دور الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الرد على المسيحية الصهيونية
قال رئيس الاتحاد اللوثري العالمي السابق الدكتور منيب يونان، إن الكنيسة الإنجليزية اللوثرية جزء من الحركة الإنجيلية في الشرق الأوسط، التي تضم الكنيسة اللوثرية، والأسقفية، والمصلحة في الشرق الأوسط .
وأضاف يونان في حديثه لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء امس الاثنين، أن لهذه الكنائس موقف واحد وواضح من المسيحية المتصهينة لأسباب مختلفة، منها أنهم يقرأون الكتاب المقدس بطريقة مغايرة عن طريقة الكنائس الأخرى، فمثلا هم يعتبرون أن وجود دولة اسرائيل هي تتمة لنبوءات، أما نحن فنعتبر الكنائس الإنجيلية الأصلية ومعها الكنائس الأرثذوكسية والكاثولوكية وبقية الكنائس، نعتقد أن تتمة النبوءات هو في سيدنا المسيح، وليس في أي كيان سياسي.
وتابع، هم يحاولون أن يسيسون الدين ويدينون السياسة، وهذا ما لا نقبله، مشيرا الى وجود موقف مسيحي إنجليلي خاطيء في الولايات المتحدة، ولا يتماشى مع الكنائس الحرة الإنجيلية العربية، لأنهم يعتبرون بأنه اذا كانت القدس بيد الشعب اليهودي، فهذا يسرّع في مجيء المسيح الثاني، ونحن نختلف كل الاختلاف معهم، واذا هم يسرّعون فإنهم يفكرون في بناء الهيكل الثالث، ويفكرون أيضا في حرب يأجوج ومأجوج التي هي تخالف الكتاب المقدس، حتى الفكرة المسيحية الصهيونية تتعارض مع اللاهوت اليهودي الذي يقول بأن الهيكل الثالث سيأتي مع المسيح عندما يعود.
واعتبر يونان أنهم بهذه التصورات يسيسون الأمور، ويلعبون دورا سلبيا من ناحية السياسة الأمريكية، وسياسات أخرى في العالم، ولذلك نحن نعتبرهم من ناحية دينية ولاهوتية، خوارج عن الدين المسيحي والكنيسة المسيحية، بسبب موقفهم الديني الذي يتعارض مع الكتاب المقدس الذي يتكلم عن العدالة.
وقال يونان، يأتي دورنا هنا بالتشديد على موقفنا الواضح، لأننا نحن الإنجيليون الأصليون الحقيقيون، وعلينا أن نتكلم اليهم بلغتهم ونوضح لهم حقائق الأمور.
وتحدث مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في القدس، المطران ساني ابراهيم عازر، ومدير التمكين في الكنيسة اللوثرية يعقوب خوري، والمدير العام لمستشفى المطلع الدكتور وليد نمّور، عن نشأة الكنيسة اللوثرية في القدس، وأذرعها الهامة في الأراضي المقدسة من كنائس وأبرشيات ومدارس ومستشفى، ودور هذه الأوقاف المسيحية في تقديم الخدمات للنسيج الوطني الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه دون تمييز، لأن الأوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس لها دور مشترك متبادل في الحفاظ على أوقاف القدس، وتقديم الخدمات المتنوعة للمجتمع الفلسطيني من صحية وتعليمية وأعمال اجتماعية تطوعية، وترسيخ الوجود العربي الاسلامي المسيحي، خصوصا في البلدة القديمة، والحفاظ على الوصاية الهاشمية التي تعمل مع الجميع للحفاظ على عروبة القدس.
وفي المحور الثاني الذي تناول جوانب من أعمال منتدى قضايا الوقف الفقهية المعاصرة التاسع المنعقد حاليا في عمان، تحدث رئيس اللجنة العلمية للمنتدى وأستاذ الشريعة السابق في جامعة الكويت، الدكتور خالد المذكور، عن الدور الكبير للوقف في القدس وسائر فلسطين، مشيرا الى أن كثيرا من المحسنين منذ فتح بيت المقدس على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، أوقفوا كثيرا من مبانيهم وأراضيهم ومزارعهم على المسجد الأقصى الى هذا الوقت.
وأوضح أن قضايا الوقف باعتبارها سنة نبوية، كان لها دور في اثراء حياة الناس في جميع بلدانهم وفي جميع المجالات، لأن الوقف أبوابه كثيرة ومفتوحة على مصراعيها، وتؤدي أدوارا مختلفة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية والطبية والمعمارية.
وأشار الى أن الكويت أصبحت المنسقة للدول الاسلامية في مجال الوقف منذ زمن، ونبحث في القضايا الفقهية المعاصرة للوقف، لأن مؤسسات الوقف في العالم الاسلامي تواجه مع تقدم الزمن، قضايا معاصرة تحتاج الى اجتهاد العلماء، ولذلك كان شعارنا في المنتدى المنعقد في عمان، أن يناقش القضايا المستجدة بتفصيل شرعي، ويبحث في أي قضية من القضايا، لأن الناس يوقفون أمورا كثيرة ومتنوعة لم تكن معروفة في الأزمان السابقة.
وقال ان الكويت التي تمثل المنسقة للعالم الاسلامي في قضايا الوقف، تناقش تجميع الدول العربية والإسلامية في وقف مشترك للقدس، وكذلك نناقش ذلك على نطاق الأمانة العامة للوقف، وعلى نطاق الجمعيات الخيرية في الكويت، لأن قضية القدس والمقدسيين تأتي كقضية أولى في المساهمة لخدمتها، لأنها هي التي تجمع الأمة .
من جهته أعرب المقرر العام لمنتدى قضايا الوقف الفقهية المعاصر في الكويت الدكتور عيسى زكي، عن اعتقاده بإمكانية الخروج بمبادرة مشتركة مع وزارة الأوقاف الأردنية، لتقديم مساهمات عملية للقدس، من خلال تقديم الأساس الفكري التشريعي لذلك، وهي الفكرة التي ستبحث اليوم الثلاثاء، وكذلك الأوقاف المشتركة للمسلمين وغير المسلمين، مشيرا الى نموذج التعايش الموجود حاليا في فلسطين بين المسلمين والمسيحيين تحديدا.
وأضاف، أن هذه الأوقاف المشتركة ستكيّف -اذا كتب لها أن تنشأ- سيكون لها من الشروط الأساسية في الوقفية هنا، كيف يواجه المسلمون والمسيحيون هذا الظلم والقهر الذي يعيشونه، جرّاء الممارسات الاسرائيلية، ولا شك أنه سيكون هناك أساس تشريعي اسلامي لإنشاء مثل هذه الوقفيات.
ونوّه زكي، الى أن الوقف اذا أُسّس تأسيسا صحيحا، سيكتب له الديمومة لأن أصله ثابت على أساس تحبيس الأصل وتسييل المنفعة، وسيوفر تمويل لمشاريع مشتركة يمكن ان تكون لأمر مهم، وهو تثبيت المواطن الفلسطيني على أرضه.
--(بترا)