فزعة وطن
زاوية حسين الجغبير
القول الفصل
لا يختلف اثنان على ان الوضع المعيشي لأغلب الأردنيين في منتهى الصعوبة والذي يأتي كنتيجة حتمية لتآكل المداخيل وللحالة الاقتصادية المتردية التي يعاني منها الوطن بكافة قطاعاته.
كل منا مسؤول مسؤولية تامة تجاه التحديات التي تواجه الأردن داخليا وخارجيا بالتزامن مع ضغوطات خارجية بدأت بازدياد في ظل ادارة امريكية متطرفة تميل كل الميل الى دولة الاحتلال وخصوصا فيما يعرف بـ «صفقة القرن» التي من المرجح ان تأتي على الأخضر واليابس، وهي صفقة تقاتل المملكة بقيادة جلالة الملك من أجل وأدها قبل ولادتها على أرض الواقع وبين الحالة المعيشية الصعبة التي نرزح تحتها وبين ادراكنا أن الوطن بحاجة الى وقفة واحدة لمواجهة كافة التحديات والضغوطات ما يزال المواطن الأردني يعاني الأمرين نتيجة سياسات حكومية تذهب بنا بعيدا عن الانجاز والاصلاح .
المواطن يدفع ضريبة كل ذلك أو لا يعرف أن يتجه في ظل الاعباء المتزايدة وهذا يشكل خطورة كبيرة على الوضع الاجتماعي بالمملكة لذا لا بد من مد يد العون له على كافة الصعد.
على الحكومة ان تحقق منجزا يسجل لها لكن ايضا هناك مسؤولية اجتماعية تندرج تحت مفهوم المواطن حيث ان اوان آن يكون هناك فزعة وطن تهدف الى تخفيف الأعباء على المواطنين.
فمثلا لماذا لا يلجأ اصحاب المدارس الخاصة الى تخفيف اقساطهم الدراسية كجزء من المسؤولية ومن شأن ذلك مساعدة الناس في الحد من تآكل رواتبهم فاصحاب المدارس لن يتعذروا اذا ما لجأوا الى هذا الخيار وفي ذلك ايضا مؤمن لهم خوفا من ان يصل ولي امر الطالب الى مرحلة لا يستطيع من خلالها الالتزام بما عليه من مستحقات مالية للمدرسة.
ولماذا لا تفعل المستشفيات الخاصة ذات الأمر فالمبالغ المهولة والمبالغ بها والتي يتقاضونها جراء العلاجات الطبية التي يقدمونها للمرضى مبالغ بها في اغلب الأحيان ومن الممكن بسهولة ان يقدم المستثمرون في القطاع الطبي على تخفيف فواتيرهم الطبية.
وكذلك لماذا لا يفعل اصحاب المنازل والمحلات التجارية التي وصلت قيمة ايجاراتها الى ارقام مرتفعة حتى غدا المستأجرين غير قادرين على الايفاء بالتزامهم نتيجة سوء الحركة التجارية ولا يخفى علينا ان مئات المحلات اغلقت ابوابها لسوء احوالها المالية والمئات ايضا مكتوب على ابوابها برسم البيع.
اعتقد اننا بحاجة الى فزعة حقيقية تنقذ البلد وسكانها وتنقذ قطاعات تجارية كبيرة كانت رافدا للايدي العاملة.
المسألة ليست في غاية الصعوبة فكل ما هو مطلوب فقط احساس بالمسؤولية تجاه ابناء الوطن فلنقم بواجبنا تجاههم.