وطني يمتليء بالقامات
وطني يمتليء بالقامات ، و القامات من وجهة نظر الحقيقة تختلف عن الواقع المنتشر الآن، فالحقيقة تقول بأن القامة هي الشخصية التي حققت و تحقق للذات والمجتمع قيمة فكرية و ثقافية واجتماعية متميزة ، تمتلك المباديء العقلانية و الإنسانية في السلوك و المعاملة و الفعل و ردات الفعل ، أما من وجهة نظر الواقع الذي نراه الآن فالقامة هي كل من يلقب نفسه بلقب كيفما كان ، فالوطن مليء بأصحاب الألقاب من شماله وجنوبه ، و لأن هذا الوطن يعشق الألقاب و المظاهر ارتأى رواد العمل العام الفاعلين و غير الفاعلين و غيرهم بإطلاق الألقاب على أنفسهم ، لتزين و تجمل أسماءهم وذلك حفظا للمقام العالي و لكسب الإحترام أكثر ، لربما لأننا في مجتمع يميز بين هذا و ذاك باللقب ، و لكن ماذا يعني اللقب ؟ اللقب اسم يطلق على الشخص للتشريف أو التعريف ، و لكن هل كل من أراد اللقب يستحقه ؟ بالتأكيد لا !
كثيرون من يطلقون على أنفسهم ألقابا لم يحققوها في شهاداتهم الجامعية ، و منهم من ارتدى اللقب و ليس على مقاسه فغالبا يكون كبير جدا يبقي فراغ كبير بين الرداء والجسم ، و منهم من يضعون التيجان على رؤسهم تحت مسمى اللقب و هم لا يصلون إلى درجة حاجب عند السلطان ، و منهم من تسلقوا باسم اللقب على ظهور الكثيرين .
لا نريد ألقابا مزيفة ليست كأصحابها مبهمة المعالم و الحضور بلا مبدأ ولا فكر و لاثقافة و لا مسؤولية و لا إنسانية ، فقد صنعت لنا فئات متصنعة وصولية .
ففي قطاع الإعلام كثيرون من يروا في انفسهم اعلاميين و لم يرتقوا لأخلاق و صفات الصحفي و الإعلامي ، ومنهم لا يعرفون التحدث و الكتابة ، فليس كل من اطلق على نفسه اعلامي يستحق أو حقيقي أو صادق أو مقنع .
دعونا أن نكون حقيقيين ، بعيدا عن التزيف و التزلف حتى نستطيع التمييز بين الحق والباطل و الخير و الشر