مؤتمر "قَمْ" التاريخي

 

د. عصام الغزاوي

بضعة أيام قبل الذكرى التاسعة والتسعين لمؤتمر "قـَـمْ" التاريخي الذي دعا إليه الزعيم الوطني الشيخ ناجي باشا العزام، رحلت عنا بصمت المرحومة إرحام ناجي باشا العزام (ام عماد)، آخر كريمات الزعيم الاردني صاحب المشروع الثوري الذي دعا وإستضاف في ديوانه في بلدة "قـَـمْ" في السادس من نيسان عام 1920 زعماء الشمال الأردني في اول مؤتمر وطني نصرة لفلسطين ولمواجهة الإستيطان الصهيوني، فكان وإياهم قناديل الوعي الشعبي والنضوج السياسي والوطني، والإرادة الأردنية الصلبة، تمخَّض المؤتمر عن قرارات رسمت دور العشائر الأردنية في نصرة ودعم ثورة الشعب الفلسطيني، فقرروا تشكيل لجنة لجمع الأموال وشراء السلاح، وإعلان الثورة ضد الإنجليز في شرقي الأردن، وتسمية الشيخ كايد المفلح العبيدات قائدا للمجاهدين وتكليفه الإعداد لقيادة هجوم مسلح على معسكرات الجيش البريطاني والمستوطنات اليهودية في الشمال الفلسطيني .. أخبري أباك ايتها الشيخة الراحلة ان فلسطين التي جاهد ورفاقه لأجلها ما زالت محتلة، ولم تعد القضية المركزية عند الكثيرين، وانها ما عادت تُشغلنا قضية واحدة، بل اصبحت قضايا العراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر تتصدر الإهتمام، وان الأمة العربية أصبحت مفككة وضعيفة لا حول لها ولا قوة، وان الصهاينة دنسوا الأقصى واستباحوا الاعراض وأمة الضاد إنشغلت بالمهاترات، اخبريه انه لم يعد احد يحلم ويخطط لأجل فلسطين كما كنت ورفاقك تحلمون وتخططون، قولي يا (ام عماد) لرفيقه المجاهد الشهيد الشيخ كايد المفلح العبيدات انه بعد فرسه الصقلاوية لم يعد لنا خيل تعانق الريح .. فقد ماتت جيادنا واستراح الريح .. رحمك ورحمهم الله واسكنكم فسيح جنانه .//