعارف عليه من العقلانية حتى بالتلفظ بالالفاظ ، واصبحت تعرية المستور وتحدي السلطة عنوانا لقوى شخصية مجتمعية تتحكم بقطاعات من الافراد المجتمعية ، اي ان هناك عناصر التضاد ( المقابل ) المواجهة والتعامل بكل ندية وفق العديد من الوسائل والسلوكيات المتعددة حراكات او وسائل اعلامية وغيرها .

فهناك شخصيات تسمى بـ ( الأنا ) تعني المنفعة الخاصة وتعد مشروعا ً ذاتياً خاصاً يصهر العديد من ابناء المجتمع في بوتقته ويتحدث باسمهم ، وليس مشروعاً عاماً يتفق عليه الجميع كمصلحة وطنية شمولية للاصلاح والتغيير وتعديل السلوكيات وكمحاربة لكافة اشكال الفساد يقره الجميع لاهميته ولضرورة التفاعل بشكل شمولي .

وكلنا يعلم ان مشروع ( الأنا ) عند بعض الشخصيات اصبح بمثابة النرجسية المفرضة الفارغة تطال العاطلين عن العمل مع استغلال المدى الزمني والحدود المكانية ، وهي التميزية عن الاخرين لشق المسارات بعيداً عن الشمولية بتصريحاتهم غير المفيدة لا بالاراء ولا الافكار العقلانية ، بل اصبحت ايضاً الغاء لحرية الذات وتجيير القدرات لخدمة فئة محدودة بشكل متمرد على قواعد الاندماج الشمولي بالمواقف الوطنية .

فهناك من يريد ان يختزل الوعي الفردي والجماعي لصالحه من خلال طروحات افكاره ، لذلك فان العمل على تحديد الذات بمساحات اوسع للتعبير العقلاني الذي ينسجم مع الحس الوطني والمصلحة المجتمعية وامن واستقرار المجتمع هو التخلص من تسلط شخصيات الـ ( الأنا ) .//

   

hashemmajali_56@yahoo.com