السودان يصعد الحراك

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

بعد اربعة اشهر من انطلاق الحراك الشعبي لحمل الرئيس البشير على الرحيل وتحقيق التغيير الجذري لتكريس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وتعزيز الحريات العامة عملت الجماهير الشعبية في القطر الشقيق على تصعيد الحراك بحيث شهدت العاصمة حراكا هو الأقوى من نوعه بحيث وصلت المظاهرات القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري فيما بدأت الجماهير اعتصاما امام القصر الجمهوري سيستمر حتى يتنحى الرئيس ويجبر على الاستقالة.

ويأتي هذا التصعيد بعد ايام من تحقيق الحراك الجزائري احد اهم اهدافه باستقالة الرئيس عبد العزيز بو تفليقه وتوديعه للشعب من خلال عدة رسائل وتمنيه للشعب بتحقيق المزيد من الانجازات وتمنيه للشباب والنساء من الوصول لاعلى المناصب السياسية … ويبدو ان الشعب السوداني ادرك ان تحقيق الطموحات والاهداف بحاجة الى تصعيد الحراك من جهته واقناع الجيش والقوى الأمنية بالانحياز للجماهير الشعبية من جهة اخرى ..

وساعد على تصعيد الحراك الشعبي في السودان سماح الجيش بوصول الجماهير الى مقر القيادة العامة والقصر الجمهوري الأمر الذي يشجع الحراك على الاعتصام امام القصر الجمهوري وهو المكان الذي لم يسمح بالوصول اليه طوال فترة الحراك منذ اربعة اشهر.

ويرجح المراقبون بالمزيد من التسهيلات امام الحراك الشعبي وامكانية انحياز الجيش والاجهزة الأمنية للحراك الشعبي يوما بعد يوم.

من الواضح ان الحراك السوداني مصمم على موقفه بتنحية الرئيس وتغيير النظام وتحقيق الاصلاحات المنشودة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم ان النظام لم يبد حتى الوقت اي رعبة في تحقيق مطالب الجماهير الشعبية ومصر حتى الآن على التمسك بالسلطة اطول فترة ممكنة.

الا ان الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والقوى المؤثرة في المجتمع والقطاع النسائي في السودان يدعم الحراك الشعبي لتحقيق اهدافه وطموحاته ويعمل بقوة الى دفع هذا الحراك الى الامام من خلال المبادرات العديدة التي تقدمها هذه النقابات التي تشارك بفاعلية في الحراك من خلال المسيرات والتظاهرات التي ينظمها والتي تنطلق من المنابر الدينية والثقافية كالمساجد والأندية …

ولعل آخر مبادرة تلك التي قدمها زعيم حزب الامة الصادق المهدي حيث دعا الرئيس السوداني الى الاستقالة برغبته وتشكيل لجنة من ٢٥ شخصية للاشراف على المرحلة الانتقالية في السودان والتي تعول الاحزاب السياسية على هذه المبادرة في ان يستجيب لها الرئيس ونظامه وتضع بذلك حدا لما يشهده السودان من احداث طوال اربعة اشهر الأمر الذي يعيد للبلاد امنها واستقرارها ويمكن السودان من تحقيق المزيد من الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويرفع من مستوى معيشة المواطنين.

يبدو واضحا ان الحراك الشعبي في السودان اصبح قاب قوسين او ادنى من بلوغ اهدافه وغاياته في تحقيق الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يصبو اليها لا سيما وان الحراك الشعبي الجزائري حقق العديد من هذه الانجازات في فترة قياسية … !!!