حديقة حياتك

 

إيمان فاروق


اذا دخلت حديقة تملؤها الورود، ووقع نظرك على إحداها، حمراء متفتحة وزاد جمالها قطرات الندى الممزوجة مع الشمس. تحاول الوصول إليها لكنها بعيدة تختصر أكثر ومع كل المحاولات لا تصل، تشعر بشيء ما يبعدك عنها لتغير رأيك وتعود مستسلما بهدوء للقدر، وتأمن  بأنها ليست لك.
لكن قد يُصر البعض على هذا التحدي ليقطف الورده دون تفكير بما سيحدث مذكراً فقط بالهدف، ليندم بعد أن يرى  نفسه ينزف ويتألم  ولم ير جمالها لاختلاطها بالدم.
هذا هو ما يحدث لنا عندما نُصر على أخذ ما ليس لنا،  ليس بوسعنا الحصول على كل ما نريده، لا أحد يستطيع أن يحصل على جمال الدنيا بأكملها، لكل منا نصيب وقدر من الرزق والحب والصحة وحتى الأصدقاء.
 إختر من حديقة حياتك من هم الأجمل والأنقى والاصدق، وتأكد من كل هذه الصفات أنها تنبع من الداخل، لتشعر بها وكأنها نسمات من الهواء المنعش، كهواء البحر تستمتع وانت تستنشقها.
وتَعلم بأن الله يختار لنا دائما الأفضل حتى لو منع عنا ما نريده ونحبه.
تَعلم بأن ألم الأشواك يجعلك لا ترى جمال الورد ان لم تكن لك عندما تصل لها، وما كان يمنعك عنها حماية الله لك فهو يعلم ولا نعلم.
وتأكد إذا قطعت الورد يوما، فما هي إلا تساهيل من الله لانها قدرك حتى مع وجود الأشواك، لأنها ستكون أشواكا ناعمة لا تُألم. //