وزير العمل يفتتح فعاليات الاسبوع الوطني الخامس عشر للسلامة والصحة الوطنية
تحت شعار " السلامة والصحة المهنية ثقافة مجتمع"
أكد وزير العمل سمير سعيد مراد إن توفير بيئة عمل سليمة وخالية من المخاطر, والسيطرة ما أمكن على هذه المخاطر من أهم حقوق العامل, والتي يجب علينا توفيرها وصونها والمحافظة عليها, جاء ذلك خلال رعايته فعاليات الأسبوع الوطني الخامس عشر للسلامة والصحة المهنية الذي أقامته الوزارة اليوم الاحد, تحت شعار " السلامة والصحة المهنية ثقافة مجتمع".
وقال مراد ان الاهتمام بتوفير بيئة العمل السليمة والخالية من المخاطر يأتي إنسجاما مع توجهات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه, في توفير كل أسباب الرعاية والحماية والإهتمام للعمال بمختلف المجالات التشريعية والتنموية, وإلتزام أصحاب العمل بتنفيذ متطلبات وشروط وقواعد السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل, وتطبيق الأنظمة والإجراءات التي تساهم في حماية عناصر الإنتاج وأهمها الإنسان العامل وبالتالي منع وقوع الحوادث والأمراض المهنية.
وبين مراد ان مختلف القطاعات المهنية في الأردن شهدت تطوراً كبيراً خلال العقود القليلة الماضية، والتي ساهمت في الناتج المحلي الإجمالي, وبالتالي بالنمو الإقتصادي وفرص العمل, إلا انه نتج عنها مخاطر جديدة باتت تسبب للعامل الكثير من التحديات التي قد تزيد من الأعباء المادية عليهم, وتتسبب في تدني نوعية المنتج . لافتا الى انه وعلى الرغم من الجهود التي تبذل والإنجازات التي تحققت في هذا المجال, إلا اننا بحاجة الى بذل المزيد من الجهود وتعاون كافة الأطراف للوصول الى بيئة آمنة وصحية ومستقرة, تخدم اطراف الإنتاج الثلاث.
واكد وزير العمل اننا في الوزارة نعكف على دراسة تعديل التشريعات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية ضمن إطار قانون العمل الأردني والقوانين ذات العلاقة بما ينسجم مع التحديات والتطورات التنموية, مشيرا الى تشكيل لجان متخصصة من أطراف الإنتاج الثلاث لدراسة القطاعات المختلفة, والعمل على إصدار أدلة إرشادية متخصصة في السلامة والصحة المهنية, وعكسها على التشريعات ذات العلاقة, وقيام الوزارة برفع كفاءة مفتشي العمل والسلامة والصحة المهنية وتأهيلهم من خلال دورات متخصصة في هذا المجال, ومأسسة أعمال التفتيش, واستخدام أجهزة قياس ملوثات بيئة العمل لضمان توفير عناصربيئة العمل الأمنة.
واوضح مراد إن الحد الأدنى المطلوب من أجل منع وقوع الحوادث المهنية والخسائر البشرية والمادية المترتبة عليها في المنشآت المختلفة, هو إلتزامها بالقوانين والتشريعات والأنظمة الوطنية المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية, ومضى قائلا انه تقع على هذه المنشآت مسؤولية أخلاقية وقانونية لتحديد كل المخاطر التي قد تشتمل عليها أماكن العمل, وضرورة إتخاذها للإجراءات اللازمة للسيطرة عليها, والحد من مخاطرها
واكد انه على العامل في هذه المنشآت بالمقابل مسؤولية الحفاظ على سلامته وسلامة غيره من زملائه في العمل، وذلك بإتباعه إجراءات العمل السليمة وإلتزامه بالتعليمات والأنظمة الخاصة بهذا المجال، وتنبيه المسؤولين عن أي ظرف أو نشاط قد يؤدي الى وقوع حوادث العمل.
وشدد مراد على ضرورة تكاتف الجهود الرسمية والأهلية والعمالية والنقابية وغرف الصناعة والتجارة والقطاعات الإعلامية والتربوية، للمساهمة في بناء ثقافة السلامة والصحة المهنية، للوصول إلى الطموح المنشود وهو الحد الادنى من إصابات وحوادث العمل،بإعتبار هذه الجهات تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية للمساهمة وإقتراح ووضع الحلول ومعالجة المخاطر للحد من الإصابات.
من جهته قال الدكتور ماهر المحروق مندوب ممثل غرفة صناعة الاردن ان الاهتمام في قضايا السلامة والصحة المهنية تعتبر مهمة للغاية , لتجنب اصابات العمل والامراض المهنية وحماية العمال وتجهيزات الانتاج من الضرر , لافتا ان الغرفة تدرك التكاليف المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن الاصابات وحوادث العمل وتعمل على تقييد المؤسسات الصناعية باحكام قانون العمل بصورة عامة وما يتعلق منها بالسلامة والصحة المهنية بصورة خاصة.
واكد المحروق ان اهتمام القطاع الصناعي بالسلامة والصحة المهنية ينبع من ايمان غرفة الصناعة بالواجبات الاجتماعية لحماية عمال الاردن
وثمن الدكتور المحروق الشراكة القائمة بين أطراف العمل الثلاث الحكومة، والعمل، وأصحاب العمل الذين توحدهم أهدافهم في تعزيز المسيرة الأردنية نحو مزيد من الازدهار والرفاة والأمن، للوصول إلى" جيل أمن وصحي " ومجتمع مثقف مهنيا , قادر على حمل المسؤولية في أي موقع يعهد إلية بالعمل فيه.
وفي سياق متصل أشار رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الاردن / السيد مازن المعايطة أننا في الاتحاد نولي موضوعات الصحة والسلامة المهنية اهتمامنا من خلال انتهاجنا أساليب ووسائل متعددة تتمثل في التوعية والتثقيف من خلال ورش العمل والدورات التدريبية بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين.
وأضاف المعايطة أننا وبكل المحافل نؤكد على ثقافة السلامة والصحة المهنية من خلال تضمينها في الاتفاقيات الجماعية والمفاوضات التي يجريها الاتحاد العام للنقابات العمال والنقابات العمالية مع أطراف الإنتاج , فلا تخلو أي اتفاقية جماعية من موضوع له علاقة بالصحة والسلامة المهنية، للوصول الى بيئة عمل سليمة وخالية من حوادث وإصابات العمل.
واكد ضرورة اتخاذ كل الوسائل الناجحة التي تؤدي الى الوقاية من الاخطار واعتبار الوقاية هي الطريق المثلى لمواجهة ذلك.
من جهته قال العميد محمد ياسين الصبيحي مساعد المدير العام للتخطيط في المديرية العامة للدفاع المدني ان هذه المناسبة تعتبر هامة للتفكير في آفاق المستقبل وخاصة فيما يتعلق بنقل ثقافة السلامة والصحة المهنية كثقافة مجتمع الى الاجيال القادمة وترسيخها لديهم ؛ لافتا الى اهمية وضع استراتيجيات فعالة لتطوير طاقات الشباب وتحويلها الى قوة انتاج ايجابية تساهم في المحافظة على مفهوم البيئة الأمنة.
وقال ممثل غرفة تجارة الاردن محمود الجليس ان الغرفة تسعى الى تعزيز دورها الريادي لخدمة المجتمع بشكل عام والقطاع التجاري بشكل خاص، مشيرا الى دور الغرفة في تعزيز الوعي المجتمعي والترويج لثقافة السلامة والصحة المهنية بين اصحاب العمل والعمال.
واشتمل الحفل على عدد من الفقرات منها معرضا للصور من رسومات طلبة المدارس وتسليم الجوائز لهم عن افضل صوره تعكس موضوع السلامة والصحة المهنية وفيلم فيديو بعنوان " الاستثمار في السلامة والصحة المهنية"
يشار الى ان فعاليات الأسبوع الوطني الخامس عشر للسلامة والصحة المهنية ستشمل رسم جداريات خاصة بالسلامة والصحة المهنية في عدد من المدن الصناعية والمدارس في اقاليم المملكة وتنظيم ورش عمل توعوية في مختلف المحافظات