حصائد الفكر ... الابداع والابتكار !!!

 المهندس هاشم نايل المجالي

يعتبر الاشعاع الفكري والمعرفي والثقافي لأي انسان جسراً نتطلع من خلاله لكافة السبل المساندة والمساعدة للنهضة والتطور ، والاستفادة من الخبرات والكفاءات وقدرات كافة الاشخاص عاملين او متقاعدين ، ونستفيد من هذه الكوادر المتقاعدة صاحبة الخبرة والدورات العديدة في صقل مواهب الشباب اينما كانوا عاملين او عاطلين عن العمل كونهم طاقة بالامكان الاستفادة منها لخدمة المجتمع والوطن ، فهو بدوره يضطلع بمهمة الخدمة التطوعية والخدماتية والوقائية وخدمة ابناء المجتمع ومواجهة الازمات بانواعها .

وعلى هذا الاساس فان حصائد الفكر والمعرفة والخبرة يتجلى في الابداع والابتكار ، وادراج ذلك للفهم الشامل لكافة مناحي الحياة العملية واستنباط العوامل المؤدية للازمات والكوارث قبل حدوثها او التنبؤ بها ، ووضع استراتيجيات لمواجهتها وحل مشاكلها دون تفاقمها مفعلين مبدأ التعاون والتشاور مع الاخرين ، فيسهم ذلك في تحصيل مجموعة من الملاحظات لنظفر في الاستعداد لحل كثير من المشاكل والازمات المجتمعية والكوارث بانواعها .

فنموذج البناء الفكري والتفكير السليم التخطيط السليم خاصة الاعداد المسبق قد كرس للنيل والوصول من مرحلة الاستعداد والتوازن وصناعة الثقة في الاشخاص خاصة الشباب حول آلية التعامل مع كافة انواع الازمات ، واصراره على التمييز والنجاح محملاً نفسه عاتق المسؤولية ، فيزداد ثقة في نفسه في اسلوب منهجي واصلاحي ، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وكسب فنون التعامل مع طبيعة الاختلاف التي تقوم عليها العديد من الجهات المعنية بالتعامل مع الازمات ، من اجل ان تتضافر كافة الجهود بنحو افضل فهناك متقاعدين من كوادر الدفاع المدني وكوادر الخدمات الطبية ووزارة الصحة وغيرها اصحاب خبرات وكفاءات ودورات متخصصة للتعامل مع كافة الازمات وما ينتج عنها من اصابات ومخاطر .

وهم متواجدون في المحافظات وفي كل مكان وبالامكان الاستفادة منهم كعناصر فاعلة في المجتمع ، كتدريب الكوادر البشرية ودراسة البيئة الداخلية بصورة شاملة والقيام بتقيمها وتحليلها ، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف ومدى توفير امكانيات الموارد البشرية العاملة والعاطلة عن العمل وتحديد القدرات وتدريبها لتلبية الاحتياجات خلال منظومة عمل ، مع استراتيجية استقطاب الشباب لتأهيلها وتدريبها بالتعليم والتدريب المتواصل وكيفية التطوير واساليب تقييم مستوى الاداء .

بعد تصميم البرامج الخاصة بذلك ولرفع الانتاجية لدرجة الاستجابة المسبقة والفورية حين الطلب مع كافة انواع الازمات حيث ان اسلوب ردة الفعل العشوائية لا تترك مجالات كافية لاتخاذ القرار عند وقوع الحدث ، كذلك فهذه الاستراتيجيات تستغل وقت فراغ الشباب ، وما تاريخ الامم إلا فترات زمنية متعاقبة في الحياة الانسانية ، وعلينا استثمار الوقت عند كل فرد يعاني من الفراغ واستغلاله بشكل مثمر وعلى الشكل المطلوب بما يحقق الاهداف ، وادارة الوقت تتمثل انطلاقاً من ادارة الذات ونحن لا نستطيع اعادة الزمن او ايقاف عقارب الساعة عن الدوران ولا نستطيع شراء الوقت ، فهناك مخصصات مالية لمنح عديدة لادارة الازمات لدى وزارة التخطيط ولدى المنظمات الدولية ، وهناك فائض بالكوادر البشرية العاملة في البلديات ومديريات الاشغال وغيرها من المديريات بالاضافة للشباب العاطلين عن العمل ، وهذه الدورات مع الدورات الملحقة مثل السلامة العامة والصحة المهنية وغيرها كفيلة بتأهيل الشباب للعديد من فرص العمل وقتل الفراغ الذي يعانون منه بشيء مفيد .

       

hashemmajali_56@yahoo.com