لجنة خاصة لوضع إستراتيجية وطنية للملكية الفكرية
تمكيناّ لدور الأردن الريادي في مجال الملكية الفكرية، تمت الموافقة على تشكيل اللجنة الخاصة بوضع إستراتيجية وطنية للملكية الفكرية، بحسب مديرة مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة زين العواملة.
ويتزامن إعلان تشكيل اللجنة التي ستتولى حضور اللقاءات الخاصة بالمتابعة المتعلقة بالإستراتيجية الوطنية، مع مشاركة الأردن العالم احتفالات اليوم العالمي للملكية الفكرية ، تحت شعار (للذهب نسعى: الملكية الفكرية والرياضة).
" أضحت الرياضة صناعة عالمية ، صناعة تولد الاستثمار في المرافق (كالملاعب الرياضية وشبكات البث وغيرها)، وتوظف ملايين الأشخاص حول العالم وتسلّي أعداداً لا حدود لها" بهذا بينت العواملة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أهمية الرياضة كصناعة في دعم وتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من نسب البطالة.
وتضيف أن الأردن من خلال الوزارة يشارك العالم في تحضيرات هذا اليوم، عبر عدد من الأنشطة من بينها إعداد فيديوهات تشتمل على كلمة لوزير الصناعة والتجارة والتموين، حول أهمية الملكية الفكرية في القطاع الرياضي، ونشره تباعاً عبر موقع الوزارة وموقع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وفيديو آخر يهدف لتحفيز وتشجيع الرياضيين نحو مزيد من الإنجاز، وإعداد فيديو قصير بالتعاون مع وزارة الشباب واللجنة الأولمبية الأردنية في التواصل مع الرياضيين الأردنيين والأردنيات ، ويتضمن اهم الإنجازات في الرياضة الأردنية والملكية الفكرية وإسهامتهما في هذا المجال.
ويقدر عدد النوادي الرياضية في المملكة بحوالي 360 ناديا حسب احصائيات وزارة الشباب.
ولأهمية هذا اليوم تسعى وزارة الصناعة والتجارة والتموين من خلال مديرية حماية الملكية الصناعية إلى نشر ما يزيد عن خمسين ملصقاً معدّا من قبل (الويبو) لتوزيعها بمناسبة هذا اليوم، من خلال وكلاء الملكية الصناعية، وتخصيص يوم احتفالي بالملكية الفكرية.
وبحسب احصائيات وزارة الصناعة والتجارة والتموين لعام 2018، فقد تم استقبال (7450) طلب تسجيل علامة تجارية ، منها (2991) طلب تسجيل علامات تجارية محلية، و(4459)طلب تسجيل علامة تجارية أجنبية ، كما تم تسجيل 4285 علامة تجارية، و167براءة اختراع. ودعت أستاذة الإدارة الرياضية في الجامعة الأردنية سهى أديب نفش بمناسبة هذا اليوم إلى نشر مفهوم حقوق الملكية الفكرية - أي البراءات والعلامات التجارية والتصاميم وحق المؤلف والحقوق المجاورة – وأثر ذلك في دعم وتوسيع المنظومة العالمية للرياضة.
وبينت ارتباط العلامة التجارية بالرياضي، إذ كلما زاد تميز الأداء الرياضي ، زادت تنافس الجهات الراعية في هذا المضمار، كما أن الإبداع والابتكار وبخاصة في مجال تصنيع الأجهزة والمعدات الرياضي، ستسهم في تحقيق أداء رياضي أفضل.
وأوضحت أن حقوق الملكية الفكرية تدعم جميع العلامات التجارية التي تقوم عليها الأحداث الرياضية، ومصنعي المعدات والأجهزة الرياضية في سعيهم إلى النجاح التجاري، ومنظمي الأحداث الرياضية والبطولات والمسابقات ، والاتحادات الرياضية التي تسعى الى حيادية نزاهة الرياضة .
وأشارت إلى دور الأردن في دعم الرياضة والرياضيين، وتوفير الملاعب والنوادي والمنشآت والمدن الرياضية، والكوادر المدرّبة مما انعكس ايجاباً على أداء الرياضيين في العديد من البطولات العربية والاقليمية والدولية.
ويقول رئيس الفرع الإقليمي للاتحاد العربي لحماية الملكية الفكرية في الأردن المحامي أسامة البيطار لم تعد الرياضة نوعا ترفيهيا فحسب، وإنما صناعة عالمية تدرّ مليارات الدولارات على المشتغلين فيها وأصبحت تولّد استثمارات عابرة للقارات في المرافق الرياضية. ويضيف تحت مظلة حقوق الملكية الفكرية يتم التركيز على بث الأحداث الرياضية عبر شبكات وهيئات البث والمنصات الإعلامية والتلفزيونية التي تسعى في إطار المنافسة إلى إستئثار حقوق البث الحصرية لجذب أعداد أكبر من المشاهدين يتم دفع أموال لهم تحت إطار حماية الملكية للعلامات التجارية ، وتشكل عائداً تجاريا وفقاً للاتفاقيات وسياسات الترخيص والترويج.
وأضاف أنه ولوجود الحقوق المكفولة، يتم التنافس على تصنيع معدات ومنتجات ذات جودة عالية، واستغلال الشركات الراعية لعلامتها التجارية من خلال ابرام اتفاقيات وعقد صفقات للترويج عنها وعن منتاجاتها وخدماتها ضمن المناسبات والأحداث الرياضية التي يتهافت محبي الرياضة إلى مشاهدتها ، مما يوفر دخلاً إضافياً لمنظمي هذه الأحداث. وعلى صعيد آخر يبيّن أن التقنيات الابتكارية والتكنولوجيات الرياضية والمحمية بموجب براءات الإختراع، نقلت التجربة الرياضية من الساحة إلى داخل منزل الفرد وخارجه أينما كان، من خلال الرياضة الإلكترونية أو الألعاب الإلكترونية وأصبحت هذه الألعاب تدرّ اموال طائلة للمصنّع أو المروّج على حد سواء. ويشير إلى أن الاردن خطى خطوات ممتازة في مجال حماية الملكية ، تحت مظلة التشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية، في الوقت الذي لا يزال فيه ضعف في التثقيف والتوعية في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية، اضافة الى ان الكثير من المؤسسات لا تعلم باهمية حقوق الملكية في تحفيز النمو الاقتصادي وتخفيف البطالة بإيجاد فرص عمل نتيجة للابتكار أو الإختراع .
ويقول استاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية، والرئيس السابق لجمعية المكتبات والمعلومات الدكتور ربحي مصطفى عليان أننا نعيش في عصر يطلق عليه عصر المعلومات ، وقد وصلنا إلى ما يعرف بمجتمع المعلومات هذا المجتمع يواجه العديد من التحديات في مجال المعلومات، إنتاجاً وتنظيماً واسترجاعاً ونشراً وتسويقاً.
ويبين أن المجتمعات المعاصرة تطالب بالوصول الحر للمعلومات ، مما أوجد تحديات جديدة أمام القوانين والأنظمة والتشريعات التي تتعلق بالمؤلف والناشر والمبدع والمبتكر والمخترع على حد سواء.
ويدعو إلى نشر ثقافة المعلومات وحقوق ملكيتها، وتطبيق القوانين ، لوقف حد للتجاوزات والإعتداءات على الإبداعات في كافة المجالات، الذي أدى إلى تراجع صناعة المعلومات، في الوقت الذي تم فيه التوقيع على عدد من الإتفاقيات الدولية في هذا المجال ، لكننا لا زلنا في بداية الطريق، بحسب تعبيره.
يشار إلى أن الأردن عضو في المنظمة العالمية للملكية الفكرية ، واتفاق باريس لحماية الملكية الصناعية منذ العام 1971، إضافة إلى توقيعه على عدد من الإتفاقيات كان آخرها مذكرة تفاهم بين مديرية حماية الملكية الصناعية وبين مكتب الاتحاد الأوروبي للعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية في العام 2018.
كما حددت المنظمة العالمية للملكية الفكرية يوم السادس والعشرين من نيسان من كل عام ، لنشر الوعي حول حقوق الملكية الفكرية، وأهميتها في إذكاء الإبداع والابتكار.