تفاعلات حادّة في الحزب الحاكم في تركيا وتوصيات بمثابة الإنذار السياسيّ الأخير

الثّنائي أوغلو – غول باتّجاه تيّار سياسي وحزبي بعيدًا عن أردوغان

 

إسطنبول – وكالات

تنظر أوساط سياسية تركية إلى لائحة التوصيات والتحذيرات التي أدلى بها مؤخرا بهدف الاستدراك والإنقاذ رئيس وزراء تركيا الأسبق الدكتور أحمد داوود أوغلو باعتبارها رسالة التحذير الأخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان قبل الانشقاق فعليا عنه.

العلاقة بين أوغلو وأردوغان أصبحت لدى الأوساط الإعلامية التركية المادة الدسمة والأساسية خصوصا في ظل الفرقة وإخفاق المصالحة وما تردده تقارير منابر المعارضة الإعلامية عن انشقاق وشيك وعميق وأفقي في حزب العدالة والتنمية من بين أركانه وقادته أوغلو شخصيا.

 ويبدو أن استمرار التحالف بين أردوغان وحزب الحركة القومية استمر كأحد أبرز كمائن الخلاف السياسي داخل أقطاب الحزب الحاكم حيث وزراء سابقون وقادة كبار يعترضون بشدّة على ما يسمونه بالمغامرة في تسليم مصير حضور الحزب الحاكم لمناورات وهوامش حزب الحركة القومية المعارض.

توصيات أوغلو وفقا لمصادر إسلامية مقربة جدا منه تحظى بتأييد شخصيات أخرى مهمة في الحزب الحاكم من بينها الرئيس السابق عبد الله غول ومستشارون كبار وعلماء كانوا دوما في الحلقات القريبة من الرئيس أردوغان.

رسالة أوغلو التي ترجمتها ونشرتها أمس الأول “رأي اليوم” بهذا المعنى بمثابة إنذار سياسي أخير حتى يسمح أردوغان بمصالحة تحقق بعض شروط الغاضبون منه أو الذين يقاطعهم من رفاق تجربة الانتقال في السلطة  بالأمس.

وعلمت “رأي اليوم” بأن لائحة توصيات أوغلو الشهيرة والجديدة والتحذيرية هي محصلة لفقه النصيحة للحاكم والرئيس وتم إبلاغ شخصيات تحاول التوسط مع أوغلو وغول وغيرهما بأن هذه التوصيات العلنية ستعني طي صفحة العلاقة مع أردوغان تماما في حال تجاهلها ورفض تشكيل لجنة حكماء من قادة الحزب لتولي التباحث فيها.

 أوغلو أبلغ الوسطاء سابقا بأنه لا يريد الانشقاق عن حزب العدالة والتنمية.

 لكنه لن يقبل تهميشه والإساءة إليه كما يحصل الآن مفترضا بأن مصلحة أردوغان تتطلب تصويب الأخطاء الفادحة والتي عبّرت عن نفسها في الانتخابات البلدية الأخيرة.

خصوصا بعدما خسر الحزب الحاكم ثلاث بلديات مهمة.

 ويرغب الثنائي أوغلو وغول في ممارسة ضغوط على أردوغان حتى ينهي قداسة فكرة التحول إلى نظام رئاسي خوفا من أن ينقلب حزب الحركة القومية على أردوغان مستقبلا.

لذلك تنظر الدوائر القريبة جدا من أوغلو إلى تحذيراته العلنية قبل عدّة أيام وعلى فرض تجاهلها أردوغان لإعلان خطوة باتجاه الانشقاق الحقيقي في الحزب الحاكم أو التأسيس لمبادرة تصنع تيارا معارضا داخل الحزب وفي أوساط الجمهور تحت فرض الابتعاد عن  مجموعة أردوغان الحاكمة.