بعد أن اصبحت ظاهرة مقلقة .. هل نحتاج ل "صائد شائعات"؟
هوس الشهرة يضرب عقول الشباب
صحفيون: ضعف في اداء الناطقين الرسميين واداء هزيل لمنصات الحكومة
قانونيون: التشريعات الاردنية تجرم مطلقي الشائعات بالحبس والغرامة
الانباط – عمان – خليل النظامي
تتعرض الدولة الاردنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لزوابع من الشائعات وعواصف من الاخبار الكاذبة مست معلوماتها "الكاذبة" جميع المكونات في الدولة الاجتماعية والرسمية، في ظل حالة من الركود لمؤسسات الحكومة والجهات المعنية بمتابعة ومراقبة تلك الشائعات والرد عليها وتفنيدها بالادلة والبراهين، وغياب الحملات التوعوية الجادة في توعية المواطنين بكيفية التأكد من الاخبار وتفنيد الشائعات ومخاطرها.
وبحسب خبراء ومراقبون اوضحوا لـ"الانباط" ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تحمل في كواليسها ابعادا خطيرة من شأنها تهديد الامن الاجتماعي والوطني والاقتصادي وتشويه الواقع الحقيقي للمجتمع الاردني من خلال بث الشائعات بمختلف انواعها واشكالها والاخبار الكاذبة وتداول النقاشات في المواضيع المعروف عنها عند اهل العلم انها مواضيع جدلية تثير الفتنة وتعمل على تفكيك المجتمعات واضعافها ليسهل السيطرة عليها.
وكان الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قد حذر في مقال له حول منصات التواصل الاجتماعي "بانه لا يخفى على أي متابع للنقاشات الرائجة على الإنترنت، أن الإشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به أصحاب الأجندات متابعيهم لاستقطاب الرأي العام أوتصفية حسابات شخصية وسياسية".
خبراء قانونيون اكدوا لـ"الانباط" ان الشائعات في الاردن لها نصوص تشريعية تجرم مرتكبها بالغرامة والحبس، موضحين ان المادة 75/ أ من قانون الاتصالات تنص على ان "كل من أقدم، بأي وسيلة من وسائل الاتصالات، على توجيه رسائل تهديد أو إهانة أو رسائل منافية للآداب أو نقل خبرا مختلقا بقصد إثارة الفزع يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر و لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن (300) دينار ولا تزيدعلى (2000) دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين".
وحول قانون المطبوعات والنشر اوضحوا ان المادة 5 تنص على انه " على المطبوعة تحري الحقيقة والالتزام بالدقة والحيدة والموضوعية في عرض المادة الصحفية والامتناع عن نشر ما يتعارض مع مبادىء الحرية والمسؤولية الوطنية وحقوق الانسان وقيم الامة العربية والاسلامية."
وحول سؤال ادرجته "الانباط" عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اسباب انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام، اجمع غالبية النشطاء والرواد على ان ابرز الاسباب تمثلت في انتشار ما يعرف بصحافة المواطن وهوس الشهرة الذي ضرب عقول الشباب والغياب الواضح والسريع للناطقين الاعلاميين في مؤسسات الدولة، وفقدان المواطن الثقة بالمعلومة الرسمية.
الزميل الصحفي ماهر الشريدة قال، ان اسباب انتشار الشائعات يكمن في تحول دور الاعلام لنقل رسالة احادية حكومية، بالاضافة الى تغييب وتهميش للوسائل الرسمية والمعتمدة والاهتمام بشلل اعلامية، واختزال المؤسسات الاعلامية باشخاص.
وأضاف الشريدة ان صناعة المؤثرين والمؤثرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن على اساس علمي وثقافي واجتماعي ما افقد المواطنين الثقة وزاد من الهوة بين المجتمع ومؤسسات الدولة وبالتالي بات المواطن ضحية ما يشاع عبر التواصل الاجتماعي.
واتفق مهاب المجالي مع الشريدة على هوس الشهرة واضاف معلقا، ان ثقافة المجتمع اصبحت تعتمد على الاخبار المنقوله شفهيا وعلى مبدا كبار السن"قال وقلنا"، موضحا ان هناك ضعفا تاما وعدم احترافية للناطقين الرسميين بالدوائر الرسمية، بالاضافة الى ان هناك ضعفا بأتخاذ القرار لدى الجهات الرسميه نتيجة الخوف وضعف الاشخاص ومركزية القرار.
من جهتهم اجمع الزملاء الصحفيان شادي الزيناتي ومحمد الهنداوي على ان السبب الابرز في انتشار الشائعات ما يعرف بصحافة المواطن، موضحين ان هذا الامر اصبح يشكل خطوره على مهنة الصحافة من حيث تشوية المعايير المهنية والاخلاقية التي تعمل عليها المنظومة الاعلامية والصحفية.
الناشط عمر الحموري قال ان تأخرالخبر من مصدره، وفقدان الثقة بين المواطن والإعلام الرسمي، وانتشار ظاهرة حب الظهورعند الشباب من خلال الأخبار العاجلة، بالاضافة الى السبق الصحفي المبني على الاستنتاج لا على مصدر المعلومة، من ابرز اسباب انتشار الشائعات.
فيما ذهب الزميل الصحفي حسن الحسيني الى ان النمو الاقتصادي يبطل الاشاعات المنتشره, ولكن انكفاء اقتصادي وعدم استقرار اجتماعي، وفوضى سياسية في المحيط كل ذلك سبب للإشاعات والفبركات.
بينما اوضح الناشط عبدالله الشنابلة ان غياب البيان الرسمي في ظل كثرة المتأمرين على الوطن والخصوم وتجار المصالح واصحاب الرؤيه المشوهه ونقص الولاء والانتماء بسبب الظروف المعيشيه الصعبه التي يعيشها الناس وتخبط الدوله في قراراتها وفقدان المصداقيه بها وفقدان العداله بين الناس من اهم اسباب انتشار الشائعات.
وطالب الناشط أنس الرواشده بربط الصحفيين ووسائل الاعلام الالكتروني بمدونة سلوك وظيفي بحيث يحاسب على النشر غير الدقيق واي معلومه تمس الهيبة والمكانة لاجهزة الدولة دون اشخاصها.
الزميل الصحفي علي الشطرات قال ان صعوبة الوصول إلى المعلومة والحصول عليها، والاعتماد على "القيل والقال", والطمع في الوصول إلى مستويات عالية من «الإعجابات والأكثر قراءة»من ابرز اسباب انتشار الشائعات.
وبحسب اخر الاحصائيات المحلية فإن عدد مستخدمي الانترنت في الاردن بلغ حوالي 8 ملايين مستخدم، منهم حوالي 4.5 مليون مستخدم لموقع الفيسبوك، وحوالي نصف مليون مستخدم على منصة تويتر، ونحو مليوني مستخدم على تطبيق انستغرام وسناب شات.
يشار الى ان الحكومة اطلقت عددا من المنصات والمبادرات ابرزها منصة "حقك تعرف" ومبادرة "فتبينوا" التي اطلقتها مديرية الامن العام كأدوات فاعلة في محاربة الشائعات، وحلقة من حلقات التواصل بين المواطنين والحكومة، الا ان الشائعات ما زالت تتزايد يوما عن يوم دون احترام لسيادة وهيبة القانون وحرمة المجتمع فهل نحن بحاجة الى صائدي شائعات//..!!