الفايز غير متخوف على الهوية الوطنية الأردنية
عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، بالتعاون مع مؤسسة الأنشطة التربوية في أوروبا الشرقيه ومقرها في هولندا، مؤتمرا دوليا يوم الأربعاء 10 نيسان حمل عنوان "النظر معا نحو المستقبل في الأردن"، وذلك تحت رعاية دولة الأستاذ فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان.
وفي كلمة خلال الجلسة الإفتتاحيه، قال راعي الحفل الأستاذ فيصل الفايز: "منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، واجهتنا العديد من التحديات، لكن كنا نتجاوزها على الدوام، ونخرج منها أكثر قوّة وصلابة، ولم تزدنا التحديات إلا ثباتًا وشموخًا، فاستمرت مسيرة الأردن، بعزم قائدنا وشجاعته، ووعي المواطن، ومنعة أجهزتنا الأمنية والعسكرية"، مشيرًا إلى أن "الأردن اتخذ العديد من السياسات والتدابير لمواجهة تحدياته الراهنة، والتي جاءت انطلاقًا من ثوابتنا، ومصالحنا الوطنية، وبما يعزز أمننا واستقرارنا، وبما يمكننا من الاستمرار بدورنا المحوري، كولة تسعى إلى السلام، وإنهاء دوامة العنف في المنطقة".
وشدد الفايز على أنه "لاستمرار مسيرة الأردن الخيّرة والقدرة على مواجهة الضغوطات، والحفاظ على هويتنا الوطنية ، علينا أن نسعى إلى حالة وطنية جامعة، نتوحد فيها خلف قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني، لتقوية عزيمته، وشد أزره، في مواجهة الاخطار التي تحدق بوطننا".
وأضاف: "إنني أكثر ثقة بالمستقبل، وبانني غير متخوف على الهوية الوطنية الأردنية، وذلك لأن العرش الهاشمي هو عنوان التوازن في مجتمعنا، وهو الحامي لهويتنا الوطنية الجامعة"، مشددًا على أن جلالة الملك، ومنذ توليه سلطاته الدستورية، فقد اعلن وصرّح عشرات المرات، من أن الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد، وأنه لن يتنازل عن القدس وحماية المقدسات الإسلامية فيها، وأنه لا للتوطين مهما بلغت الضغوطات".
ومن جهته حيّا مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعتلام الأب د. رفعت بدر مئة عام من العيش معًا، والسير معًا، والعمل معا ومواجهة التحديات معا، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً. و"معًا" تعني بدون أي تمييز، تمامًا كما جاء في الدستور الأردني: "الجميع متساوون أمام القانون"؛ لا تمييز بين مواطن وآخر، لا على أساس ديني ولا عرقي ولا طائفي. والكلّ يسير معًا خلف قيادة هاشمية حكيمة، هي مثل السفينة الواثقة وإن سارت في بحر اقليمي وكوني غير مستقرّ، لكننا نؤمن بأن الله تعالى أمدنا بنعمة الامن والاستقرار، وأمدّنا برائد وقائد وربّان ماهر، هو: جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم.
وقال: "ننظر نحو المستقبل معًا، دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وننظر بثقة وتفاؤل، لأنّ هنالك ما يبشّر بأنّ القادم أفضل بإذن الله. وما يوصلنا الى أن نقول هذا هو وحدتنا الوطنية، وهي السياج البديع، والصخر المنيع الذي عليه تتكسّر كل محاولات خلق الزعزعة أو الخوف أو الفتن أو الفساد، أو الزؤان، بلغة الإنجيل، الذي يشاء بعض الناس أن يزرعوه ليخنق الزرع الطيب وحبات القمح النقيّة. وانّ المعيّة هذه تعني ان نكمل المسيرة في أن نكون معا في الاردن اسرة واحدة متكاملة ، تحافظ على النسيج الوطني. ومن جهة أخرى هي الوقوف معا ضد كل المؤامرات التي تهدف الى زعزعة الامن والثقة والتفاؤل، وكلنا هنا خلف قيادتنا الهاشمية ، للحفاظ على الحقوق العربية ، واهمها فلسطين ، وحقها في الاستقلال ، وجوهرتها القدس الشريف بمقدّساتها الاسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية عليها، ومستقبلها الذي تتوافق دبلوماسية الاردن عليه مع الشرعية الدولية ومع دعوة الكرسي الرسولي – الفاتيكان، في ان تكون مدينة التآخي لاديان ثلاثة ولشعبين.
وألقى السيد اجيديوس نافيكاس كلمة باسم سفارة الاتحاد الأوروبي في الاردن قال فيها:" إن الاتحاد الأوروبي مقتنع أنه للتقاليد الدينية دور في بناء عالم يتسم بالانسانية فالدين يلعب دوراً حيوياً في كل مجتمع في العالم ويساهم في الشؤون الرئيسية لشؤون العالم المعاصر.
وتطرق للوضع في الأردن مشيراً إلى أن الأردن يشكل نموذجاً إيجابياً لحوار الأديان والعيش المشترك. كما أنه يشكل مثالاً يحتذى بوجود مجتمع متعدد الحضارات والديانات. وشدد على دعم الاتحاد الأوروبي الذي يقوم به الأردن في مجال حوار الأديان مضيفاً أن الطريق لبناء الجسور يتم من خلال فهمنا بعضنا لبعض مما يؤدي إلى تعزيز العيش المشترك.
وفي كلمة عن السفارة الهولندية ألقتها نائب عن السفيرة الهولندية السيدة فيريله فاستفيك قالت أن العلاقات بين الأردن وهولندا تميزت بالطيبة لمدة طويلة وأن الحكومة اختارت الأردن ضمن ثلاث دول في اطار منحها الأولوية، وأن استقرار الأردن هو من أولويات هولندا، مؤكدة أن لهولندا مشاريع عديدة في الأردن من النواحي الثقافية والاجتماعية وبالاخص تمكين المرأة وحقوق الاطفال.
وفي كلمة القاها الدكتور فيبرن يونجسما بالنيابة عن مؤسسة الأنشطة التربويه في أوروبا الشرقيه قدم عرضا موجزا عن مؤسسة الأنشطة التربويه في أوروبا الشرقيه مؤكدا أنها مؤسسه سياسيه صغيره، لكنها قديمه إذ تأسست في عام 1918 أي منذ ما يزيد عن مئة سنه.
وأضاف أن مشاريع المؤسسه تتدرج من القضايا الزراعيه إلى مفهوم الديمقراطيه، ومن التعليم إلى بناء الدوله، ومن حماية حقوق الأقليات إلى غير ذلك. وأشار إلى أن الموضوعات الأساسيه لمؤسسة الأنشطة التربوية في أوروبا فهي الاهتمام بالعداله، والتعليم، والصحه، ومساعدة الضعفاء والذين سدت الطرق في وجوههم. ودعا إلىمجتمع سليم يتميز باخلاق ينتج عنها الاحترام المتبادل، إضافة إلى التأكيد على الحاجة لأسر سليمه، وتعليم جيد، ورعاية صحيه لمنع الفقر والظلم الاجتماعي.
وعقدت خلال المؤتمر ثلاث جلسات ركز خلالها المتحدثون على المستقبل من وجهة نظر دينيه، واجتماعيه، وسياسيه. وتحدثت الجلسة الاولى عن "النظر نحو المستقبل... دينيا" وادارتها الدكتورة بتول المحيسن من جامعة اليرموك وتحدث بها كل من سيادة المطران وليم الشوملي النائب البطريركي في الأردن ومعالي الدكتور صبري ربيحات وزير الثقافة الأسبق والأب الدكتور بشارة دحابرة القاضي في المحكمة الكنسية الأرثوذكسية.
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان "النظر معاً نحو المستقبل من وجهة النظر السياسية"، وتم تسليط الضوء على الآمال الايجابية المعقودة على ارتياح الاقليم من الناحية السياسية وبخاصة بعد هدوء الجبهة في سوريا وكذلك هدوء الأوضاع وعودتها إلى الأوضاع العادية والطبيعية في العراق الشقيق، سيّما في منطقة الموصل التي هجر منها المسيحيون كما هجر العديد من الايزيدين والمسلمين، وترأس الجلسة السيد مارتن جانسن وهو صحفي هولندي مقيم في الأردن، وتحدث بها كل من سعادة العين السيدة هيفاء النجار والنائب في البرلمان الأوروبي السيد باتسيان بيلدر.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة فحملت عنوان "النظر نحو المستقبل... اجتماعيًا" وادارتها الدكتورة بيان الشبول مؤسسة مبادرة تكافل الاديان، وتم استضافة متحدثين لتسليط الضوء على المستقبل من الناحية الاجتماعية والثقافية والفكرية، حيث تحدث السيد وائل سيلمان، مدير كاريتاس الاردن والدكتور نبيل ايوب رئيس الجامعة الامريكية في مادبا .
واوصى المشاركون في نهاية المؤتمر بضرورة تعميق المعرفة المتبادلة بين المؤسسات الاعلامية والثقافية والاجتماعية بين الشرق والغرب ، وكذلك بضرورة تعزيز القيم الدينية والانسانية المشتركة بين المسيحيين والمسلمين ، لما فيه انعكاس على الألفة والمودة في كل انحاء العالم . وارسل المشاركون برقية تحية وتقدير الى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وحيوه على استلام جائزة تمبلتون كرائد للحوار الديني في العالم ، وكذلك جائزة مصباح السلام ، كصوت للعدالة والسلام في العالم ، وبالاخص في قيادة جلالته للدبلوماسية الاردنية الداعية الى حل القضية الفلسطينية ، والحفاظ على مدينة القدس ومؤسساتها واماكنها المقدسة الاسلامية والمسيحية، من خلال التمسك بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني وبالوصاية الهاشمية على المقدسات .