عاين الباحث الفرنسي من اصل سوري الدكتور إياس حسن حكايات البطل الشعبي في قصص الحكواتي،مستحضرا حكاية الظاهر بيبرس، مساء امس الخميس في المعهد الفرنسي لبحوث الشرق الادنى بعمان.
وقدم المحاضر في جامعة ليون الثانية بفرنسا في المحاضرة التي حملت عنوان "بورتريه البطل الشعبي .. حين يرسم الحكواتي ما يحلم أن يكون" لمحة موجزة عن سيرة الظاهر بيبرس رابع سلاطين المماليك.
واستعرض في المحاضرة بدايات السيرة لبيبرس والروايات المصرية والحلبية (المحفوظة في قصر العظم بدمشق) إضافة لروايات مناطق بلاد الشام الاخرى.
وأشار إلى أن اقدم مخطوط معروف على وجود سيرة الملك الظاهر بيبرس يعود الى عام 1503 ، لافتا الى ان السيرة ليست سرد حياة السلطان بيبرس وانما هي سرد للحياة المتخيلة. وأوضح ان الاختلاف بين روايات سير بيبرس يعود إلى تقاليد كل منطقة وما تتطلبه لإضافة بعض التفاصيل التي تتساوق معها.
وتحدث عن الرواية الدمشقية لسيرة الظاهر بيبرس والتي بدأ الاهتمام بها بعد اكتشاف النسخة الحلبية والتي كانت تحكى في المقاهي الشعبية بدمشق حتى بداية الألفية وتستند الى 3 مخطوطات الاول منها مخطوط الحكواتي أبو احمد المنشي وباعه للمعهد الفرنسي وتاريخ نسخه يشير لعام 1949 ومخطوط الحكواتي ابو حاتم وتاريخ نسخه يشير الى عام 1923 ومخطوط مقهى الحجاز بدمشق والذي يحتوي على 21700 ورقة وتاريخه غير معروف، مبينا أن تواريخ النسخ تدل على اخر تصحيح أو تعديل جرى على تلك السير.
وتحدث عن بيبرس في التاريخ، مستعرضا مولده وصعوده وكيفية وصوله إلى بلاط الملك الصالح، مقاربا بين سيرته وفقا للتاريخ المدون كعلم تاريخ وسيرته بحسب سير البطل الشعبي لدى الحكواتية.
ويشار إلى أن الدكتور حسن حاصل على درجة الدكتوراه في لغات وحضارات ومجتمعات المشرق من جامعة باريس الثالثة-السوربون الجديدة عام 2011 ومتخصص في تاريخ الأدب العربي القديم وتاريخ مصادر السردية الدينية فيه، وهو باحث مشارك في المعهد الفرنسي لبحوث الشرق الادنى ويعمل منذ 2013 بالاشتراك مع البروفيسور جورج بوهاس على تحقيق سيرة الملك الظاهر بيبرس حسب الرواية الشامية والتي صدر منها 16 جزءا في دمشق وبيروت.