الشعب الأردني في القمة
من قال أن المواطن الأردني عبداالله بن الحسين بوصفه ملك الأردن سيحضر القمة العربية في تونس فهو مخطئ تماماً لأن الإرادة الملكية اليوم هي تعبير عن الإرادة الشعبية الأردنية والملك بهذا المعنى يذهب إلى القمة العربية مدرعاً بالتفاف شعبي حوله بمواقفه الوطنية والعروبية والإسلامية لا بل أصبح ينظر لملكنا كقائد ورمز شعبي عربي وإسلامي ويحظى بدعم كل الشرفاء العرب والمسلمين كما يحظى بذلك الامتياز لدى شرفاء العالم الغربي الذين يؤمنون بفلسطين كقضية إنسانية اممية عادلة.. تناغم الإرادة الملكية مع الإرادة الشعبية لتصبح معبرة عنها وناطقة باسمها يضع الشعب الأردني كله في القمة العربية كحالة سياسية لملكية شعبية تبلورت مفاهيمها لا تحتاج الى كثير من التفسير عندما تكون القيادات تعبر عن ضمير شعبها وهذا الامر تحديدا يقلق العديد من الديكتاتوريات التي انفصمت عن واقعها مثلما انفصلت منذ عقود عن شعوبها ومن هنا كانت ولا تزال تبحث عن شرعيتها في الغطاء الدولي لا الغطاء الشعبي الامر الذي يجبرها على تقديم التنازل تلو التنازل والقبول بما لا يمكن لشعوبها ان تقبل به في متوالية اللهث للبقاء على كرسي الحكم أما من كانت إرادته تعبر عن إرادة شعبه فلا يحتاج إلى أي شرعية أخرى ومن الطبيعي جداً أن يكون صلباً في مواقفه تجاه قضايا الوجود والكرامة..وسيذهب الملك إلى تونس ليجلس في ذلك المقعد المخصص للشعب الأردني فيقول كلمته ويفرض إرادته باسم الملك رفضاً لكل سلسلة التنازلات ومتوالية الاذعانات وعمليات «الاغتصاب الجمعي التاريخي» الذي شوه مفاهيم الصراع وحرف بوصلته واستسلم له بعض العرب في القضية الفلسطينية وغيرها من قضايانا الجوهرية فالاردنيون اليوم يقودون ولا يقادون ويفرضون باسم الأمة وشعوبها معادلات جديدة في الصراع التاريخي سلماً وحرباً عرباً وعجماً.. «الشعب الأردني في القمة» ويذهب المواطن الأردني عبداالله بن الحسين لتمثيله بوصفه ملكهم لا ملكاً عليهم بموقف واضح وضوح الشمس عبر عنه الشعب في بياناته ومظاهراته وفعالياته ومخاطباته وتفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي بأحزابه ونقاباته ومؤسساته وجيشه وبكل ذرة تنبض » كرامة » فيه ومواقف الشعوب لا تحتمل النفاق والتأويل ولا يكتنفها الغدر والتقية فهي في العلن كما هي في الغرف المغلقة مواقف شرف وعز تسطر للتاريخ وتعيد توجيه البوصلة السياسة والبندقية نحو فلسطين فكل بوصلة لا تؤشر نحو القدس مشبوهة ملعونة اليد التي تحملها.. من الأردن إلى المغرب لايطاليا ففرنسا وانتهاء بتونس المواقف واضحة والنتائج «أقل الواجب» فذلك يتراجع عن نقل السفارة للقدس والآخر يوقف الإجراء والبعض يحتفي بنهج الأردن ومواقفه العقلانية ونموذجه للسلام والبعض الآخر يدعم هذا الموقف والعواصم المؤثرة تصدر البيانات المشتركة بمواجهة رفض الإعلان الأميركي لضم الجولان نعم فكل قضايا الأمة هي أردنية واليوم يحضر المواطن عبداالله بن الحسين لتونس فيجلس «الشعب الأردني في القمة».. المحامي بشير المومني