«الأسلحة المطلوبة» لمواجهة «تسونامي الشائعات»!

نحن، والمنطقة، في حالة مواجهة وحرب مختلفة عن الحروب التقليدية الاعتيادية.. ويزداد سعارها مع استحقاقات توشك تفاصيلها بأن تظهر للعلن.. وربما نشهد كثيرا من التفاصيل الصادمة عقب ظهور نتائج الانتخابات الاسرائيلية!

 - الاحد الماضي، وخلال لقاء جلالة الملك شخصيات سياسية واعلامية، أكد جلالته «أن الشعب الاردني الواحد والواعي لا يلتفت الى الاجندات الهادفة الى التشكيك بالوطن ومؤسساته وزرع الخوف في مستقبله وأمنه، داعيا جلالته الى ضرورة أن نقف مع بعض، ونقطع الطريق على أصحاب الاجندات». 

- جريدة الدستور وفي دراسة نشرتها يوم أمس أظهرت أن دوافع المشككين عبر «السوشيال ميديا «تتوزع على النحو التالي: 85 % بهدف التحريض، 74 % توتير، 67 % انتقام، و84 % حبًا في الظهور!

- بالأمس قال وزير شؤون الاعلام البحريني على الرميحي: «إن هناك فوضى اعلامية تجتاح المنطقة للتأثير على الرأي العام، مشيرا الى وجود مؤسسات وجهات تسعى للتأثير على الرأي العام والتلاعب فيه خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي عبر اثارة الفتن ونشر الاكاذيب وشق الوحدة في المجتمعات، والمساس بأمن واستقرار الدول«. 

- سلاح « السوشيال ميديا «سلاح فتاك تستخدمه جهات مغرضة هدفها النيل من الأمة وقضاياها، وزرع بذور الفتنة، وخلخلة المنظومة الاخلاقية والمجتمعية، والتشكيك بكل المنجزات السياسية والاقتصادية وغيرها من الاهداف المغرضة القائمة على استخدام سلاح الاشاعات والتضليل الاعلامي عبر «السوشيال ميديا» الذي أصبح يشكل بيئة خصبة و «تسونامي» للاخبار غير الحقيقية والشائعات - على حد وصف وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات خلال رعايتها اطلاق مشروع تمكين الشباب الاثنين الماضي. 

- المشكلة عالمية أيضا.. فالحكومة البريطانية اقترحت أمس الأول تطبيق قوانين جديدة لسلامة الانترنت من شأنها فرض عقوبات على شركات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا اذا تقاعست عن حماية مستخدميها من المحتوى الضار. 

علينا أن نعترف بأننا في زمان اختلفت فيه أشكال الحروب وأسلحتها وأدواتها.. بل ومقاتلوها.. وبات السلاح التكنولوجي الاعلامي واحدا من أخطرها وأسرعها فتكا في المجتمعات والدول.. ولا يمكن مجابهة هذه الاسلحة الا باتقان الرد عليها بالمثل، من خلال عقلية متطورة تتطلب الانتقال من مرحلة ردود الافعال وصد الهجمات - الذي بات يرهق وسائل الدفاعات التي لا تستطيع مواكبة الشائعات كمّا وكيفا الى مرحلة «الهجوم - كخير وسيلة للدفاع» من خلال خطاب اعلامي احترافي مبادر بكشف وتبيان الحقائق قبل طلبها، وبما لا يترك مجالا لاختلاق شائعة - قدر الامكان.

نحن بحاجة لوسائل اعلام متطورة واحترافية تتقن المواءمة بين (دقة) الخبر (وسرعة) بث المعلومة، كما أن مواجهة هذه الحروب تتطلب أيضا جهدا رسميا وأهليا، وتدريبا، واستراتيجية لمواجهة خطر يتنامى، وقد آن الاوان للارتقاء بوسائل المواجهة دفاعا وهجوما.