السعودية تستثمر 23 مليار دولار للارتقاء بالمعيشة في الرياض

- قالت السعودية يوم الثلاثاء إنها ستنفق 86 مليار ريال (23 مليار دولار) لتحسين جودة الحياة في العاصمة الرياض، حيث ستزيد المساحات الخضراء وأماكن الترفيه بجانب تنفيذ ألف معلم وعمل فني في أنحاء المدينة.

وكشفت المملكة النقاب عن أربعة مشروعات تأتي في إطار الجهود الرامية لانفتاح المجتمع السعودي والتشجيع على ممارسة النشاط البدني وتعزيز النواحي الترفيهية للحياة في المملكة المحافظة، إلى جانب الإصلاحات التي تهدف لتنويع الاقتصاد وتقليص اعتماده على النفط.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) الرسمية أن المشروعات الجديدة تشمل ”مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت“.

وتمثل هذه المشروعات أحدث حقلة في سلسلة من استثمارات التنمية المخطط لها التي أطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بجانب ابنه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وأظهرت وسائل إعلام حكومية الملك وولي العهد وهما يستعرضان نموذجا مصغرا للمشروعات المزمعة، التي تشمل حديقة ترفيهية تعادل مساحتها أربعة أمثال سنترال بارك ومسارات للدراجات بطول 135 كيلومترا. وأمر الملك أيضا بإطلاق اسم ولي العهد على أحد الطرق الرئيسية بالعاصمة.

ومن المقرر أن يبدأ العمل في المشروعات الأربعة الجديدة في النصف الثاني من العام، على أن تدخل حيز التشغيل تدريجيا بين 2023 و2030. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن هذه المشروعات ستخلق 70 ألف فرصة عمل للسعوديين، كما ستوفر فرصا استثمارية بقيمة 50 مليار ريال للمستثمرين المحليين والأجانب.

وتهدف إحدى المبادرات إلى زيادة نسبة المساحات الخضراء إلى ستة أمثالها في الرياض، التي تشتهر بطرقها السريعة المتعددة الحارات ومبانيها الخرسانية، من خلال زراعة 7.5 مليون شجرة. وتتضمن الخطط أيضا سبعة متاحف ومعرضا فنيا مفتوحا وجسورا للمشاة وحدائق عامة.

قبل أعوام قليلة، لم يكن أحد يتخيل وجود مثل هذه المعالم في الرياض، في الوقت الذي كانت فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجوب الشوارع لتطبيق قواعد اجتماعية صارمة مثل الفصل بين الجنسين وحظر الحفلات الموسيقية العامة.

غير أن الحياة في العاصمة باتت أكثر تحررا في السنوات الماضية، بعدما قلص ولي العهد سلطات تلك الهيئة وأنهي الحظر على دور السينما وبدأ في تنظيم حفلات عامة. ونال الأمير محمد بن سلمان دعم كثير من الشبان السعوديين.

وفي حين أن هبوط أسعار النفط ربما يؤثر على مستويات معيشة المواطنين في الأعوام القادمة، فإن الارتقاء بجودة الحياة يعد مهما لتحقيق الاستقرار السياسي. (رويترز)