ثورة الجزائر تطرح ثمارها … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
اكثر من ٤٠ يوما قضاها الشعب الجزائري في الشوارع والساحات والمواقع في مختلف مدنه الكبرى في شرق البلاد وغربها بالاضافة الى الجزائر العاصمة مطالبين برفض ترشيح الرئيس بوتفليقه لولاية خامسة بعد ان قضى في السلطة ٢٠ عاما متتالية وذلك في ضوء حالته الصحية حيث لم يكن قادرا على ممارسة مهامه الدستورية حتى انه عجز عن الكلام بعد ان قضى سنوات عديدة على كرسي متحرك…
الحراك الشعبي الجزائري جاء بعد ان لمس الجزائريون رغبة من بوتفليقه بالترشح لولاية خامسة بتأييد من الزمرة المقربة والتي اطلق عليها رئيس هيئة الاركان اسم «العصابة» خاصة وان المقربين من بوتفليقه اعلنوا رغبته في الترشح وقدموا اوراق ترشيحه لولاية خامسة ما حدا بالجماهير الجزائرية الى تصعيد موقفها الرافض لهذا الاجراء والاستمرار في الاحتجاجات حتى تحققت ارادة الشعب في رفض الدكتاتورية وترسيخ الديمقراطية.
اكثر من ٤٠ يوما قضاها الشعب الجزائري في الشوارع والميادين العامة والساحات الرئيسية في المدن الكبرى في الشرق والغرب ملتزما بهدف ساهم في منع الرئيس من الترشح لولاية خامسة رغم استمرار النظام الى الالتفاف على الرغبة الشعبية بطريقة او باخرى في محاولة لتنفيذ رغبة النظام في احتكار السلطة رغم عجز الرئيس عن الحراك والكلام وعدم القدرة على ممارسة مهامه الدستورية منذ عدة سنوات.
الشعب الجزائري اثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرته على الصبر والصمود وتحقيق ارادته مهما كانت القوى التي تواجهه وتتصدى له …
لقد كرست ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي التي قدم الجزائريين خلالها مليونا ونصف المليون شهيد ولكنه حقق في النهاية الثمار المطلوبة في الحرية والاستقلال مهما تعاظمت التضحيات، هذه الحقيقة في قدرة الشعب على التحمل والصمود ومواجهة الاخطار والتحديات فلم يكن هناك بد من رضوخ الرئيس وزمرته لارادة الشعب وقدرته التي لا تلين ولا تمل بان قدم بوتفليقه استقالته لرئيس المجلس الدستوري واصفا بذلك نهاية لمخاض عسير خاصة الحراك الجزائري على مدى اكثر من ٤٠ يوما متواصلة…
شوارع الجزائر لم تخل من عشرات الالاف من المواطنين المحتشدين في الشوارع احتجاجا على الولاية الخامسة في البداية واحتفالا باستقالة الرئيس حيث اعربت الجماهير عن فرحتها بانتصارها لما وصلت اليه البلاد من فساد واملا بمستقبل جديد مفعم بالامل والازدهار والديمقراطية …
ثورة الجزائر ضد فرنسا كانت معجزة حيث حققت استقلال الجزائر عن اعتى قوة استعمارية في العالم بعد ان قدم الجزائريين مليونا ونصف المليون من الشهداء … والحراك الشعبي الجزائري ضد الولاية الخامسة كان معجزة بحد ذاتها نحيث اسقط الشعب التوجه الديكتاتوري من خلال الولاية الخامسة وانهى نظام الحكم دون اراقة نقطة واحدة من دماء الجزائريين الأمر الذي شكل سابقة لدى الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث ولسان حاله يقول مع الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر … !!!