الشاب الأشقر يقود الثورة بلا أقدام ويُصر على تحقيق حلمه بالعودة

 غزة ـ وكالات

 

أصيب عشرات المرات برصاص الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وصولاً لمسيرات العودة وكسر الحصار، وفي كل إصابة يزداد قوة وتصميم وإرادة على مواصلة طريق المقاومة.

 بترت قدميه ولم تبتر بوصلته، فبمرور عامٍ على مسيرات العودة يستعد المصاب صابر الأشقر بكل جوانحه لقيادة المسيرة من الصفوف الأمامية للمطالبة بحقوقه المسلوبة.

المصاب الأشقر "35 عاماً" متزوج ولديه 4 أطفال، لم يترك ساحة الاشتباك مع الاحتلال في يوم من الأيام، وكان دائماً يتقدم الصفوف الأولى ويقود الجماهير ويشعل في قلوبهم نار الثورة والغضب.

ورغم حماسته وشجاعته وبسالته في قيادة الثورة، إلا أنه يحتاج إلى دعمٍ نفسي ومعنوي ومادي لمواصلة طريقه وتوفير لقمة العيش لأطفاله.

بدأت قصة الأشقر في قيادة الثورة والاشتباكات مع الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى عام (2000)، حيث أصيب برصاصة إسرائيلية خلال المواجهات مع الاحتلال في منطقة كانت تعرف بـ"نتساريم"، كما أصيب مرة أخرى في الانتفاضة بعد وقت قصير من اصابته الأولى.

في العام 2008 أصيب الأشقر بقصف إسرائيلي أدى لبتر قدميه، وأمضى سنوات حياته يعاني من آلام فقد قدميه من خلال تناول المسكنات والمضادات الحيوية، ومحاولة تركيب أطراف، ورغم خطورة اصابته إلا أنه لم يضعف ولم ينكسر، فواصل طريقه من خلال المشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار منذ اليوم الأول من انطلاقتها.

عندما أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار قرر صابر المشاركة وقيادة الجماهير في الاشتباك المباشر مع الاحتلال حتى النفس الأخير وتحقيق أهداف المسيرة ومن ضمنها كسر الحصار كاملاً عن قطاع غزة.

أصيب الأشقر بعد مرور شهرين على انطلاق مسيرة العودة برصاصة إسرائيلية في صدره وأشيع حينها بأنه نال الشهادة إلا أنه عاد إلى الحياة قوياً مصمماً على مواصلة طريقه.

ومع مرور عام على انطلاق مسيرة العودة، يقول الأشقر: "أشارك في مسيرة العودة كل يوم سواء في يوم الجمعة أو في المسير البحري أو في الارباك الليلي، وسأواصل الطريق حتى النصر أو الشهادة".

الأشقر يُصر على تحقيق حلمه بالعودة إلى أرض أجداده المحتلة "بربرة" من خلال مواصلة الاشتباك المباشر مع الاحتلال، لكنه لا يريد العودة إليها مقعداً وقدميه مبتورة، وأقل ما يطلبه تركيب أطراف لقدميه تساعده في الحركة والتنقل بحرية، وكفالة أطفاله بعدما فقد عمله بشكل كامل وعدم قدرته للعودة إلى العمل بسبب ما تعرض له من إصابات متكررة أفقدته السيطرة على أعصابه في كثر من الأوقات.