هيئة الإعلام الخارجي والهدف المنشود؟
منذ أيام أعلن مجلس الشورى في المملكة بأنه سيصوت على توصيات لدراسة إنشاء هيئة للإعلام الخارجي وتمكين السعوديين في المنظمات الدولية. هذا الحلم الذي طال انتظاره قد يتحول إلى حقيقة قريباً في ظل العهد الميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- وذلك تماشياً مع رؤية 2030 هذه الرؤية العملاقة التي نجني ثمارها يوما بعد يوم، وقد نشاهد قريباً هيئة للإعلام الخارجي لديها القدرة على التصدي للكثير من الهجمات الإعلامية ضد المملكة، ووأدها في مهدها، ولديها الاستراتيجية الواضحة على إدارة الأزمات الإعلامية المفتعلة، وكذلك تملك العديد من الحلول ولديها الأدوات المناسبة، وتعمل على تأسيس وإيجاد قاعدة من البيانات لأهم قادة الرأي والإعلاميين المميزين في العالم من حولنا، والذين بالإمكان استثمارهم لنصرة قضايا المملكة خارجيا.
فهذه الهيئة وإن جاءت متأخرة خير من أن لا تأتي فكم نحن بحاجة إلى هذه الهيئة التي ستكون قادرة بحول الله على توحيد الصف الإعلامي للمملكة خارجيا، ورسم الخطط وتنفيذها على أرض الواقع عمليا، وخير من هدر الوقت والمال على برامج إعلامية خارجية لا تتابع إنجازاتها، أو أشخاص تتغير ميولهم سريعا، فضلا بأن من أهم أدوارها التنسيق بين الجهات والوزارات ذات الصلة والتي لها نشاط خارجي، ولكن وللأسف كل واحدة منها تعمل على حدى، حتى ولو كانت ضمن سياق وتوجه واحد، فظهورها بشكل منظم ومدروس أفضل بكثير من أن تكون عشوائية لا تكمل ما بدأه غيرها.
فمن الضروري أن يكون هناك إعلام خارجي يوحد الصفوف ويستثمر الطاقات السعودية الشابة ويختصر الوقت والزمان، ويقطع الطريق على الأفاعي الإعلامية الضالة. وذلك من خلال ربط مفكرينا وكتابنا ومثقفينا بدول المنطقة سواء الدول العربية أو الإسلامية منها أو العالم الغربي بكافة أطيافه، فلدينا الطاقات السعودية القادرة على خوض غمار المعارك الإعلامية، وخاصة الذين عادوا من دول الابتعاث ويحملون الشهادات العليا، ولديهم المعرفة بعادات وتقاليد تلك الشعوب، فقط يحتاجون منحهم مزيد من الثقة وإعطائهم الصلاحيات في بناء علاقات مع الكتاب والمفكرين في تلك الدول لإيصال وجهة النظر السعودية بشكل متواصل ومتجدد بدلاً من الاجتهاد الخاطئ أو البحث عن المناصرين وقت الأزمات.
نحن بحاجة إلى هيئة إعلام خارجي لديها القدرة على توقع الأزمات والقدرة على إدارة الأزمات الخارجية إعلاميا، وتوضح رسالة المملكة القائمة على نشر السلام والتآخي والتعايش السلمي بين الشعوب وتقبل الآخرين بالشكل المناسب للعالم، فنحن لدينا القوة الناعمة أكثر من غيرنا كما لدينا القبول الإلهي في قلوب الكثيرين، والذي تعمل على تشويهه دول ومنظمات مسيسة لها أهدافها الخبيثة، من خلال أدواتها الإعلامية الهدامة التي باتت تنكشف يوما بعد يوم.
فلننطلق وبسواعد أبنائنا وبكوادرنا إلى العالم الخارجي بفضائه المتسع حاملين كما قال سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله حين أعلن عن انطلاق أول طائرة حربية تجمع وتصنع في المملكة «بسم وعلى بركة الله حلق فوق أغلى أرض».