بالمسؤولية ومنذ صغره لقبه أبي بـ "الجبل"، لكن الآن لم يبق لنا جبلا نستند إليه،

 أحلام عمر.. وأدها الاحتلال

  الانباط - رام الله

وسط البكاء المكتوم لنسوة جئن ليشددن من أزرها، لم تستطع "ام العبد" والدة الشهيد عمر عوني عبد الكريم يونس ابن الـ21 ربيعا، مِن تمالك نفسها عند استرجاع تفاصيل خبر استشهاد نجلها، السبت في مستشفى بيلنسون داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

"في العشرين من هذا الشهر، خرج عمر صباحا لشراء ملابس، ليحضر بها حفل تخرج زملائه، ليصلنا خبر إصابته عند حاجز زعترة جنوب نابلس من قبل قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي عليه بدم بارد"، تقول والدته بحزن شديد.

وتكمل حديثها: "كان ابني مجتهدا، وخلوقا، وطيبا، ويساعد الجميع، ويطمح لإنهاء دراسة الهندسة الكهربائية والعمل في مجال تخصصه، ولكن غدر الاحتلال حال دون ذلك، وحرمني من سعادة أن أراه عريسا".

وبينما تزداد لوعة الحزن لدى الأم، تكاد شقيقته حنان لا تصدق أنها لن تراه مجددا، وهو الذي بقي يزورها مرتين كل أسبوع بعد وفاة والدها، ويجلب الهدايا لأطفالها. وتقول: "يتوسط إخواني الخمسة ويعمل ويدرس في آن واحد، كان يتحلى بالمسؤولية ومنذ صغره لقبه أبي بـ "الجبل"، لكن لم يبق لنا جبلا نستند إليه، الله يرحمك يا عمر".

في قرية سنيريا جنوب قلقيلية، ترى الحزن يملأ شوارعها وأزقتها، التي تزينت بصور الشهيد، وتشاهد تجمعات شبابية تجلس على مدخل منزل توافد اليه المواطنون منذ ليلة إعلان استشهاده، محاولين تخفيف الحزن والألم عن العائلة.

يقول عم الشهيد موسى يونس: "أسبوع مر على إصابة عمر دون الحصول على معلومات دقيقة حول وضعه الصحي، عشنا في تخبط، نسمع بين فترة وأخرى خبر استشهاده، كنا نتواصل مع الارتباط العسكري والجهات الرسمية، ومع أي شخص للحصول على أي معلومة بشأنه، ولكنّها كانت تصلنا شحيحة وتفيد باستقرار وضعه الصحي، وخلال رقوده بالمستشفى حاولنا تقديم تصاريح لزيارته، لكنها قوبلت بالرفض".

ويختم حديثه قائلا: "هذا ما كتبه الله لنا وعلينا القبول بقضاء الله الصبر".

رئيس مجلس قروي سينيريا مؤيد عمر يؤكد، إن الاحتلال يمعن في إجراءاته القمعية بحق الأهالي والشبان بالتحديد ويستهدفهم إما بالرصاص أو الاعتقال، داعيا للشد من عزيمة عائلة الشهيد وأقاربه.