الجنايات الكبرى تحكم بعدم مسؤولية شخص قتل والدته قبل اشهر
- في سابقة قضائية ومحاكمة هي الاسرع في تاريخ محكمة الجنايات الاردنية ، اصدرت محكمة الجنايات الكبرى الثلاثاء حكما يقضي بعدم مسؤولية المتهم بقتل والدته في الكرك قبل سبعة اشهر نتيجة وقوعه تحت تأثير مرض عقلي سبب له نوبات تخيل خارجة عن ارادته وادراكه ، وجاء نص القرار متضمنا اسقاط التهمة واعلان عدم مسؤولية المتهم عن جناية القتل المسندة اليه خلافا لاحكام المادة 328/3وعملا باحكام المادة 92من قانون العقوبات والمتظمنة ايضا حجز المتهم في مركز علاج الامراض العقلية الى ان يثبت تقرير لجنة طبية شفاءه وانه لم يعد يشكل خطرا .
واوضح تقرير طبي مختص صدر بعد فترة ثمانية اشهر من التثبت والتحقق من قبل اكبر اطباء الامراض العقلية وعلى راسهم الدكتور عدنان التكريتي من مستشفى الاردن ان المتهم يعاني من ذهان عقلي شديد ونوبات تخيل اضافة الى تقرير اطباء مستشفى الامراض العقلية التابع لوزارة الصحة الاردنية الذي اشار الى معاناة المتهم من مرض عقلي يعرف بالانفصال العقلي الذي ينجم عن تلف في اعصاب الدماغ يؤدي الى تخيلات وهلاوس سمعيه وبصرية وهو ما استند اليه حكم محكمة الجنايات الكبرى من ان المتهم البالغ ثلاثين عاما واقع تحت تأثير مرض عقلي وفي مراحل متقدمه رغم تلقيه العلاجات اللازمة قبل الحادثة وهو ما اثبتته السجلات المرضية للمتهم والتي تظهر تعرضه لنوبات تخيل شديده اكدت ما ادعاه المتهم من انه " رأى غربانا سيطرت على والدته وقامت بنقرها بوحشيه ما اضطرها الى التدخل لحمايتها وابعاد الغربان عنها " بحسب افادته في محاضر التحقيق .
محامي المتهم الدكتور غازي الذنيبات اكد ان قناعته منذ البداية ان الجريمة خارج الواقع والادراك الواقعي هي ما دفعته للكتابة على صفحته الشخصية على الفيسبوك واضاف ان قناعته ان الجريمة غير مرتبطه بتعاطي المخدرات او المشروبات الروحية واضاف ان الادعاء العام الذي تعتبر مهمته الرئيسية في اثبات الجرم من خلال قواعد تحقيقيه لم يتوصل الى سبب مادي منطقي للجريمة ولم يجد مبررا مقنعا للقتل واوضح الذنيبات ان الاعلام ووسائل التواصل نصبت نفسها قاضيا واصدرت حكمها دون تثبت ودون الاستناد الى مصادر موثقة تثبت ان الجريمة كما ادعت ناجمة عن تعاطي المخدرات او اية مؤثرات عقلية اخرى وهو ما الحق ضررا ماديا ومعنويا بالعائلة المعروفة في المنطقة بالادب والتعليم وحسن الخلق ، علما بان التقارير الطبية والامنية الاولية والرئيسية اثبتت خلو دم المتهم من اية اثار للمخدرات او المشروبات الكحولية ، واعتبر الذنيبات ما قامت به وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ظلما كبيرا وقع على العائلة وتشهيرا بسمعتها نتيجة نشر وتداول معلومات غير صحيحة .
ووصف الذنيبات ما جرى انه ظلم مزدوج تمثل بادانة شخص مسبقا ودون اية اثباتات ولفت الى ان الانسان الواقع تحت تاثير مرض عقلي هو انسان غير مدرك لافعاله ويحتاج من المجتمع التحلي بالاخلاق والقيم لدى تناقل اية معلومات قد تلحق ضررا باهله وذويه وان على الاعلام ان يراعي المحاذير الاخلاقية والانسانية اثناء نقل الاخبار .
شقيق المتهم علي العبيسات قال ان المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ونحن تقبلنا مرض شقيقنا بصبر ورضى وبادرنا لعلاجه بكافة الوسائل ، واضاف ان مصيبتنا في فقدان والدتنا وشقيقنا اضاف اليها المجتمع ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي حطمت معنوياتنا واساءت الى عائلة باكملها عبر ترويج ان شقيقنا يتعاطى المخدرات وهو ظلم كبير ادى الى مفاقمة معاناتنا ، واعتبر العبيسات وقفة الاهل والاصدقاء والعائلة كاملة مع شقيقنا طيلة فترة المحاكمة تعبر عن موقف نبيل ساهم في تجاوزنا للمصيبة ومتابعة ورعاية شقيقنا ودعمه نفسيا وماديا للوصول الى هذه المرحلة .
واشاد العبيسات بالتعامل الحضاري الراقي لهيئات التقاضي في كافة مراحل المحاكمة التي ضربت مثلا في مراعاة حقوق الانسان وكرامته ، والتعامل مع المتهم وفق ادبيات تراعي حالته الى ان اثبتت التقارير الطبية معاناته من مرض سيطر عليه ، ووجه شكره للقاضي الدكتور ابراهيم ابو شما الذي قدم انموذجا رفيعا في الحس الانساني الذي يثبت حرص قضائنا الاردني على العدالة والنزاهة والانصاف ، وتعامله مع المتهم كمريض .
وشدد العبيسات على ان العائلة تحتفظ بحقها القانوني في مقاضات كل من نشر او اعاد نشر معلومات كاذة عن هذه القضية سواء من الافراد او من مؤسسات اعلامية لم تراعي الحقيقة في نقل المعلومات .
ووصف العبيسات الاشاعة بانها هي الجريمة الحقيقية لان ما يحدث في المجتمع من مشكلات وقضايا هي بين قدر الله او التجاوز على القانون بقصد ونية ولكن اشاعة الكذب وترويجه ونقله يشكل جرما اشد وطأة .