ندوة "الإعلام والقدس" تثمن مواقف جلالة الملك تجاه القدس

-أوصى المشاركون في ندوة بعنوان "الإعلام والقدس" الى مواجهة سلطات الاحتلال والتصدي لمخططاتهم الرامية للنيل من القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفع برقية لجلالة الملك يثمنون من خلالها مواقف جلالته تجاه القدس ودعمه والوقوف خلفه. وطالبوا بتخصيص يوم مدرسي لتعريف الطلبة بالقدس، وإعادة تدريس مادة القضية الفلسطينية وتضمين المناهج دورساً حول القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتوجيه الدعوة لوسائل الإعلام بتخصيص بث متواصل ليوم واحد للحديث عن القدس والتركيز عليها.
جاء ذلك في ندوة "الإعلام والقدس" التي نظمتها لجنة فلسطين النيابية برعاية النائب الأول لرئيس مجلس النواب الدكتور نصار القيسي وبمشاركة رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب المحامي يحيى السعود، ووزيري الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر ابوالبصل والدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، ورئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب.
وقال النائب القيسي خلال الندوة التي حضرها نواب ورؤساء نقابات مهنية وعمالية وممثلون عن الأحزاب السياسية، وشخصيات إعلامية وكتاب وصحفيون ورؤساء لجان تحسين المخيمات، إنه وفي ظل ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس الشريف من تغول وانتهاكات مستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، فإن للإعلام دوراً أساسياً في مواجهة تلك الانتهاكات من خلال تكوين رأي عام يواجه كل سياسات سلطات الاحتلال ضد مقدساتنا وقدسنا.
وأضاف أن عقد هذه الندوة، هو لدعم الوصاية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والجهود التي تقوم بها وزارة الأوقاف ودائرة أوقاف القدس للتصدي لكل محاولات العبث التي تنفذها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة، مؤكداً أن ليس هناك ملف بالنسبة للأردن يتقدم على ملف القدس وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك في كافة المناسبات والمحافل العربية والدولية.
وأكد وقوف الشعب الأردني ومجلس النواب خلف جلالة الملك في دعم جهوده ورفض محاولات ثني الأردن عن دوره التاريخي في المحافظة على القدس ومقدساتها.
وقال إن توحيد المصطلحات الإعلامية في مواجهة المحتل تسهم في تعرية الاحتلال والتصدي لكل ما يسعون لتحقيقه، إضافة إلى ضرورة التشاركية بين الإعلام ومجلس النواب للانتصار للقدس التي ستبقى عربية تحت الوصاية الهاشمية.
بدوره، أكد النائب السعود دور الوصاية الهاشمية في المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي تمر فيه الأمة بحالة من الانقسامات والصراعات السياسية التي دفعت بالمحتل إلى السعي لتحقيق كل ما يرغب فيه من أهداف على حساب المدينة المقدسة وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الدبلوماسية الاردنية نابعة من التفاف الشارع الأردني خلف قيادة جلالة الملك في ملف القدس رافضاً أي محاولات للتشكيل أو المزاودة على موقف الأردن، مطالباً بكشف حقيقة سياسات العدو ومناهضتها عبر وسائل الإعلام المختلفة، خاصة أن إسرائيل تحتمي اليوم بالولايات المتحدة الأميركية التي لم تعد شريكا في السلام.
وقال إن ندوة "الإعلام والقدس" تبعث برسالة واحدة إننا جميعاً خلف جلالة الملك في موقفه تجاه القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية النابع من إرثه الديني والتاريخي.
من جانبه، استعرض الوزير ابوالبصل واجبات الأوقاف الأردنية في القدس الشريف، حيث تتحمل مع أهل القدس تحديات كبيرة لا يواجهها أحد من أبناء الأمة العربية والإسلامية من خارج المدينة المقدسة.
وأكد أن المسجد الأقصى المبارك لا يقبل التقسيم ولا التشارك ولا التفاوض وهذه اللاءات نابعة من موقف الأردن الراسخ بقيادة جلالة الملك، إضافة إلى أن المسجد المبارك هو حق للمسلمين وحدهم ومن هنا فإن لكل كلمة نتحدث بها معناها ومكانتها.
وبين أن أي حديث عن المسجد الأقصى يحتاج إلى موافقة مليار و800 مليون مسلم ومسلمة، واقاف القدس التابعة لوازرة الأوقاف الأردنية والمقدسيون ينوبون اليوم عن هذه الأمة في التصدي لسلطات الاحتلال.
وأطلع وزير الأوقاف الحضور على بعض الأرقام المتعلقة باقتحامات الإسرائيليين وزيارات السياح من الجانب الإسرائيلي إلى المسجد الأقصى خلال آذار الماضي، موضحاً أن عدد السياح بلغ 100 ألف سائح، وعدد المتطرفين تجاوز 1600 متطرف، إضافة إلى 700 جندي من جنود الاحتلال، في حين لم يزر أوقاف القدس أي ضيف عربي أو مسلم من خارج فلسطين.
وأوضح أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد أنظمة وتشريعات متعلقة بالعاملين في أوقاف القدس، رافضا بالوقت ذاته الاحتكام أمام محاكم سلطات الاحتلال وكل القرارات الصادرة عنها.
ودعا وسائل الإعلام عدم بث الرواية التلمودية والمصطلحات الإسرائيلية وكتابتها لأن هناك سعياً إسرائيلياً لترسيخ ثقافة تزعزع الثقة لدى المقدسيين وتعزز الرسالة الإسرائيلية وأهدافها.
بدورها، قالت الوزيرة غنيمات إن انعقاد "ندوة الإعلام والقدس" تأتي في الوقت الحساس الذي نحتاج فيه إلى توحيد الصف، مشيدة بموقف جلالة الملك وبموقف أهل القدس في الدفاع عن قضية القدس العادلة.
وأشارت إلى أن جلالة الملك أكد في أكثر من مناسبة أنه "لا للوطن البديل، لا للتوطين، لا للنيل من المقدسات"، وأن موقف الأردن ثابت وأي حل لا يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة مرفوض بالنسبة للأردن وهذا موقف راسخ وثابت ولا تغيير عليه، ونظراً لهذه المواقف جاءت الضغوطات على الأردن ما يستوجب علينا اليوم تشكيل جبهة داخلية قوية موحدة لمواجهة كل الضغوطات والتحديات.
وأكدت أن دور الإعلام يكمن في التأكيد على ثوابت الأردن والتركيز عليها في ظل ما يحمله الموقف من رسالة تؤكد على العدالة والسلام العادل وهذه الرسالة طالما دافع عنها الأردن في مختلف المحافل العربية والدولية مما يستوجب على الإعلام إظهار الدور والموقف الاردني تجاه القدس.
وأشادت في ذات الوقت بجهود الإعلام في تحقيق ذلك بالرغم من أن ملف القدس ليس مقتصراً على الإعلام الرسمي الذي لا يتوانى عن نشر الأخبار والتقارير المتعلقة بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإنما مسؤولية جميع وسائل الإعلام الرسمية والخاصة ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فالجميع معني بذلك.
وأكدت الناطق الرسمي باسم الحكومة، رفضها للإشاعات الكاذبة والعارية عن الصحة كافة والمتعلقة بالقدس ومواقف الأردن، مشددة على أن الأردن مواقفه علنية وواضحة للجميع ولا نقبل التشكيك بها، وأن المنطقة لن تشهد استقراراً ما لم يكن هناك سلاماً شاملاً وعادلاً.
من جهته قال الشيخ عبدالعظيم سلهب إن سلطات الاحتلال تعمل يومياً على إصدار قرارات متعلقة بإبعاد الحراس والموظفين عن المسجد الأقصى المبارك، وأنا منهم مبعد لمدة 40 يوماً، وهذا فيه انتهاك كبير لكل مسلم.
وأشار إلى أن إسرائيل تنازع أوقاف القدس في ساحات المسجد الأقصى، الذي هو للمسلمين وحدهم وليس لليهود علاقة به ولا يقبل التقسيم أو الشراكة وهو اليوم يتعرض لخطر كبير، وحكومة الاحتلال تصدر يومياً قرارات عديدة بهدف تفريغ الوصاية الهاشمية من مضمونها.
وأوضح أن أوقاف القدس استخدمت الحق التاريخي والديني من خلال القيام بفتح باب الرحمة بالرغم من مرور 15 عاماً على إغلاقه وبعد الاطلاع على حاله تبين أنه في حالة متردية وهو ما يستوجب علينا ترميمه وصيانته.
واكد أن مصلى باب الرحمة سيبقى مفتوحاً أمام كل مسلم وستقام الصلاة به حلقات التعليم وجلسات مجلس الأوقاف، ولن يغلق ولن نطلب الإذن من سلطات الاحتلال لدخوله والصلاة به وسيتم ترميمه مع الابقاء على فتحه.
وشهدت الندوة طرح العديد من المقترحات المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لغطرسة سلطات الاحتلال في القدس مع التأكيد على ضرورة خروج المسيرات في جميع محافظات المملكة دعما لموقف جلالة الملك الثابت وللوصاية الهاشمية ورفضا لكل ما يقوم به المحتل من سياسات باطلة مرفوضة للنيل من القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
--(بترا)