خبراء: مقبلون على وضع سياسي أكثر يمينية في اسرائيل
قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، الدكتور أسعد غانم، أنه وفق قراءته لخارطة التوازنات بين الأحزاب والكتل الاسرائيلية المتنافسة في انتخابات، الثلاثاء، يرى أننا مقبلون على وضع سياسي أكثر يمينية في اسرائيل، بعد حدوث حالة استقرار في الانتخابات السابقة لأكثر من عشر سنوات، كان يحصل فيها ائتلاف اليمين على أغلبية المقاعد، مما أدى لتكريس حالة هيمنة الكتلة اليمينية على السياسة الاسرائيلية .
ولفت غانم في حديثه لبرنامج "عين على القدس" الذي يبث كل يوم اثنين، الى أن الخطر الجديد في الانتخابات الاسرائيلية، هو أن الأحزاب الاسرائيلية المتطرفة التي كانت مستبعدة في السابق من المشاركة في الإئتلاف الحكومي، والتي تنادي علنا بإقامة الهيكل وطرد الفلسطينيين من أرضهم، أصبحت تحظى بدعم نتنياهو شخصيا، وستشكل جزءا مهما من إئتلافه الحكومي في حالة تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، مما يضع الفلسطينيين والأردن والعرب في مواجهة تصعيد خطير في القدس والضفة الغربية، وفي القضايا المتعلقة بفلسطينيي الداخل عام 1948، وكذلك في مجمل القضايا المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي .
وأشار غانم الى عدم وجود فرق كبير بين حزب أزرق - أبيض وحزب الليكود، لأن أفكار اليمين المتطرف باتت تهيمن على مجمل السياسة الاسرائيلية، ولإن اسرائيل التي وقعت مع الفلسطينيين اتفاق سلام عام 1993، تغيرت جذريا وظهر فيها جيل جديد وواقع جديد، كما أن اليسار الاسرائيلي رغم تجنيده للجنرالات، فإنه لم يبرز حتى الآن قيادة تاريخية منذ مقتل رابين، مما يجعلنا أمام تجميع من القيادات يعرف الشارع الاسرائيلي أنه سوف تنشب خلافات أمام هذه المجموعة من الجنرالات.
وحول الانعكاسات لنتيجة الانتخابات على الأردن، قال غانم، ان هذا الفوز بالإئتلاف مع اليسار والأحزاب العربية، يمكن أن يسهّل بعض التفاهمات التي يمكن أن تجري مع الجوار العربي، والقضايا الأساسية التي لها علاقة بالصراع بشكل عام، وخصوصا ما يسمى بصفقة القرن التي يرفضها الأردن، لأن تقتضي تحميله وتحميل بعض الدول العربية الأخرى، تبعات عدم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وهذا سيشكل خطورة كبيرة جدا على الأردن.
وتابع، في القدس تحديدا اذا ما صعد اليمين بأسماء رموزه المطرفة، سيكون هناك مجابهة مباشرة يومية في القدس بين المستوطنين المدعومين بالسياسات الرسمية والمقدسيين، وسيصبح الدور الأردني الذي كان تأثيره كبيرا في نزع فتيل المجابهة داخل القدس في مناسبات كثيرة، أكثر صعوبة وتعقيدا، مما يجعل المواجهة اليومية تنهك الفلسطينيين، لذلك فهم بحاجة لدعم عربي اسلامي يعزز الدعم الاردني.
بدوره قال المحلل السياسي المقدسي أبو خال فراج، ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لن يتوقف، لكن الصراع الاسرائيلي الاسرائيلي في الداخل، سيحمل التطرف اليميني الى سدة الحكم، الذي سيواصل توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي، والتسلط على مدينة القدس استكمالا لمخطط تهويدها، واستمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى من أجل السيطرة عليه وتغيير الأمر الواقع فيه.
وأشار الى النوايا الواضحة المعلنة للحكومة اليمينية عقب الانتخابات في حال فوزها بالأغلبية، مما يبعث على القلق الشديد لدى سكان القدس، الذين يتوقعون أن تزداد أوضاع القدس والأقصى سوءا.
وحول وضع الكنيسة الأرثذوكسية في دائرة الأطماع الاسرائيلية في محاولة الاستيلاء على أملاكها ومقدراتها، أشار راعي كنيسة الروم الأرثذوكس في الصويفية وأمين عام مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، الأب الدكتور ابراهيم دبور، الى أن الحكومة الاسرائيلية الصهيونية تريد أن تبتلع كل شبر وكل قطعة في القدس وفي فلسطين بأكملها، وهم يحاولون بشتى الوسائل كي يجذبوا الرأي العام العالمي والرأي المسيحي بشكل خاص لتحقيق أهدافهم عبر جذب الأموال والتعاطف معهم، كي يستطيعوا تملك ما تمتلكه الكنيسة الارقذوكسية التي تملك أكثر من 18 بالمئة من أراضي القدس، وهذا الأمر يزعج اسرائيل التي تحاول أن تستولي على كل شيء.
وقال إن اسرائيل تحاول بشتى الوسائل والسبل الضغط على بطريريكية الروم الأرثذوكس، وتحاول أن تشق هذه الكنيسة الى أفراد وجماعات متناحرة متحاربة حتى تستطيع أن تستولي على أجزاء من عقاراتها، بدون أن تجد من يدافع عنها، كما أن اليهود يعتبرون الكنيسية الأرثذوكسية التي نشأت في القدس من ألد أعداء اليهودية، لأنهم يعتبرون أنها تشكل خطرا هائلا على الوجود اليهودي من الناحية الدينية.
وقال الناطق الرسمي باسم كنيسة الروم الأرثذوكس الأب عيسى مصلح، ان بطريركية الروم الأرثذوكس هي الضمان للوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، مشيرا الى أن لها 25 ديرا، ولذلك من الصعب تغيير معالم البلدة القديمة لوجود هذه الأديرة حول البطريريكية الأرثذوكسية، بالإضافة الى البطريريكيات الأخرى والكنائس داخل مدينة القدس.
وأكد، سنبقى متجذرون في هذا التراب المقدس وعلى هذه الارض مهما أحاطتنا الظروف الصعبة، وسنبقى حتى تحقيق الآمال والأهداف التي نصبو إليها، ونحن نفتخر بوصاية جلالة الملك على الأماكن الاسلامية والمسيحية، التي لا تميز بين كنيسة وجامع، وجلالة الملك هو الضمانة لنا في الحفاظ على الأماكن المقدسة الاسلامية.
وأوضح رئيس التجمع الوطني المسيحي في المدينة المقدسة، ديمتري دلياني، كيف أن بطريريكية الروم الأرثذوكس ساهمت بشكل كبير في زيادة تعزيز صمود المقدسيين، وخاصة في البلدة القديمة، حيث تمتلك المئات من الشقق التي تؤجرها بإيجارات رمزية، وتساهم في الحياة الاقتصادية من خلال امتلاكها لمئات الدكاكين في البلدة القديمة، وفي محيط الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، وبذلك تساهم في الحركة الاقتصادية بشكل عام وفي الحركة السياحية ايضا.
وأشار دلياني الى أن امتلاك بطريريكية الروم الأرثذوكس لهذه العقارات، يشكل تحديا كبيرا أمام الاحتلال والجمعيات الاستيطانية التي تحاول السيطرة على هذه العقارات.
--(بترا)
ي