تعديل لتغيير النهج أم لتبديل أسماء

 

حسين الجغبير

تزداد وتيرة الحديث عن اقتراب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز من إجراء تعديل وزاري على حكومته، تعديل موسع بحسب ما يتم تداوله في أروقة صالونات السياسة، بهدف اخماد نار المواطنين الغاضبين على سياسة حكومته الاقتصادية التي لم تتمكن من تحقيق تقدم يذكر في ملف الاصلاح بهذا الاتجاه.

وكأي تعديل اخر اجراه الرزاز فإن حجم التوقعات بجدواه هي في أدنى مستوى لها، ما يعني أن رئيس الوزراء مطالب بثورة جارحة في اختيار الأسماء المرشحة لمغادرة فريقه الوزاري أو تلك التي من المتوقع أن تجلس على "كراسي المعالي" كوزراء يفترض أن يكونوا من طينة ونوعية وجودة مختلفة.

لا أحد يجلس الآن في عقل الرئيس ليعلم كيف يقرأ المشهد، وما هي القرارات المرتقبة، فهل يفكر بالشارع وردة فعله قياسا لأهمية التغير وجدواه وليس قياسا لحجمه، أم أنه سيتجاهل الرأي العام الأردني كالعادة من كل الحكومات، ويذهب باتجاه تغيير شكلي هدفه التخلص من أسماء معينة في حكومته ارتكبت العديد من الأخطاء، خصوصا بعض الوزيرات، ممن فشلن في إدارة الملفات المناطة بهن، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال حجم المنجز المتحقق، أو التصريحات المتوالية التي تصدر عنهن وتعكس سطحية ثقافتهن ومعرفتهن السياسية.

لا اعتقد أن الرزاز لا يدرك خطورة نتائج فشله في اجراء تعديل موسع جاد وعميق، من شأنه أن يدفع بعجلة حكومته الى الامام وليس إلى الخلف، خصوصا وأن الشهر المقبل سيزورنا رمضان بما حمله من ذكريات تعيد للاذهان ما تعرض له رئيس الحكومة السابق هاني الملقي.

لا يختلف اثنان على التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها الأردن سواء تلك المتعلقة بالجانب الاقتصادي المتردي الذي يئن تحت وطأته المواطن، أو تلك المتعلقة بصفقة القرن التي بدأت اميركا فعليا بتطبيقها على أرض الواقع، أولا بنقلها السفارة الأميركية إلى القدس، ومن ثم السكوت عن تزايد حجم الاستيطان، بالتزامن مع حصار الأونروا، وأخيرا الاعتراف بالجولان تحت السيادة الصهيونية.

ولأننا ندرك خطورة الموقف وضرورة أن يكون هناك لحمة أردنية مترابطة في وجه كل هذه المشاريع، فإننا بحاجة إلى حكومة بحجم هذه التحديات، حكومة قادرة على  التعامل بنجاعة مع مختلف الملفات والقضايا، حكومة بفريق متجانس واحد، لا تنهشه الخلافات الشخصية، والاختلاف في وجهات النظر.

حال كل أردني اليوم أنه إذا كان اجراء تعديل وزاري أمرا حتميا، فلا بد وأن يكون ملبيا لرغبات الشارع، بعد أن تشرع الحكومة لشرح الأسباب الموجبة لإجراء التغيير، والأسباب الموجبة أيضا لاختيار الوزراء الجدد.

الكرة الآن في ملعب الدكتور الرزاز، وعليه، ان صحت الأنباء الخاصة بالتعديل، أن يكون على قدر المسؤولية في اختيار فريقه، لا أن يزيد من حجم الاحباط الذي يعاني منه المواطنون في مختلف المحافظات.//