اعترافات كاتم صوت
أنا ديمقراطي على مضض مثلي مثل أحزاب المعارضة، ومثلي مثل بعض الحكومات.
أعامل زوجتي وابنتي بديمقراطية، وأنا أعوي مثل ذئب جائع، لافترس تطاولاتهم على هيبتي ورجولتي الشرقية.
ديمقراطي أنا على مضض، مع أصدقائي وصديقاتي وزملائي بالعمل ... ديمقراطي إلى درجة اللين ... لكنني والحق يقال مهووس ... كأي أمريكي ... بتحويل الآخرين إلى شواهد في مسبحتي.
أنا ديمقراطي على مضض ... مستعد لان أهدر دمي في سبيل حق الآخر في التعبير عن وجهة نظره، وأنا في الواقع أتلهف شوقا لهدر دم الآخر إذا فكر في التعبير عن وجهة نظره.
ديمقراطي على مضض كأي حزب عربي، قومي أم ديني ام علماني لا فرق، يخوض معاركه ويقدم الشهداء في سبيل الديمقراطية. وحين يصل إلى السلطة يقرمط فيها بكامل أنيابه ومخالبه، ويدمر كل من يحاول الوصول إليها أو الاقتراب منها أو المشاركة فيها.
أنا ديمقراطي على مضض مثل أي راكب يرى الشوفير وهو يدخن بتلذذ، ويمنع الركاب من التدخين، وأنا في الواقع أتمنى ان افرم الشوفير مثل الهيشي وأنفث دخانه اللزج في وجوه الركاب جميعاً. أنا ديمقراطي على مضض مثل أي جرسون يتحمل سقاعات الزبائن وابتسامة طويلة التيلة تلوث شاربيه، بينما في الواقع يتمنى لو ينتف شعر الزبائن جميعاً إياهم ويخلطها لهم مع السباغتي .
ديمقراطي أنا على مضض، اجتمع مع عشيرتي وأنصاع لرأي الأغلبية، مبتسماً ومتظاهراً بالطيبة، وأنا أتمنى لو أسطح بطون الجميع بشبريتي إذا لم ينصاعوا لأوامري.